قدمت مسؤولة في الخارجية الأميركية استقالتها؛ احتجاجًا على تقرير أعدته إدارة الرئيس جو بايدن يعد أن إسرائيل لا تعرقل المساعدات الإنسانية للمدنيين الفلسطينيين في غزة.
ووفقًا لوسائل إعلام أميركية، خلص تقرير جديد إلى أن سلاحًا اميركيًا فتاكًا استخدم في الضربة الإسرائيلية التي أدت إلى استشهاد وجرح عشرات اللاجئين في خيام بمنطقة رفح الأحد الماضي.
اقرأ ايضا: إسرائيل "تتعهد" لإدارة بايدن: لا تهجير ولا تجويع للفلسطينيين في شمال غزة
وجاءت هذه التطورات في ظل رفض المسؤولين الأميركيين اعتبار الهجوم الإسرائيلي على رفح تجاوزًا للخط الأحمر الذي أعلنه الرئيس بايدن شخصيًا قبل أسابيع، محذرًا حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من مغبة تجاوزه، لكن الأخير لم يعبأ كثيرًا بهذا الإنذار الأميركي.
المسؤولة في مكتب السكان واللاجئين والهجرة لدى وزارة الخارجية ستايسي غيلبرت، انضمت إلى مجموعة أخرى من المسؤولين المستقيلين في وزارة الخارجية، وعدد آخر من الوكالات الفيدرالية؛ احتجاجًا على سياسة إدارة بايدن حيال الحرب في غزة، ولا سيما رفضها المطالبة الصريحة بوقف النار حتى لأسباب إنسانية، رغم استشهاد عشرات الآلاف من الأطفال والنساء والأبرياء في الحملة التدميرية الإسرائيلية المتواصلة بلا هوادة منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
وسبق غيلبرت إلى الاستقالة كل من المسؤول عن مبيعات الأسلحة في وزارة الخارجية جوش بول، والمسؤولة عن قضايا حقوق الإنسان في الوزارة أنيل شيلين، والناطقة باسم الوزارة باللغة العربية هالا راريت، بالإضافة إلى موظفين عاديين، فضلاً عن مسؤولين آخرين لدى وكالات حكومية أخرى، ومنها الوكالة الأميركية للتنمية الدولية.
وفي إشارة إلى المعارضة الداخلية لمذكرة رئاسية مثيرة للجدل لتبرير الاستمرار في إرسال أسلحة بمليارات الدولارات إلى إسرائيل، قال مسؤولون إن غيلبرت وجهت رسالة عبر البريد الإلكتروني إلى الموظفين، الثلاثاء، تشرح فيها وجهة نظرها بأن وزارة الخارجية مخطئة في استنتاجها أن إسرائيل لم تعرقل المساعدات الإنسانية لغزة.
من جانبه، رفض الناطق باسم وزارة الخارجية، ماثيو ميلر، الخوض في نقاش حول استقالة غيلبرت. لكنه قال: "أوضحنا أننا نرحب بوجهات النظر المتنوعة، ونعتقد أن ذلك يجعلنا أقوى".
وكان بايدن أصدر مذكرته في فبراير (شباط) بعد تعرضه لضغوط من الديمقراطيين في الكونغرس القلقين من ارتفاع عدد الشهداء في غزة.
وتطلب المذكرة من وزارة الخارجية تقييم ما إذا كان استخدام إسرائيل للأسلحة الأميركية في غزة ينتهك القانون الأميركي أو القوانين الإنسانية الدولية، ويتضمن فحصاً لما إذا كانت المساعدات الإنسانية عرقلت عمداً.
ووجد التقرير، الذي صدر نتيجة لأسابيع من المناقشات داخل وزارتي الخارجية والدفاع، أنه في حين أن "المساعدات لا تزال غير كافية"، فإن الولايات المتحدة لا "تقيم حالياً أن الحكومة الإسرائيلية تحظر أو تقيد بشكل آخر نقل أو توصيل المساعدات الإنسانية الأميركية".
ورددت غيلبرت، آراء منظمات الإغاثة والمنظمات الإنسانية عن أن إسرائيل تعرقل وصول المساعدات إلى المدنيين في غزة. واستمر تقلص تدفقات المعونة في الأسابيع التي تلت صدور التقرير. لكن التقرير لم يجد أسباباً كافية لوقف المساعدات لإسرائيل.
اقرأ ايضا: إدارة ترامب تستعد لفرض "الضغط الأقصى" على إيران مع بدء ولايته
وبعد استقالتها قبل نحو ستة أسابيع، قالت راريت إنه مع تقدم أشهر الحرب، أصبح من الواضح أن النقاش الداخلي حول السياسة الأميركية في شأن إسرائيل غير مرحب به، على عكس كل المواضيع الأخرى تقريباً خلال حياتها المهنية التي استمرت 18 عاماً في وزارة الخارجية.
هاتف: 00961-81771671
البريد الإلكتروني: info@darhaya.com