بعد نجاح 6 أسرى فلسطينيين في الهرب من داخل سجن جلبوع الإسرائيلي، في مدينة بيسان، في الثالثة فجر أمس الإثنين، استدعت إسرائيل، صباح اليوم الثلاثاء، والد وشقيق الأسير أيهم كممجي للتحقيق معهما وطُلب منهما تسليمه.
وأفادت التقارير بأن القوات الإسرائيلية تجري عمليات بحث في مخيم جنين، ومنطقة بير الباشا، بلدة الأسير يعقوب قادري، لمحاولة القبض على أيّ من الأسرى بأسرع وقت.
اقرأ ايضا: "وسط القصف وأزيز الرصاص".. إسرائيل تجبر الفلسطينيين على النزوح من حي الشجاعية
(إسرائيل تشعر بالذعر من 6 أسرى فلسطينيين)
وبسبب شعور الإسرائيليين بالذعر من الأسرى الفلسطينيين، عززت الشرطة وسلطات الأمن من الإجراءات الأمنية في جميع أنحاء إسرائيل، خاصة عشية رأس السنة العبرية، كما وصفت الصحف الإسرائيلية عملية الهروب كواحدة من أخطر عمليات الهروب من سجن في تاريخ البلاد.
وقال آفي بيتون، رئيس شعبة العمليات بالشرطة الإسرائيلية، إنه جرى رفع حالة التأهب الأمني في البلاد بسبب فرار الأسرى، هذا بحسب ما نشر في موقع تايمز أوف إسرائيل.
ونشر الجيش قوات إضافية على الحدود مع الأردن وعلى طول خط التماس الفاصل بين إسرائيل والضفة الغربية، حسبما ذكر موقع "واللا" الإخباري، الذي قال إن السلطات الإسرائيلية لا زالت تعتقد أن الستة أسرى ما زالوا داخل الأراضي الإسرائيلية.
وبحسب تقرير نشر في موقع واينت، يعتقد بعض مسؤولي الدفاع أن الستة أسرى عبروا إلى داخل الضفة الغربية ويتلقون المساعدة من السكان الفلسطينيين، وبالرغم من ذلك، أصر مسؤولون في مصلحة السجون والشرطة علنا على اعتقادهم بأن الفارين ما زالوا داخل الأراضي الإسرائيلية، وتعمل السلطات على ضمان عدم وصولهم إلى الأردن.
ويخشى المسؤولون بإسرائيل من أن ينفذ الأسرى الستة هجمات ضد الإسرائيليين، إلا أن شخصيات سياسية بارزة استبعدت هذا الاحتمال.
(تبرير إسرائيلي)
أراد الإعلام الإسرائيلي سواء المرئي أو المكتوب أن يؤكد أن تنفيذ ونجاح عملية هروب الأسرى الفلسطينيين كان نتيجة خطأ وإهمال من الجانب الإسرائيلي، وليس نتيجة بطولة الفلسطينيين، حيث قال مسؤولون أمنيون للقناة 12 الإسرائيلية، إن الهروب يعتبر نجاحًا رمزيًا للغاية للفصائل الفلسطينية، حيث يحتفل به الفلسطينيون لا سيما في مخيم جنين، المنطقة التي جاء منها الأسرى الستة جميعهم، فقاموا بتوزيع الحلويات احتفالًا بهروبهم صباح أمس الأثنين.
وأكدت القناة أن الشرطة ومسؤولي السجن أساؤوا إدارة الموقف بشدة، بسماحهم لحدوث عملية الفرار في المقام الأول، وفشلهم في إدراك خطورة الموقف لعدة ساعات.
وقالت القناة إن الأسرى الستة هربوا من خلال نفق مر عبر نظام الصرف الصحي في زنزانتهم، إلا أن مسؤولين السجن قالوا إن ثغرة أمنية سمحت لهم بالهرب دون الحاجة إلى أن يقوم الأسرى بحفر ممر للخروج.
وأوضحت أن أبرز الأسرى في المجموعة، زكريا زبيدي، طلب قبل يوم من الهروب، نقله إلى الزنزانة التي يوجد بها السجناء الخمسة الآخرون، مضيفة أنه تم قبول النقل دون أن يثير هذا الطلب القلق في نفوس مسئولي السجن، بالرغم من أنه عادة ما تفصل مصلحة السجون الإسرائيلية بين السجناء على أساس انتمائهم الحركي، لكن لم يكن لدى إسرائيل أي معلومات استخباراتية تشير إلى وجود خطة للهروب من السجن.
