أكدت الأمم المتحدة، أن استخدام إسرائيل التجويع في الحرب على قطاع غزة، يعد "جريمة حرب"، داعية إلى تحقيق المساءلة والعدالة بشأن الانتهاكات الخطيرة لقوانين الصراعات المسلحة، وغيرها من التجاوزات الجسيمة لحقوق الإنسان المرتكبة من قبل كل الأطراف في غزة والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، وإسرائيل، خلال فترة 12 شهرا حتى الحادي والثلاثين من أكتوبر الماضي.
وقال تقرير صادر عن مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، إن الرد العسكري الإسرائيلي اللاحق لهجوم حماس في 7 أكتوبر الماضي، واختياره لسبل وأساليب الحرب، أسفر عن معاناة هائلة للفلسطينيين بما في ذلك قتل المدنيين على نطاق واسع، والنزوح المتكرر وتدمير المنازل والحرمان من الطعام الكافي وغير ذلك من أساسيات الحياة. ووفق التقرير، فقد عانى الأطفال والنساء بشكل خاص، واُرتكبت انتهاكات واضحة للقانون الدولي.
اقرأ ايضا: أكثر من 50 شهيدا جراء قصف إسرائيلي لمناطق متفرقة بقطاع غزة
وأشار التقرير إلى أن شبح المجاعة والجفاف وتفشي الأمراض يلوح في الأفق بسبب القيود الصارمة التي تفرضها إسرائيل على توفير الخدمات الأساسية والإغاثة الإنسانية، مضيفا أن الإغلاق والحصار المفروض على غزة يصل إلى مستوى العقاب الجماعي وقد يرقى إلى استخدام التجويع كوسيلة للحرب بما يعد جرائم حرب، واعتمادا على مزيد من التحقيقات، قد يصل إلى جرائم خطيرة أخرى بموجب القانون الدولي.
وأكد فولكر تورك مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، ضرورة عدم السماح باستمرار الإفلات من العقاب المترسخ الذي أبلغ عنه مكتب حقوق الإنسان لعقود، ومحاسبة كل الأطراف على الانتهاكات التي وقعت خلال 56 عاما من الاحتلال و16 عاما من الإغلاق الذي فُرض على غزة، وحتى اليوم.
وقال تورك إن العدالة شرط أساسي لإنهاء دورات العنف وليتمكن الفلسطينيون والإسرائيليون من اتخاذ خطوات ذات مغزى باتجاه السلام.
وأعرب عن المخاوف بشأن القتل غير المشروع، واحتجاز الرهائن، والتدمير المتعمد لممتلكات المدنيين، والعقاب الجماعي، والحرمان من الخدمات الأساسية، وقصف البنية التحتية المدنية، والتهجير القسري، والتحريض على الكراهية والعنف، والاعتداء الجنسي والتعذيب، وجميعها محظورة بموجب القانون الدولي الإنساني.
من جهة أخرى، روى كريستوفر بلاك، الموظف في منظمة الصحة العالمية، تفاصيل مشاركته قبل أيام في ثلاث مهمات إخلاء من مستشفى ناصر في مدينة خان يونس.
وتحدث بلاك، من غزة عبر تقنية الفيديو كونفرنس، خلال مؤتمر صحفي لوكالات الأمم المتحدة في جنيف، وقال إن الوصول إلى المستشفى كان صعبا للغاية بسبب القتال الدائر حوله، لافتا إلى أن فرق منظمة الصحة العالمية ومكتب تنسيق الشؤون الإنسانية قاموا بإجلاء 51 مريضا في حالة حرجة، ووصف عملية إجلاء المرضى بأنها "كانت صعبة للغاية".
وأضاف أن ممرات المستشفى كانت تعج بالمرضى وبالكاد كانت مضاءة، منوها بشجاعة الأطباء والطاقم الطبي الذين بقوا مع المرضى، والهلال الأحمر الفلسطيني الذي عمل مع منظمة الصحة العالمية ومكتب تنسيق الشؤون الإنسانية لإجلاء المرضى.
اقرأ ايضا: نتنياهو يراوغ لتنفيذ التهجير: دول عديدة ترغب في استضافه سكان غزة
وأوضح بلاك أنه من بين المرضى الـ 51 الذين تم إجلاؤهم، كان هناك 10 أطفال و21 امرأة.
هاتف: 00961-81771671
البريد الإلكتروني: info@darhaya.com