رحلة "العجائب".. مقاتلة من الحرب العالمية تحلّق فوق 30 دولة

03:18 م ,05 اغسطس 2019

تنطلق مقاتلة شاركت في الحرب العالمية الثانية (1 سبتمبر/أيلول 1939 - 2 سبتمبر/أيلول 1945) في رحلة طويلة إلى حوالي 30 دولة تُحلِّق خلالها فوق بعض أكثر المعالم شهرة في العالم. 
ويبدأ طياران بريطانيان، اليوم الإثنين، أول محاولة على الإطلاق للقيام بهذه الرحلة عبر مقاتلة "سبيتفاير" الشهيرة، وقد جُرِّدت من سلاحها وخضعت لأعمال صيانة وترميم وأصبحت لامعة وجاهزة لرحلتها الطويلة، معتبرين أنَّها رمز للحرية.
وقال الطيار ستيف بروكس: "إنَّها من أعظم الآلات الموجودة حالياً وأكثرها هيبة، نأمل في تعريف الناس بجمال (سبيتفاير)".
ومن المقرر أن تقلع هذه الطائرة التي صنّعت قبل 76 عاماً من مطار "جودوود أيرودروم" في إنجلترا، لتقوم برحلة مدتها 4 أشهر تجتاز خلالها 43 ألفاً و500 كيلومتر حول العالم.

وسيقود ستيف بروكس (58 عاماً) ومات جونز (45 عاماً) اللذان يديران أكاديمية للطيران، طائرة "سيلفر سبيتفاير" بالتناوب إلى حوالي 30 دولة وسيحلّقان فوق بعض أكثر المعالم شهرة في العالم.

وكان دور مقاتلات "سبيتفاير" الاعتراضية على المدى القصير والسريعة الحركة حاسماً في "معركة بريطانيا" عام 1940 حين صدّت المملكة المتحدة تهديد غزوها من ألمانيا النازية.

ويمكن التعرّف فوراً على سمات هذه المقاتلات من خلال تصميمها الكلاسيكي وأجنحتها بيضاوية الشكل، ويشير بروكس إلى أنَّ "طائرة السبيتفاير ترمز إلى حرية البشرية".

من بين نحو 20 ألف طائرة، ما زال هناك أقل من 250 منها مع 50 فقط صالحة للطيران، وهي نادراً ما تحلّق ومعظمها موجود في بريطانيا.

ويأمل الطيّاران من خلال هذه المهمة في أن يكرّم كل الأشخاص الذين صمموا وبنوا وقادوا طائرات "سبيتفاير"، وأن تحض كل الذين يرونها على الاعتزاز بحرياتهم.

ومن المقرر أنَّ تنطلق الطائرة الفضيّة من "جودوود" خارج تشيتشستر قرب الساحل الجنوبي لإنجلترا وتتجه شمالاً إلى اسكتلندا، وبعد ذلك، ستعبر المحيط الأطلسي عبر جزر فارو وريكيافيك وجرينلاند وأجزاء نائية من شمال كندا، ولاحقاً، ستحلق هذه الرحلة الممولة من قبل رعاة، فوق أمريكا الشمالية وآسيا والشرق الأوسط وأوروبا.

وستعبر الطائرة فوق بعض من أبرز المواقع وأكثرها شهرة في العالم منها جراند كانيون (الأخدود العظيم) في ولاية أريزونا الأمريكية وجبل فوجي في اليابان وبعض عجائب العالم القديم في مصر واليونان.

وقال بروكس: "سيكون من الرائع رؤية هذه الطائرة فوق جولدن بريدج جايت (سان فرانسيسكو) أو تمثال الحرية أو أهرامات الجيزة"، وقد تحلِّق أيضاً فوق سور الصين العظيم وتهبط على طريق في بينك سيتي بمدينة جايبور الهندية"، معتبراً أنَّ ركوب طائرة "سبيتفاير" تجربة لا مثيل لها.

وأضاف: "إنَّه أجمل شعور في العالم، فمعظم الطائرات تجلس فيها، أما مع سبيتفاير فأنت تصبح جزءاً منها، إنَّها مثل قيادة سيارة كلاسيكية لديها روح حقيقية".

ويدفع هذه الطائرة ذات المروحة الواحدة محرك ضخم سعته 27 لتراً ومزود 12 صماماً من طراز "رولز رويس ميرلين". 

ولفت هذا الطيار الذي كان أول من سافر من القطب الشمالي إلى القطب الجنوبي في مروحية، إلى أنَّ قيادة "سبيتفاير" لها تحدياتها، موضحاً "هي تكنولوجيا قديمة".

ومن المفترض أن تنتهي الرحلة وتحط الطائرة في "جودوود" في 8 ديسمبر/كانون الأول.

وصنعت طائرة "سبيتفاير إم كيه. آي إكس" التي تضم مقعداً واحداً شركة "فيكرز سوبر مارين" في كاسل بروميتش في وسط إنجلترا عام 1943، وشاركت في 51 مهمة قتالية، وكانت موضوعة في مخزن أحد المتاحف قبل أن تبدأ عملية ترميمها في 2017.

وخلال تلك العملية، فككت كل القطع البالغ عددها 80 ألفاً وفحصت ونظفت وأعيد ترميمها خلال سنتين، وبعد نزع الطلاء العسكري عنها، ترك هيكلها بلونه الفضي الأصلي اللامع، وهذا أمر لم يحصل من قبل.

وقال بروكس: "إنَّ الأمر يشبه رؤية الطبيعة الأم وهي تضع مجوهرات، إنَّها قطعة فضية مثالية تطير في السماء".

جميع الحقوق محفوظة لـ الحياة واشنطن © 2024

هاتف: 00961-81771671

البريد الإلكتروني: info@darhaya.com