قالت صحيفة "لوريون لوجور"، اللبنانية الناطقة باللغة الفرنسية، إن العلاقة بين تركيا والإدارة الأمريكية، اتخذت منحى أكثر توترا على خلفية جملة من الملفات الداخلية والخارجية التي تمت إثارتها بشكل متزامن.
واعتبرت الصحيفة، في تقرير تناولت فيه مستقبل العلاقات التركية الأمريكية، أن أبرز هذه الملفات، هي الأكراد في سوريا، والأزمة التركية اليونانية في شرق البحر المتوسط، وملف تزود أنقرة بمنظومة الصواريخ "أس 400" الروسية، والإجراءات الجنائية التي رفعتها الولايات المتحدة ضد بنك "خلق" التركي، وملف حقوق الإنسان على خلفية احتجاجات الطلاب على تدخل أردوغان في جامعة البوسفور.
وقالت الصحيفة، إنه بعد أقل من شهر من بدء الإدارة الأمريكية الجديدة مهامها توترت العلاقات بين الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن، ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، على خلفية هذه الملفات التي تواجهها أنقرة بشكل متزامن.
وأكد التقرير أن المسألة التركية أصبحت قضية سياسية في واشنطن، حيث كتب 54 من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي من الديمقراطيين والجمهوريين، على حد سواء، هذا الأسبوع إلى جو بايدن يطلبون منه تحذير أنقرة من الفشل في احترام حقوق الإنسان.
وتصاعدت اللهجة بين أنقرة وواشنطن على خلفية حادثة مقتل 13 تركيا كانوا محتجزين منذ سنوات لدى مسلحين أكراد من حزب العمال الكردستاني، حيث قالت تركيا إنه تم إعدامهم، بينما أبدت الخارجية الأمريكية تحفظها على هذه الرواية، الأمر الذي أثار حفيظة أنقرة.
وتبرز هذه التوترات مع عقد قمة حلف شمال الأطلسي، عبر "الفيديو كونفرنس"، والتي استمرت لمدة يومين، حيث تم التوقف، في هذه القمة، عند التوتر المتكرر مع الحليف التركي.
وقال جان ماركو، الخبير في الشأن التركي، إنه من المحتمل أن يكون الرئيس الأمريكي الجديد أقل مرونة بشأن العديد من الخلافات ولا سيما الملف الإستراتيجي الأكثر أهمية، وهو شاء تركيا أنظمة "أس 400" الروسية، حيث ترى إدارة بايدن أن امتلاك تركيا لهذه الأسلحة الروسية يتعارض مع دورها كعضو في حلف شمال الأطلسي.
وقال متحدث باسم البنتاغون: "أتيحت لتركيا فرص متعددة خلال العقد الماضي لشراء نظام باتريوت الدفاعي من الولايات المتحدة لكنها فضلت شراء أنظمة إس 400."
وعلق ماركو، إن تركيا تعتمد على تشكيل تحالفات ظرفية، لاسيما مع روسيا، على حساب الغرب، لكنها تعلم أيضا أنها لا تستطيع الاستغناء عن تحالفها العسكري مع الغرب.
وأكد هنري جيه باركي، الباحث في برنامج دراسات الشرق الأوسط في مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي، أنه سيكون من الصعب للغاية بالنسبة لتركيا الاستغناء عن حليفها الأمريكي على المدى المتوسط والطويل، وسيكون من الصعب جدا على أردوغان إدارة مسائل الاستثمار والتمويل والعقوبات المفروضة على بنك "خلق" دون دعم من الولايات المتحدة ، لا سيما مع انهيار الليرة التركية على المستوى المحلي، في وقت وصل التضخم إلى حوالي 15٪، ومعدل البطالة إلى 13 %.
هاتف: 00961-81771671
البريد الإلكتروني: info@darhaya.com