نازحو رفح يعتصمون قرب الحدود مع مصر: "ملاذنا الأخير الذي حشرونا فيه"

02:41 ص ,10 فبراير 2024


يعتزم مليون نازح ومشرد في الخيام والشوارع في مدينة رفح الفلسطينية، التوجه للاعتصام قرب الحدود مع مصر، استباقا لقيام دول الاحتلال الإسرائيلي باقتحام محافظة رفح، وما يمكن أن يحدث من "إبادة جماعية وجرائم حرب".
وقال النازحون- في بيان- "نحن الموقعين أدناه. والذين تزيد أعدادنا على المليون نازح ومشرد في الخيام والشوارع في مدينة رفح. المدينة الأخيرة التي وصلنا إليها بعد سلسلة طويلة من النزوح في محافظات أخرى. وبعد تعرضنا لاعتداءات الاحتلال المتكررة من قتل أطفالنا ونسائنا. وإبادة ذوينا وجيراننا وأحبائنا. وتدمير بيوتنا ومساكننا. وتعرضنا لحصار قاس أدى إلى تجويعنا وموت بعضنا من البرد والنوم في العراء دون توفر أي مقومات للمساعدة أو الإغاثة الإنسانية. رغم أننا لسنا طرفا في النزاع".
وأضافوا: "رغم ذلك. فإن جيش الاحتلال لا يزال يلاحقنا. ويتهددنا في رفح بمواصلة قتلنا وإبادة من تبقى منا وتسوية بيوتنا بالأرض، ويستخدم دمنا النازف أداة ابتزاز وضغطاً في صراعه ومفاوضاته، ويوظفه في معاركه الحزبية الداخلية. وهو يخيرنا بين إعدامين: إما البقاء في رفح لقصفنا بطائراته ودباباته. أو الخروج منها إلى الشمال المدمر والمجوّع عبر نقاط تفتيشه التي يقتل بها المارين ويعتقل النساء ويختطف الأطفال والرجال دون أدنى معرفة بمصيرهم إلى الآن".
وتابعوا: "إننا في رفح كمدنيين عزل لا علاقة لنا بأعمال القتال. نطالب جميع دول العالم التدخل لحمايتنا من تهديد الاحتلال. وذبحنا كالخراف في كل مكان ننتقل إليه بمبررات كاذبة ومضللة. ونطالب بتطبيق الاتفاقيات الدولية علينا لحمايتنا التي هي حقنا كبشر ضمن المنظومة الإنسانية".
وأردفوا "أن جميع القوانين الدولية تستوجب حمايتنا، والتدخل العاجل لإنقاذنا، فلماذا تتعطل هذه القوانين عند أهالي غزة المدنيين، وتعمل مع غيرهم بجد ونشاط مثل الأوكرانيين على سبيل المثال الذين تتوفر لهم جميع وسائل الحماية القانونية والمعيشية والدعم اللامتناهي؟".
وأشاروا إلى أن اتفاقية جنيف بشأن حماية الأشخاص المدنيين في وقت الحرب المؤرخة في 12آب/أغسطس 1949، والتي تنطبق على حالتنا تمامًا، ومع ذلك فإن الاحتلال يتجاهل تنفيذ الاتفاقية كاملة، ويضرب بها عرض الحائط، ويواصل إبادته وقتله للمدنيين الأبرياء والعزل على مرأى ومسمع من الموقعين على الاتفاقية وغيرها من اتفاقيات الحماية.
وقال النازحون: "إننا أمام هذا الواقع المأساوي الذي لم تتحرك فيه ضمائر العالم لإيقاف شلال الدم المستمر منذ أربعة أشهر، وترك الاحتلال للاستفراد بنا على ضعفنا وقلة حيلتنا، قررنا نحن النازحين والمشردين في رفح، أخذ المبادرة بأنفسنا، محاولين دفع الإبادة الإسرائيلية عن أطفالنا ونسائنا التي يهددنا بها، بالتحرك للاعتصام أمام الحدود المصرية، رافعين الرايات البيضاء، لتذكير العالم بمسؤولياته الأخلاقية والقانونية أمام آلة القتل الإسرائيلية التي تزحف نحونا، وموعد هذا التحرك سيكون مباشرة في ساعة الصفر التي يعلن فيها جيش الاحتلال بدء تنفيذ تهديداته، لتفريغ السكان إلى الشمال، أو مهاجمة دباباته رفح".
وأضافوا أن هذا الاعتصام، والذي سيكون بمئات الآلاف، ليس موجها ضد أحد، وهو اعتصام غير مسيس، ولا تقف وراءه أي جهة غير مخاوف أكثر من مليون مدني أعزل في رفح، يعانون من أفعال الإبادة الإسرائيلية، ويطالبون بحمايتهم ودفع الموت عنهم. وهو جدارنا وملاذنا الأخير الذي حشرنا الاحتلال فيه، ويريد سحقنا، وهو فرصتنا وفرصة أطفالنا الأخيرة لإنقاذنا حتى لا تتكرر أفعال الإبادة في رفح مثلما حدثت في غزة والشمال،  ورسالة إلى المؤسسات الدولية للقيام بواجباتها اتجاه المدنيين العزل، وعلى رأسها الأمين العام للأمم المتحدة غوتيريش، والدولة الراعية لاتفاقية جنيف سويسرا التي لم تتحرك إلى الآن للتعبير عن غضبها لانتهاك ميثاقها الأممي في غزة.

جميع الحقوق محفوظة لـ الحياة واشنطن © 2024

هاتف: 00961-81771671

البريد الإلكتروني: info@darhaya.com