تشهد الضفة الغربية تطورات متسارعة خلال الأيام الماضية في واحدة من أوسع العمليات العسكرية الإسرائيلية منذ 20 عامًا.
وتجددت، يوم أمس الأربعاء، الاقتحامات والاعتقالات الإسرائيلية لمناطق ومخيمات الضفة الغربية بشكل مكثف.
اقرأ ايضا: "غزْوَنة الضفة الغربية".. إسرائيل تنقل تكتيكات غزة إلى الأراضي المحتلة
الضفة تعيش منذ سنوات على وقع اعتداءات متكررة من قبل المستوطنين الإسرائيليين، لكن تلك الهجمات زادت في الفترة الأخيرة.
وتقوم السلطات الإسرائيلية بتسليح هؤلاء المستوطنين، وتتراخى في محاسبة ولجم انتهاكاتهم، فيما تمنع السلاح حتى عن الشرطة الفلسطينية.
من جهته، يدافع وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير، عن عنف المستوطنين، رافضًا محاكمة أي منهم، ومقدمًا غطاء لهم.
ويسكن الضفة الغربية - التي تقع إلى الغرب من نهر الأردن وشرق القدس - أكثر من 3 ملايين، معظمهم من الفلسطينيين رغم تواجد عدة مستوطنات غير قانونية بموجب القانون الدولي.
ولا تعترف الأمم المتحدة ومجلس الأمن بشرعية المستوطنات الإسرائيلية، لاسيما أن أغلب الاتفاقيات التي أبرمت بعيد 1947 أقرت بأن معظم الضفة جزء من الدولة الفلسطينية المزمع قيامها.
غير أن القيادات الإسرائيلية نكست على مر السنين منذ 1967 بهذا المبدأ، وشرعت في قضم أراضي الضفة والقدس عبر إقرار إنشاء المزيد من المستوطنات، ولم تسمح للسلطة الفلسطينية إلا بإدارة جزء من الضفة بعد اتفاق أوسلو سنة 1993.
وأشعل التوسع الإسرائيلي وقضم الأراضي الفلسطينية في الثمانينيات والتسعينيات وعامي 2000 و2005 انتفاضات فلسطينية.
وتشهد الضفة الغربية حاليًا تصاعدًا كبيرًا في العنف منذ أكثر من عام، لكن الوضع تدهور بشكل أكبر في أعقاب هجوم حماس في السابع من أكتوبر واشتعال الحرب الإسرائيلية على غزة.
العملية العسكرية الإسرائيلية التي تشهدها الضفة أدت لارتقاء شهداء وجرحى فلسطينيين، تعد الأكبر منذ بداية حرب غزة، إذ تتم تحت غطاء جوي كامل خاصة المسيرات، وبمشاركة قوات من الشاباك وحرس الحدود، إضافة لقوات سرية، بحسب وسائل إعلام إسرائيلية.
وحتى الآن، استشهد ما لا يقل عن 625 فلسطينيًا برصاص القوات الإسرائيلية ومستوطنين، وفقًا للأرقام الفلسطينية الرسمية، في حين وصل عدد المعتقلين الفلسطينيين إلى 4695.
كما تسبب دخول الآليات الإسرائيلية إلى أعطال في النبى التحتية بمناطق متفرقة من الضفة، وتسببت الآليات بأضرار طالت السيارات المركونة على جوانب الطرق في المنطقة.
وقد أعلن الجيش الإسرائيلي شن عملية عسكرية موسعة في مدينتي جنين وطولكرم شمالي الضفة الغربية سقط خلالها حتى اللحظة عشرين شهيدًا وجريحًا.
ومنذ أشهر تتهم إسرائيل إيران بتهريب الأسلحة إلى مجموعات مسلحة في الضفة، لا سيما حركة الجهاد، كما تتهم حماس بتنسيق عملياتها مع خلايا نائمة هناك.
في المقابل، قالت حركة حماس إن العملية العسكرية الموسعة للجيش الإسرائيلي بالضفة الغربية هي محاولة عملية لتنفيذ مخططات حكومة المتطرفين، وتوسيع الحرب القائمة في قطاع غزة.
اقرأ ايضا: قتيل وجرحى في قصف إسرائيلي لحاجز للجيش اللبناني
واعتبرت الحركة في بيان أن التصعيد في الضفة نتيجة طبيعية للصمت الدولي المريب عن انتهاكات إسرائيل الصارخة لكافة القوانين الدولية، واستهدافها المتعمّد للمدنيين العزل.