وجهت السلطات القضائية في الولايات المتحدة، إلى الرئيس السابق دونالد ترامب، اتهامات بـ "التآمر ضد الدولة الأمريكية"، على خلفية تحركاته لإبطال نتيجة الانتخابات الرئاسية في العام 2020، التي خسرها وفاز فيها الرئيس الحالي جو بايدن، وهو التهديد القضائي الأخطر حتى الآن بالنسبة إلى ترامب الساعي للعودة إلى البيت الأبيض، عبر الترشح مُجددا عن الحزب الجمهوري.
وأشرف المدعي الخاص جيك سميث، على تحقيق في الأحداث التي تلت إعلان فوز بايدن بمنصب الرئيس الأمريكي، وانتهى إلى اتهام ترامب بـ "التآمر ضد الدولة الأميركية"، وعرقلة إجراء رسمي، وانتهاك الحقوق الانتخابية.
وجاءت الاتهامات في وقت يخوض فيه الرئيس السابق حملة للعودة إلى البيت الأبيض خلال الانتخابات المقررة العام المقبل.
وقال سميث، في مؤتمر صحفي مساء أمس الثلاثاء، إن الهجوم على الكابيتول في العام 2021 "غذّته أكاذيب ترامب"، مؤكدا أنه سيسعى إلى "محاكمة سريعة" للرئيس السابق.
وشدد سميث على أن ترامب "عرقل وظيفة أساسية في عملية قبول الحكومة الأميركية، والمتمثلة في جمع العد والتصديق على نتائج الانتخابات الرئاسية"، لافتا إلى أن لائحة الاتهام هي مجرد إدعاء وأن "المتهم بريء حتى تثبت إدانته في محكمة قانونية".
وتقرر استدعاء ترامب للمثول أمام المحكمة الفيدرالية في واشنطن غدا، وتكليف قاضية المحكمة الجزئية الأميركية تانيا شوتكان بالقضية.
وشوتكان، هي القاضية الفيدرالية الوحيدة في واشنطن التي حكمت على المتهمين في حادث اقتحام الكابيتول في 6 يناير من العام 2021، بأحكام أقسى مما طلبت به الحكومة.
وتم توجيه اتهامات إلى 6 أشخاص بالتآمر مع ترامب لمحاولة تغيير نتائج انتخابات العام 2020، وتقع لائحة الاتهام الموجهة ضد ترامب في 45 صفحة، وتتضمن 4 تهم مرتبطة بانتخابات 2020.
وكان ترامب، استبق توجيه تلك الهم إليه بكتابة منشور على منصته "تروث سوشيال" قال فيه: "سمعت أن المختل جاك سميث، وبغية التدخل في الانتخابات الرئاسية للعام 2024، سيوجّه اتهاما زائفا جديدا إلى رئيسكم المُفضل: أنا".
وتساءل ترامب: "لما لم يفعلوا ذلك قبل عامين ونصف العام؟ لما انتظروا كل هذه المدة؟. لأنهم أرادوا أن يحصل الأمر في منتصف حملتي.
وتعقيبا على الاتهام الجديد، قال زعيمي الديمقراطيين في مجلسي الشيوخ والنواب تشاك شومر وحكيم جفريز، في بيان مشترك: "كان التمرد في 6 يناير 2021 أحد أكثر الأيام حزنا في التاريخ الأميركي، حيث قام شخصيا بتنسيقه دونالد ترامب وغذته كذبته الكبيرة الخبيثة في محاولة لتقويض انتخابات 2020، وفي محاولة مميتة لقلب إرادة الشعب الأميركي وعرقلة الانتقال السلمي للسلطة، تعرض مبنى الكابيتول، رمز الوطن والديمقراطية الأميركية، للهجوم من الآلاف من مثيري الشغب الأشرار والعنيفين".
وأضافا: "توضح لائحة الاتهام ضد ترامب بتفاصيل مروعة أن أعمال العنف في ذلك اليوم كانت تتويجا لمؤامرة إجرامية استمرت شهورا قادها الرئيس السابق لتحدي الديمقراطية وقلب إرادة الشعب الأميركي"، وتابعا: "لائحة الاتهام هذه هي الأخطر والأكثر أهمية حتى الآن، وستكون بمثابة تذكير صارخ لأجيال من الأميركيين بأنه لا أحد، بما في ذلك رئيس الولايات المتحدة، فوق القانون"، وأكدا ضرورة استمرار العملية القانونية في المضي قدما دون أي تدخل خارجي.
هاتف: 00961-81771671
البريد الإلكتروني: info@darhaya.com