المحكمة العليا الإسرائيلية تتحدى نتنياهو وحلفاءه وتأمر بتجنيد الحريديم

أمرت المحكمة العليا الإسرائيلية، اليوم الثلاثاء، بالإجماع الحكومة بتجنيد اليهود الإسرائيليين المتدينين (الحريديم) في الجيش، في تحد لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وحلفائه، المنتمين لأحزاب الحريديم.

وأمرت المحكمة العليا، الحكومة الإسرائيلية بسحب التمويل من أي من المدارس الدينية التي لا يمتثل طلابها لإخطارات التجنيد.

اقرأ ايضا: نتنياهو يُعلق على تقارير أمريكية عن نقص أسلحة الجيش الإسرائيلي

وقالت المحكمة: "في هذا الوقت لا يُوجد إطار قانوني يجعل من الممكن التمييز بين طلاب المدارس الدينية وأولئك الذين سيؤدون الخدمة العسكرية. وعليه، فإن الدولة لا تملك السلطة لإصدار أمر بتجنب تجنيدهم بشكل شامل".

ويعتمد ائتلاف نتنياهو الحكومي على حزبين من الحريديم، وهما: "يهودية التوراة المتحدة" و "شاس".

وهذه ليست المرة الأولى التي تلغي فيها المحكمة العليا الإسرائيلية إعفاء الحريديم. ففي عام 1998، أخبرت المحكمة الحكومة، بأن السماح للحريديم بعدم التجنيد ينتهك مبادئ الحماية المتساوية، كما أبطلت المحكمة العليا في عام 2018 قانوناً يعفي الحريديم من الخدمة في الجيش، إعمالاً لمبدأ المساواة.

وصوّت الكنيست قبل أيام على المضي قدماً في مشروع القانون المثير للجدل المدعوم من نتنياهو لإعفاء الحريديم (اليهود المتشددين) من الخدمة العسكرية.

وجاء التصويت رغم أن التجنيد إجباري على الإسرائيليين اليهود عند بلوغهم 18 عاماً، بحيث يخدم الرجال لعامين و8 أشهر والنساء لعامين.

وينتهي سريان أمر أصدرته الحكومة بتعليق التجنيد الإلزامي للمتشددين الشهر المقبل.

ويشكل اليهود المتشددون 13 في المائة من سكان إسرائيل، ومن المتوقع أن يصل هذا الرقم إلى 19 في المائة بحلول عام 2035، بسبب ارتفاع معدلات المواليد بينهم.

وعارض وزير الدفاع يوآف غالانت مشروع القانون، كما يرفضه غالبية قيادات المؤسسة العسكرية.

ويثير إعفاء اليهود الحريديم من التجنيد غضباً واستياء واسعين، خصوصا في ظل سقوط أكبر عدد من القتلى بصفوف الجيش الإسرائيلي منذ عقود، بسبب الحرب على غزة والمواجهات على الحدود اللبنانية.

اقرأ ايضا: نتنياهو: لا تغيير في انخفاض امدادات السلاح من أمريكا

ويرفض اليهود المتشددون التجنيد الإجباري، ويطالبون بالحق في الدراسة بالمعاهد اللاهوتية بدلاً من الخدمة بالزي العسكري.