أفادت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، بأن إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، تضع خطة تؤسس لتسوية مستدامة في الشرق الأوسط بعد حرب إسرائيل على غزة.
المجلة الأمريكية، نشرت تحليلًا لمايكل هيرش، ذكر خلاله أنه من المتوقع أن تلعب السعودية دورًا مهمًا في تلك الخطة، لا سيما أن الرئيس بايدن، يريد من الرياض أن تستأنف المحادثات بشأن الاعتراف بإسرائيل، مقابل ضبط النفس الإسرائيلي في غزة والضفة الغربية، والتعهد باستيعاب المصالح الفلسطينية، بما في ذلك إقامة دولة فلسطينية في نهاية المطاف، أو على الأقل درجة ما من السيادة.
اقرأ ايضا: "هيومن رايتس ووتش" تطالب واشنطن بتعليق نقل الأسلحة لإسرائيل
وكانت إدارة بايدن تعمل على صفقة كبيرة بالشرق الأوسط، تتمثل في إبرام اتفاقية تطبيع، تعترف بموجبها السعودية بإسرائيل، ولكن اندلاع حرب إسرائيل على غزة، في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، حال دون ذلك.
ففي سبتمبر الماضي، قال ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان - خلال مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز" الأمريكية - إن تطبيع السعودية مع إسرائيل يقترب كل يوم أكثر فأكثر.
من جانبه، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، من منبر الأمم المتحدة، أن بلاده على عتبة إقامة علاقات مع المملكة.
وخلال مؤتمر صحفي مشترك في الدوحة مع نظيره القطري، الأحد الماضي، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن: "إنه حقق بعض النجاح في التغلب على المقاومة العربية الأولية لمناقشة سيناريوهات اليوم التالي لقطاع غزة".
وأضاف بلينكن: "شركاؤنا على استعداد لإجراء هذه المحادثات الصعبة ولاتخاذ قرارات صعبة"، قائلًا: "نحن جميعًا نشعر بأن لدينا مصلحة في صياغة طريق إلى الأمام".
وناقش الوزير بلينكن - خلال زيارته للسعودية أمس الاثنين - مسألة التطبيع مع "إسرائيل"، وتنسيق الجهود لمرحلة ما بعد الحرب في غزة.
وأوضح بلينكن - الذي يقوم بزيارة للمنطقة حاليًا - "أنه فيما يتعلق بالتطبيع تحدثنا عن ذلك في الواقع في كل محطة بما في ذلك بالطبع هنا في السعودية".
وتابع: "هناك اهتمام واضح هنا بالسعي إلى ذلك.. لكن الأمر سيتطلب إنهاء النزاع في غزة.. وإيجاد مسار عملي لقيام دولة فلسطين".
ووفقًا لمجلة "فورين بوليسي"، فإن كل تلك الجهود لا تزال في مرحلة البداية، ولن يتم المضي قدمًا خلال أي وقت قريب في ظل مواجهة مقاومة مستمرة من قِبل حكومة نتنياهو اليمينية المتشددة، لأي شيء يشبه الدولة الفلسطينية.
المجلة أوضحت كذلك أنه "في إسرائيل، يُلقى باللوم على نطاق واسع على نتنياهو فيما يتعلق بهجمات السابع من أكتوبر التي شنتها حماس".
لكن هجمات حماس أدت أيضًا إلى "تحويل الرأي العام الإسرائيلي إلى أقصى اليمين، مما يجعل الاحتمال الفوري لإجراء أي مفاوضات بشأن الدولتين مستحيلًا"، كما ذكرت المجلة.
وقالت المجلة: "الدلائل تشير إلى أن نتنياهو المحاصر سياسيًا يرى أن معارضته لخطط بايدن هي المفتاح لإبقاء نفسه في منصبه، وربما خارج السجن".
إذ أن المجلة أوضحت أن الرأي العام داخل إسرائيل يدعم بشكل متزايد فكرة نتنياهو القائلة إن "أي درجة من السيادة تُمنح لأي كيان فلسطيني ستعني هجمات مستقبلية على إسرائيل، وإن الحديث عن مثل هذه النتيجة الآن لن يؤدي إلا إلى تحقيق النصر لحماس".
اقرأ ايضا: إسرائيل تخطط للبقاء في غزة حتى نهاية 2025 مع الاحتفاظ بنحو 4 مناطق كبيرة
وأضافت المجلة - في تحليلها - "أن بايدن بدوره، يريد أن يضغط بقوة أكبر في عام انتخابي يعاني فيه من انخفاض معدلات تأييده، خاصة أنه وإدارته تعرضا لانتقادات شديدة داخل الحزب الديمقراطي، لدعمهما الحملة العسكرية التي تشنها إسرائيل على غزة".
هاتف: 00961-81771671
البريد الإلكتروني: info@darhaya.com