كشفت دراسة نشرت شبكة "سي إن إن"، عن أن حديث الجيش الإسرائيلي بشأن قرب تحقيق "نصر كامل" على حركة "حماس" في قطاع غزة "ادعاء كاذب"، في ظل إعادة الحركة بناء قواتها من جديد.
جاء ذلك وفقًا لدراسة أجرتها شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأميركية بالتعاون مع مشروع التهديدات الحرجة التابع لمعهد "أميركان إنتربرايز" (سي تي بي)، ومعهد دراسات الحرب بالولايات المتحدة (آي إس دبليو).
اقرأ ايضا: "كتائب القسام" تعلن القضاء على قوة إسرائيلية راجلة بالكامل
الدراسة ألقت ظلالاً من الشك حول تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بقرب تحقيق الانتصار على الفصائل الفلسطينية بقطاع غزة.
ففي مطلع شهر يوليو الماضي، أكد نتنياهو أن الجيش الإسرائيلي اقترب من مرحلة القضاء على قدرات حماس العسكرية في غزة.
لكن ووفقًا للدراسة التي استندت إلى البيانات العسكرية الصادرة عن الجيش الإسرائيلي وكذلك عن حركة حماس، فضلاً عن مقابلات مع خبراء وشهود عيان، ومقاطع مصورة، فقد كشفت أن الوحدات القتالية للحركة استطاعت استعادة قدراتها القتالية في المناطق التي أعلن الجيش انتهاء عملياته فيها.
كما كشفت الدراسة أن "كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس" يتكون من 24 كتيبة منتشرة في أنحاء قطاع غزة، وقد تمكن الجيش الإسرائيلي من تدمير 3 كتائب فقط منها.
وأشارت إلى أن 8 كتائب لا تزال فعالة في القتال ضد الجيش الإسرائيلي، وقادرة على الدفاع عن الأرض باستخدام أساليب وأسلحة متطورة، بينما هناك 13 كتيبة انخفضت قدراتها القتالية، لكنها يمكنها تنفيذ هجمات أصغر وأقل نجاحا على غرار حرب العصابات.
من جانبه، قال مدير ملف الشرق الأوسط في معهد "سي تي بي" بريان كارتر: "يقول الإسرائيليون إنهم طهروا مناطق في قطاع غزة، لكنهم لم يهزموا هؤلاء المقاتلين على الإطلاق. حماس مستعدة للقتال وتريد القتال".
ونقلت "سي إن إن" عن مصادر عسكرية إسرائيلية قولها إن كتائب حماس في وسط غزة هي الأقل تضرراً، وهي التي يعتقد أنها تحتجز غالبية الرهائن المتبقين.
وتوصلت دراسات مركز دراسات الحرب والسلام ومعهد دراسات الحرب وشبكة "سي إن إن"، إلى أن الكتائب الـ16 في وسط وشمال غزة "أعادت تشكيل نفسها على أفضل نحو"، وقد "نجحت 7 من هذه الكتائب الـ16 في إعادة بناء نفسها مرة واحدة على الأقل خلال الأشهر الستة الماضية".
وأوضحت الدراسة أن "طبيعة الكتائب الـ8 في جنوب غزة غير واضحة، بسبب الافتقار للبيانات الموثوقة".
وخلال تصريحات لـ"سي إن إن"، قال خبراء عسكريون أميركيون: "حملة القصف العنيفة وغياب خطة ما بعد الحرب، ساعدت في تحفيز حماس على الانتعاش".
وبحسب الدراسة، فإن أكثر ما يشير إلى إعادة بناء حماس قواتها هو ما جرى في مخيم جباليا، حيث قصفته إسرائيل لمدة 3 أشهر بداء من أوخر عام 2023، وعندما حاولت اقتحامه في مايو قوبلت بمقاومة عنيفة من 3 كتائب.
ونقلت "سي إن إن" عن فلسطينيين من سكان غزة، قولهم إن "وجود حماس شمالي القطاع أقوى مما يُتخيل. إنهم بين المدنيين. وهذا يساعدهم في إعادة بناء قواتهم".
وفي يناير الماضي، زعم الجيش الإسرائيلي أنه استطاع شل هيكل قيادة حماس في شمال غزة، لكن التقارير عن وقوع هجمات في هذه المناطق نفت مزاعمه، فضلا عن تفاخر حماس بتجنيدها آلاف المقاتلين الجدد منذ بدء الحرب.
وقالت إميلي هاردينغ مديرة برنامج الاستخبارات والأمن القومي والتكنولوجيا في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن: "قتلت إسرائيل الكثير من مقاتلي حماس، لكنهم مازالوا موجودين ويقومون بالتجنيد".
كما قال ضابط إسرائيلي متقاعد رفيع المستوى: "بدأ التجنيد قبل 3 أو 4 أشهر وحصلوا على بضعة آلاف (من المقاتلين). لا أعرف بالضبط كم عددهم".
وأشارت الدراسة إلى أن كتائب القسام، الجناح العسكري لحماس، تجر الجيش الإسرائيلي إلى قتال مستمر.
وبحسب "سي إن إن"، اندمجت بعض ألوية حماس لإنشاء كتائب أقوى وأكثر نخبوية، وهي تصنع أسلحة من المواد المتفجرة التي خلفها الجيش الإسرائيلي، لكن في غياب القادة ذوي الخبرة فإنهم يعتمدون إلى حد كبير على تكتيكات حرب العصابات، مثل الأفخاخ ونصب الكمائن.
اقرأ ايضا: نتنياهو من داخل غزة: "حماس" لن تحكم القطاع مجددًا
ونقلت الشبكة عن أحد خبراء الحرب: "الفوضى المتزايدة تبدو مدبرة بشكل متعمد، وتسمح لحماس بالظهور مرة أخرى".
