الرئيس عباس أمام القمة العربية: الشعب الفلسطيني يعاني.. وسنواصل نضالنا

11:14 ص ,19 مايو 2023

وجه الرئيس الفلسطيني محمود عباس "أبو مازن"، التحية والتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ولولي عهده، على استضافة القمة العربية، التي ستنجح في مواجهة التحديات الإقليمية والعالمية التي تواجه الأمة العربية، وتحويلها لفرص تعزّز الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة، وتحقق طموحات وآمال شعوب الأمة العربية.

وأشاد بما حققته السعودية من إنجازات تحت قيادة الملك سلمان وولي عهده على جميع المستويات، على طريق الرفعة والنماء والإزدهار، ورحب بالرئيس السوري بشار الأسد "أخاً عزيزاً بين أهله وإخوانه العرب".

وقال الرئيس الفلسطيني - خلال كلمته بقمة جدة - : "في قرار أممي تاريخي غير مسبوق، أحيت الأمم المتحدة في مقرها في نيويورك منذ أيام، الذكرى الـ 75 للنكبة، نكبة الشعب الفلسطيني، التي لا زالت تتوالى أحداثها وآثارها المأساوية منذ العام 1948 حتى يومنا هذا، والتي ارتكبت العصابات الصهيونية وقوات الاحتلال الإسرائيلي خلالها أكثر من 51 مجزرة موثقة، ودمرت أكثر من 530 قرية فلسطينية. علاوة على القيام بأكبر عملية نهب منظم للممتلكات والموارد والأرض الفلسطينية بعد طرد تسعمائة وخمسين ألف فلسطيني من ديارهم، شكّلوا بحسب سجلات الأمم المتحدة أكثر من نصف الشعب الفلسطيني آنذاك، كما أنه وبسبب هذه النكبة، لا زال شعبنا يعاني من التشرد والمعاناة، حيث يعيش أكثر من ستة ملايين فلسطيني حياة اللجوء في المخيمات والشتات، بينما يواجه أبناء شعبنا داخل الوطن حربًا إسرائيلية مسعورة ومستمرة تستهدف وجودنا وأرضنا ومقدساتنا".

وشدد "أبو مازن" على أن "القرار الأممي التاريخي المهم يشكّل دحضًا للرواية الصهيونية الإسرائيلية التي تنكرت للنكبة، ولفقت الروايات المزيفة حول علاقة الشعب الفلسطيني بأرض وطنه والجرائم التي ارتكبت بحقه. وبالرغم من قبول قيادة منظمة التحرير الفلسطينية بعملية سلام كان يفترض أن تفضي إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وقيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة، بعاصمتها القدس الشرقية على الأرض المحتلة منذ عام 1967، فإن إسرائيل تتنكر اليوم للاتفاقات الموقّعة والقرارات الأممية (التي وصلت إلى ألف قرار)، وتتمسك بمشروع صهيوني استعماري بديل يقوم على استمرار الاحتلال والتطهير العرقي والفصل العنصري (الأبارتهايد). وفي الوقت الذي ما زال الجانب الفلسطيني يلتزم بالشرعية الدولية ومرجعيات ومبادئ عملية السلام في الشرق الأوسط، وتنفيذ الاتفاقيات الموقّعة، وبناء مؤسسات دولة فلسطين كاملة الأركان، والتي أصبحت جزءًا فاعلاً ومؤثرًا في النظام الدولي، فإن حكومات إسرائيل المتعاقبة، وآخرها هذه الحكومة اليمينية التي تعتبر الأكثر تطرفًا قولاً وفعلاً، تتحدى الشرعية الدولية، من خلال إجراءاتها أحادية الجانب، وسياساتها الاستيطانية ومشاريع الضم العنصرية، وقوانينها الفاشية، وأعمال القتل والاقتحامات وهدم المنازل والاعتداء على المقدسات الإسلامية والمسيحية، وانتهاك الوضع القانوني التاريخي فيها، والعمل على تغيير هوية وطابع مدينة القدس المحتلة".

وأوضح الرئيس الفلسطيني أن هذا الوضع القائم والخطير، يضعنا أمام مسؤوليات عديدة واستحقاقات واجبة، أهمها تسريع الخطى لتغيير هذا الوضع وقبل فوات الأوان، لأن إسرائيل لن تنعم بالأمن والسلام دون نيل الشعب الفلسطيني حريته واستقلاله.

