ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن إسرائيل عملت على بناء جهاز استخبارات قوي وحساس منذ انتهاء الحرب على لبنان في عام 2006؛ وذلك لاختراق حزب الله بشكل عميق.
وأضافت الصحيفة الأمريكية- في تقرير- أن إسرائيل أرسلت قوات كوماندوز سرية إلى عمق لبنان؛ لتنفيذ مهام استخباراتية حساسة.
اقرأ ايضا: الجيش الإسرائيلي: استهدفنا 250 مقاتلًا من حزب الله منذ بداية الهجوم
وتابعت: أن في الأيام التي سبقت الهجوم على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023، كان مسؤولو الاستخبارات الإسرائيلية يخشون التعرض لضربة استباقية وشيكة من جبهة آخرى، وهي حزب الله، وكانوا يستعدون بخطط لضرب واغتيال الأمين العام للحزب حسن نصر الله، الذي عرف الإسرائيليون أنه موجود داخل مخبأ في بيروت.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين واسرائيليين سابقون وحاليون قولهم: "عندما أبلغت إسرائيل البيت الأبيض بخططها، قلل المسؤولون الأمريكيون من أهمية ضرب حزب الله، وأجرى الرئيس الأمريكي جو بايدن اتصالًا برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وأخبره أن اغتيال نصر الله سيشعل حربًا إقليمية وطلب منه الامتناع عن ذلك".
وفي السياق.. أكدت "نيويورك تايمز"، أن اغتيال "نصر الله" جاء فى مبنى سكني فى الضاحية الجنوبية ببيروت، اعتاد الذهاب إليه، منذ أكثر من ثلاثة عقود، للاجتماع بكبار قادته العسكريين، مشيرة إلى أنه لم يتم إبلاغ بايدن بالأمر قبله بوقت، ما أغضب البيت الأبيض.
وأردفت الصحيفة إن نجاح إسرائيل في اغتيال حسن نصر الله كانت نتيجة لقرارها تكريس مزيد من الموارد الاستخباراتية لاستهداف حزب الله بعد حرب عام 2006، وكانت هذه لحظة فارقة للاستخبارات الإسرائيلية، فقد فشل جيش واستخبارات جيش الاحتلال في تأمين انتصار حاسم في الصراع في 2006، الذي استمر 34 يومًا، وانتهى باتفاق إطلاق نار بوساطة الأمم المتحدة، وسمح لحزب الله برغم خسائره، بالاستعداد للحرب القادمة مع إسرائيل.
وأمضت إسرائيل، بحسب الصحيفة، السنوات اللاحقة في تعزيز ما كان يعد بالفعل أحد أفضل عمليات جمع المعلومات الاستخباراتية في العالم، وتم استثمار كثير من الجهود في الموساد والاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، والتي أحبطت في أعقاب حرب 2006 بالإخفاقات في جمع معلومات حيوية عن قيادة حزب الله واستراتيجيته.
ونتيجة لذلك، فإن الوحدة 8200، في الاستخبارات الإسرائيلية أسّست أدوات سيبرانية متقدمة من أجل اعتراض أفضل لهواتف حزب الله والاتصالات الأخرى، وأنشأت فرقًا داخل الصفوف المقاتلة لضمان التمرير السريع للمعلومات القيّمة للجنود والقوات الجوية.
اقرأ ايضا: حزب الله يؤكد استشهاد حسن نصر الله
وبدأت إسرائيل في تحليق مزيد من المُسيّرات واستخدام الأقمار الصناعية المتقدمة حول لبنان لتصوير معاقل حزب الله بشكل مستمر وتوثيق حتى التغييرات البسيطة في المباني التي ربما تكشف عن وجود أسلحة.