غيّب الموت اليوم الجمعة، مؤسس ورئيس تحرير صحيفة "السفير" اللبنانية، طلال سلمان، عن عمر 85 عامًا، أمضى منها نحو 66 عامًا في العمل الصحفي.
وتوفي سلمان في أحد مستشفيات العاصمة اللبنانية بيروت، حيث كان يعالج هناك بعد تدهور حالته الصحية خلال الأشهر الأخيرة، وفق ما ذكرت وسائل إعلامية وأصدقاء ومقربين من الراحل.
مسيرة طلال سلمان المهنية
بدأت مسيرة سلمان الصحفية في نهاية الخمسينيات من القرن الماضي، وهو "واحد من متخرجي بيروت، عاصمة العروبة"، كما وصف نفسه في سيرته، حيث كان مُصححاً في صحيفة النضال، ومصدرًا صحفيًا لدى صحيفة الشرق، ثم محرراً فسكرتيراً للتحرير في مجلة الحوادث، فمديراً للتحرير في مجلة الأحد.
أصدر العدد الأول من صحيفة "السفير" التي حملت شعار "صوت الذين لا صوت لهم" و"جريدة لبنان في الوطن العربي وجريدة الوطن العربي في لبنان" بعد جهد مكثف ومشاورات كثيرة، وبدعم من معمّر القذافي (1942 ــ 2011) حينها، وتضمن مقابلة مع ياسر عرفات (1929 ــ 2004).
ولسنوات طويلة، ظل يكتب افتتاحية صحيفة "السفير" التي نجحت بصورة كبيرة في إيجاد موقع لها في لبنان والعالم العربي حتى أصبحت مرجعاً للكثيرين لتحليل وفهم ما يجري في المنطقة العربية. كما أجرى لقاءات مع العديد من الزعماء والقادة العرب.
دفع طلال سلمان ثمن مواقفه السياسية في أكثر من مناسبة، ففي الأول من نوفمبر/تشرين الثاني 1980 تعرضت مطابع "السفير" للتفجير، ونجا سلمان من محاولة اغتيال أمام منزله في منطقة الحمرا في 14 يوليو/تموز 1984، وأصيب بجرح في فكه وفي بعض أنحاء جسمه، وسبقت هذه المحاولة عدة عمليات اعتداء استهدفت منزله بصواريخ موجّهة وبسيارة مفخخة.
في الرابع من كانون الثاني/يناير 2017، أغلق طلال سلمان صحيفته "السفير"، بسبب صعوبات مادية تعرضت له المؤسس الإعلامية، والتي كانت بمثابة ضربة كبيرة للإعلام اللبناني الذي عرف على مر سنوات بتنوعه وحريته، وشكل علامة فارقة بين الدول العربية الأخرى.
ظل طلال سلمان مواظباً على كتابة افتتاحياته التي حملت عنوان "على الطريق" في الموقع الذي يحمل اسمه.
وبحسب وسائل إعلام لبنانية، سيم تشييع الإعلامي الكبير طلال سلمان غدًا السبت- الرابعة عصرًا في بلدته شمسطار، حيث يصلى على جثمانه ويوارى في جبانة البلدة.
هاتف: 00961-81771671
البريد الإلكتروني: info@darhaya.com