وأضاف "أبو مازن": "نؤكد رفضنا لاستمرار استباحة سلطات الاحتلال الإسرائيلي لأرضنا ومقدساتنا، ونطالب المجتمع الدولي بمحاسبة إسرائيل على جرائمها بحق شعبنا وانتهاكاتها للقانون الدولي، وتوفير الحماية الدولية له. ونحن من جانبنا سنواصل مسيرتنا النضالية لمواجهة القهر والعدوان الإسرائيلي، كما سنواصل جهودنا الدبلوماسية والقانونية في المحافل والمحاكم الدولية كافة لاستعادة حقوق شعبنا، وفي المقدمة منها المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية، إضافة إلى استمرار السعي لنيل العضوية الكاملة في الأمم المتحدة. وهنا نأمل منكم جميعًا، الوقوف إلى جانبنا لدعم تنفيذ قرار الجمعية العامة الأخير، وتقديم المرافعة المكتوبة من قبل دولكم أمام محكمة العدل الدولية، على أمل أن تصدر هذه المحكمة رأيها الاستشاري، وفتواها، حول قانونية، وشكل، وأهلية النظام الذي أقامته إسرائيل، دولة الاحتلال والأبارتهايد، على أرض فلسطين".

كما أكد الرئيس الفلسطيني الاستعداد للعمل مع القمة العربية، بقيادة السعودية، من أجل إنجاح الجهود العربية والإقليمية والدولية، في إطار من الشراكة والتعاون، وإيجاد حلول لأزمات المنطقة، وصولاً لتحقيق الأمن والسلام والازدهار لشعوبنا. وقال: "نحن على ثقة بأن القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة ستكون في صُلب اهتماماتكم، من أجل إيجاد حل عادل وشامل ينهي الاحتلال الإسرائيلي لدولة فلسطين بعاصمتها القدس الشرقية على حدود العام 1967، وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم، وتحرير الأسرى، مؤكدين أن مثل هذا الحل يجب أن يستند إلى قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية التي نتمسك بها كسبيل أكيد لتحقيق السلام في المنطقة".

وقدم الرئيس الفلسطيني الشكر والتقدير لقادة وشعوب الأمة العربية، على مواقفهم السياسية الثابتة لدعم الشعب الفلسطيني وعلى الصُعد كافة. وقال: "كلنا ثقة باستمرار تقديم هذا الدعم السياسي والمادي، لتعزيز صمود وبقاء الشعب الفلسطيني على أرضه، ومواصلة بناء مؤسسات دولته المستقلة. 

وتابع:"وأخيرًا وليس آخرًا، نقول لشعبنا الفلسطيني البطل، إننا نفتخر بكم، بكل واحدة وواحد منكم، في الوطن وفي الشتات، ونعتز بمسيرة نضالنا الوطني، وسوف نواصل العمل من أجل وحدة شعبنا وأرضنا وتحقيق المصالحة الوطنية على أساس الالتزام ببرنامج منظمة التحرير الفلسطينية والشرعية الدولية. كما سنواصل الصمود في وطننا التاريخي؛ أرضنا وأرض آبائنا وأجدادنا، محافظين على هويتنا الوطنية، ومقدساتنا، والاحتلال إلى زوال طال الزمان أم قصر. تحيةً لأهلنا الصامدين في مخيمات اللجوء، والمرابطين في بيت المقدس، وأكناف بيت المقدس، وتحيةً وإجلالاً لشهدائنا البواسل وأسرانا وجرحانا الأبطال".

وانطلقت في جدة، عصر اليوم، القمة العربية العادية في دورتها الثانية والثلاثين، وسط أجواء تفاؤلية وتوافقية وتعويل على أن تنعكس نتائجها إيجابًا على معظم الملفات الساخنة.

ويحضر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي القمة العربية كضيف شرف.

وقد بدأت أعمال القمة بكلمة لرئيس الوزراء الجزائري أيمن بن عبدالرحمن، شدد فيها على الحرص على توحيد الصف العربي، مرحبًا بعودة سوريا إلى الجامعة العربية، ومثمنًا جهود السعودية لإعادة سوريا إلى الجامعة العربية. 

وطالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه الشعب الفلسطيني، ووضع حد لسياسة الاستيطان الإسرائيلي، داعيًا الأشقاء في السودان إلى تغليب مصلحة الوطن والاحتكام للحوار، وتجنب الانزلاق إلى دوامة العنف.

وبعد تسلمه رئاسة القمة العربية الـ32، أعلن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان افتتاح القمة، ورحب بالقادة العرب الحاضرين وبالرئيس الأوكراني زيلينسكي.

جميع الحقوق محفوظة لـ الحياة واشنطن © 2024

هاتف: 00961-81771671

البريد الإلكتروني: info@darhaya.com