وقالت القناة أيضًا إن الزنزانة التي نُقل إليها زبيدي كانت مسرحا لأعمال تنقيب أجريت خلسة واستمرت لأسابيع أو شهور، حيث حفر السجناء حفرة في الحمام وأخفوها تحت لوح بلاط، وبحسب موقع واللا الإخباري، فقد استمرت الاستعدادات لمدة عام.
وعلى جانب آخر، أكد موقع تايمز أوف إسرائيل أن الأسرى لم يضطروا إلى الحفر كثيرا تحت الأرض، لأن السجن مدعوم بركائز متينة زحفوا تحتها حتى وصلوا إلى منطقة خلف السياج، ومن هناك خرجوا من حفرة.
وأضاف الموقع أن هناك خطأ جسيم وقع من إدارة السجن، إذ كان سجن جلبوع موقعا لمحاولة هروب في عام 2014م، عندما اكتشف حراس السجن نفقا تم حفره تحت الحمام، وكان الأسرى الثمانية المشتبه في تعاونهم على حفر النفق أعضاء في حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية ويتشاركون في الزنزانة والحمام، وقام حراس السجن وقتها بكشف النفق بعد تحقيق مكثف، وقبل أن يحاول الأسرى الهرب.
وقال الموقع إن الخطأ هو وضع إدارة السجن، لثلاثة من الأسرى الفلسطينيين الذين حاولوا الهرب في عام 2014م في نفس الزنزانة، مع بعضهم البعض.
وأرجعت بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية الأخرى أن هرب الأسرى الفلسطينيين كان بسبب أن مخطط مبنى سجن جلبوع متاحا على الإنترنت على الموقع الإلكتروني للشركة التي صممت السجن، مما ساعد الأسرى في معرفة المخطط بأكمله والهرب منه.
في حين ذكرت تقارير صحفية أخرى أن السبب في نجاح الهروب هو نوم الحارس طوال عملية هرب الأسرى الفلسطينيين، حيث يقول تقرير تايمز أوف إسرائيل، إن الفوهة التي خرج منها الأسرى الفلسطينيين خارج السجن كانت أسفل برج المراقبة مباشرة، لكن الحارس في البرج كان غارقا في النوم ولم يلاحظ الأسرى وهم يفرون.
كما أكدت التقارير أنه من المرجح أن عملية الهروب تطلبت استخدام هواتف محمولة مهربة، وهو ما يُعتبر تحديا مستمرا لحراس السجون الإسرائيلية، لأنه وفي وقت سابق من العام، قامت سلطات السجن بوضع نظام لمنع استخدام الهواتف المحمولة المهربة من قبل النزلاء، لكن لم يتم تفعيله.
وأوضحت بعض التقارير أن عملية هروب الأسرى الفلسطينيين كانت مشابهة بشكل كبير لأحداث مسلسل رمضاني عرضته قناة الأقصى في عام 2014م، حيث يفر في المسلسل ستة سجناء فلسطينيين من سجن إسرائيلي عبر نفق حفروه من حمام زنزانتهم.
اقرأ ايضا: لقاء بايدن وترامب.. ماذا قيل عن "حرب غزة" في أروقة البيت ألأبيض؟
يذكر أن الفلسطينيين الستة الذين استطاعوا الهرب من سجن جلبوع أمس الإثنين، هم: الأسير محمود عبدالله عارضة (46 عاما) من جنين، معتقل منذ عام 1996 ومحكوم عليه بالسجن مدى الحياة، والأسير محمد قاسم عارضه (39 عاما) من عرابة، معتقل منذ عام 2002 ومحكوم عليه بالسجن مدى الحياة، والأسير يعقوب محمود قادري (49 عاما) من بير الباشا، معتقل منذ عام 2003 ومحكوم عليه بالسجن مدى الحياة، والأسير أيهم نايف كممجي (35 عاما) من كفردان، معتقل منذ عام 2006 ومحكوم عليه بالسجن مدى الحياة، والأسير زكريا زبيدي (46 عاما) من مخيم جنين، معتقل منذ عام 2019، والأسير مناضل يعقوب انفيعات (26 عاما) من يعبد، معتقل منذ عام 2019.
هاتف: 00961-81771671
البريد الإلكتروني: info@darhaya.com