تستعد القوى الوطنية الفلسطينية لإحياء يوم الأرض ، والذي يحل يوم السبت الموافق الثلاثين من أبريل ، الأمر الذي حظي باهتمام الصحف العربية والغربية على حد سواء .
وتصاعد اهتمام هذه الصحف بيوم الأرض هذا العام لعدة أسباب “خاصة” أوردتها صحيفة “الاوبزيرفر” البريطانية في نقاط محددة. أول هذه الأسباب هو تزامن الاحتفال بيوم الأرض مع اندلاع المواجهات العسكرية بين إسرائيل وحماس ، وهي المواجهات التي هدأت نسبيا وسط أنباء عن هدنة هشة ترعاها مصر وبعض الأطراف الإقليمية. بالإضافة إلى قرب تزامن هذا الاحتفال بيوم الأرض مع الانتخابات الإسرائيلية المزمع إجراؤها في التاسع من شهر إبريل المقبل ، لتزيد دقة الاحتفالات السياسية بهذه المناسبة.
وتتعرض الكثير من القوى السياسية العربية لتحديات قوية في هذه الانتخابات ، خاصة وأن أبناء عرب فلسطين باتوا مشتتين بين قوى رئيسية عربية، وهي الجبهة أو التجمع أو الحركة الإسلامية ، فضلا عن توجه عدد من أبناء هذه الأقلية الى الأحزاب اليهودية ، وهو ما أشار إليه تقرير وضعته صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية أخيرا بشأن قوة الأصوات العربية في إسرائيل وتشتت الكثير منها الآن في ظل التحديات السياسية الصعبة التي تواجه فلسطينيي الداخل ، وهي التحديات التي لا تقل عن ذات التحديات أيضا التي يواجهها الفلسطينيون بالأراضي الفلسطينية، سواء بالضفة الغربية أو قطاع غزة، في ظل الانقسام السياسي الحاصل الآن بين حركتي فتح وحماس .
من جانبها أبرزت بعض من الصحف الغربية في تقارير لها حديث عدد من كبار المسؤولين الفلسطينيين عن أن إسرائيل ترغب في دعوة ونشر مراقبين دوليين لمراقبة ومتابعة مظاهرات يوم الأرض عن كثب. وفي هذا الصدد تشير صحيفة “التايمز” البريطانية الى أن إسرائيل ترغب في استضافة هؤلاء المراقبين لمراقبة ما اسمته بمحاولات التصعيد التي ترغب بها بعض الفصائل الفلسطينية ، والأهم من هذا محاولة الزعم أن العمليات العسكرية التي قامت وتقوم بها إسرائيل تأتي في إطار الدفاع عن النفس ، خاصة في ظل الضربات التي تقوم بها حركة حماس من القطاع ضد إسرائيل. ومن هنا تأتي دقة هذا المشهد والسجال الذي قاده الكثير من الكتاب العرب بالصحف العربية، وحتى الغربية في الخارج ضد هذه القرارات الإسرائيلية أو الصحف الغربية التي تبرر لهذه القرارات. ونبهت صحيفة “الاندبندينت” في تقرير لها إلى هذه القضية ، وهو ما أشار إليه محررها للشؤون السياسية روبرت فيسك في معرض تقريره الذي تحدث فيه عن دقة المشهد السياسي الحاصل مع اقتراب الاحتفال بيوم الأرض، خاصة مع توقيع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على قرار اعتباري بأن اراضي الجولان هي أراض إسرائيلية وغير محتلة.
عموما فإن الزخم السياسي الذي تعيشه القضية الفلسطينية الآن بات يؤثر على الكثير من الأحداث والوقائع السياسية والرموز الوطنية والتواريخ التي لا تزال بارزة في الذاكرة الفلسطينية ، ومنها يوم الأرض أو يوم الثلاثين من ابريل ، الذي يصفه بعض من جيل الآباء الفلسطينيين بـ “يوم العودة لأرض الزعتر والزيتون”
هاتف: 00961-81771671
البريد الإلكتروني: info@darhaya.com