كشفت وسائل إعلام عبرية، مساء اليوم الاثنين، عن ضغوط تمارسها الولايات المتحدة الأمريكية على إسرائيل، لإلغاء مرور "مسيرة الأعلام" التي دعت إليها منظمات استيطانية متطرفة من الأحياء العربية في القدس.
وذكر تقرير إسرائيلي، ترجمته "حياة واشنطن" أن ثمة ضغوطًا أمريكية تمارس على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لمنع المسيرة التي سيشارك فيها آلاف المستوطنين، من المرور عبر "باب العامود" بالقدس، عقب تقرير استخباراتي يفيد بأن حركة (حماس) في غزة تعتزم إطلاق الصواريخ.
بحسب التقرير، أرسلت حركة (حماس) رسالة تهديد لإسرائيل عبر مصر، مفادها: "لن نسمح للمستوطنين بتمرير مسيرة الأعلام من باب العامود، ونعد بإطلاق صواريخ على القدس وعسقلان حال تم ذلك".
ووفق المصادر ذاتها، ردت إسرائيل على الوسطاء المصريين: "مسيرة الأعلام ستشق طريقها وفق المسار المعتاد حتى ولو على حساب جولة تصعيد جديد مع قطاع غزة "، مهددًة "من أن
أي تدخل من حماس والجهاد الإسلامي لتعطيل مرور المسيرة سيقابل برد فعل قاسي من جانبها".
في غضون ذلك، حذرت جهات فلسطينية (رسمية)، اليوم الاثنين، من خطورة مرور "مسيرة الأعلام" الإسرائيلية المقرر إقامتها يوم الخميس 18 مايو الجاري، في القدس المحتلة.
وتأتي التحذيرات في أعقاب تأكيد وسائل إعلام عبرية إصرار المستوى السياسي في إسرائيل على دخول مسيرة الأعلام من منطقة باب العامود، ذات الأغلبية العربية، ولا نية لتغيير مسارها الاعتيادي.
وقال مستشار ديوان الرئاسة الفلسطينية، أحمد الرويضي، للصحفيين في رام الله: إن "رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يريد من خلال السماح لمسيرة الأعلام بالدخول للأحياء العربية إظهار أنه صاحب السيادة في مدينة القدس"، معتبرًا تسيير المسيرة في منطقة باب العامود يمثل استفزازًا لمشاعر الفلسطينيين وتصعيدًا للأوضاع الميدانية في المدينة، محملًا الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن ذلك.
وأكد الرويضي، أن "القيادة الفلسطينية ترفض إقامة المسيرة شكلًا ومضمونًا"، معتبرًا أنها "ما كانت لتمر لولا القوة الأمنية المكثفة في القدس"، مشيرًا إلى أن "اتصالات فلسطينية تجري مع أطراف دولية مختلفة للعمل على الضغط على إسرائيل لتغيير مسار المسيرة".
بدوره، أكد المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين، أن مسيرة الأعلام وحشد أكبر عدد ممكن من المستوطنين لدخول الأحياء العربية وإطلاق هتافات ضد العرب وما يترافق مع ذلك من اقتحامات للمسجد الأقصى خطوات "استفزازية وعدوانية".
وأضاف حسين، لإذاعة (صوت فلسطين) الرسمية: "ندين ونستنكر ونرفض مسيرة الأعلام وجميع هذه الخطوات لا يقبل بها الشعب الفلسطيني بأي حال من الأحوال"، مؤكدًا أن المسجد الأقصى "إسلامي خاص للمسلمين وحدهم لا يشارك معهم فيه أحد، وهو مكان عبادة للمسلمين وحدهم".
اقرأ ايضا: قادة "حماس" خارج قطر.. والاستضافة التركية محفوفة بالتحذيرات الأمريكية
وحذر أن أي "عدوان على المسجد الأقصى تتحمل سلطات الاحتلال كافة النتائج المترتبة عليه"، داعيًا المجتمع الدولي والدول العربية والإسلامية للتصدي إلى مسيرة الأعلام وكافة الإجراءات في المسجد الأقصى.
هاتف: 00961-81771671
البريد الإلكتروني: info@darhaya.com