تواصل إسرائيل، حربها البربرية على قطاع غزة المحاصر منذ نحو عشرة أشهر، يتعرض فيها القطاع لغارات جوية وقصف مدفعي متواصل، إلى جانب ارتكاب مجازر وانتهاكات جسيمة ضد المدنيين، وسط وضع إنساني كارثي نتيجة الحصار ونزوح أكثر من 95 % من السكان.
ووفقًا لتقرير أعدته وكالة "سبوتنيك" الروسية، تعتقل إسرائيل آلاف الأسرى من قطاع غزة، يواجهون ظروفًا مأساوية داخل السجون الإسرائيلية.
اقرأ ايضا: حماس: لا صفقة أسرى إلا بعد انتهاء الحرب على غزة
إذ كشفت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، عن حقائق مروعة بشأن ما يعرض له الأسرى الفلسطينيون داخل السجون الإسرائيلية، ونقل شهادات عن حالات تعذيب وحشي وتجويع وعقوبات جماعية.
وبعد إطلاق سراحهم، كشف عدد من الأسرى من قطاع غزة، عن ممارسات مروعة، وأساليب تعذيب مختلفة، تعرضوا لها في أقبية السجون الإسرائيلية.
ويروي الأسير المحرر رائد سلام، الذي اعتقل في شهر يناير/ كانون الثاني الماضي، من مدرسة إيواء في منطقة القرارة شرقي خان يونس، ظروف اعتقاله الصعبة وهو مريض، ويقول لوكالة "سبوتنيك": "كنت جالسًا في مدرسة مع عدد كبير من النازحين شرق خان يونس، بعدما قالوا لنا إن المدرسة مكان آمن، وعندما أقتحم الجيش الإسرائيلي المدرسة، اعتقلني وكنت أقول لهم أنا في السبعين من عمري لا أعرف شيئًا، لكنهم انهالوا عليّ بالضرب وأنا معصوب العينين ومقيد اليدين".
سلام يقول أيضًا: "كل 20 يومًا ينقلونا من سجن إلى آخر، وكنت مريضًا وكلما طلبت العلاج تعرضت للضرب، وكانوا يضعوا في فمي أقمشة، حتى لا أصرخ وهم يضربون كل جسدي، وكنا نتعرض للحرق أثناء الاستحمام، بسبب المياه شديدة السخونة، وبالنسبة للطعام كنا نتعرض للتجويع والإهمال الطبي، وعندما خرجت من السجن بعد أشهر، كما ترى لا أستطيع السير كما في السابق وأعاني من عدة أمراض".
من جانبه، قال محامي هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، خالد محاجنة: "إن إدارة معتقل (عوفر) ما زالت مستمرة بحملتها الشرسة ضد المعتقلين منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، بل أصبحت تبتكر طرقًا ووسائل جديدة لتضييق الخناق عليهم وقتلهم ببطء".
وأضاف محاجنة - بعد زيارته لمعتقل عوفر، قبل أيام - "هناك سبع محاولات انتحار لمعتقلين، بسبب سوء ظروف الاعتقال ووحشية السجانين واستهدافهم بسلاح التجويع والإهمال الطبي، ففي كل غرفة يقبع 11 أسيرًا كحد أدنى، ينام 5 منهم على الأرض، والباقي على أسرة حديدية، ويفتقرون لأدنى المقومات الحياتية من ملابس وأغطية وطعام".
فيما قال الأسير المحرر وصفي حسنين، من عبسان الجديدة شرقي خان يونس جنوبي قطاع غزة، والذي تعرض للحرق أثناء التعذيب داخل السجون الإسرائيلية: "التعذيب الذي تعرضنا له لا يتخيله عقل، ففي كل لحظة يجب أن يتألم الأسير، وكنا نتعرض للضرب في كل مكان، خاصة على الرأس، وكانوا يلقوا بنا في مياه مثلجة بعد منتصف الليل، ونحن نتعرض للضرب المستمر، وقد تعرضت للحرق داخل السجن، أشعلوا النيران في جسدي، وأصبت بحروق شديدة".
ويضيف الأسير المحرر حسنين: "52 يومًا بقيت داخل السجون الإسرائيلية، كلها عذاب، وكان الجنود يتعمدون ضرب الأسرى على الظهر والعمود الفقري والبطن بالأسلحة والهراوات، ووضع العصي الكهربائية في مناطق حساسة وداخل الفم، إلى جانب تكسير الأسنان من شدة الضرب على الوجه، وكانوا يقولوا لنا أنتم غير مسجلين إذا تم قتلكم ليس لكم سجل، مجرد رقم ويحذف، وعندما خرجت من السجن لم أكن أعرف أحد، وما زلت أعاني مما تعرضت له داخل السجن".
وخلال الشهور الماضية، أطلق الجيش الإسرائيلي سراح عشرات الأسرى من غزة على دفعات متباعدة، ومعظمهم عانوا من تدهور في أوضاعهم الصحية.
واعتقل الجيش الإسرائيلي خلال الحرب آلاف الفلسطينيين، بينهم أطفال ونساء وعاملون في الطواقم الصحية والدفاع المدني، وأفرج لاحقا عن عدد ضئيل منهم، فيما لا يزال مصير الآخرين مجهولًا.
اقرأ ايضا: "متى يستيقظ الإسرائيليون؟".. جندي عائد من غزة يروي "ممارسات مرعبة" للجيش بحق الفلسطينيين
بموازاة ذلك، كشفت منظمات حقوقية ووسائل إعلام إسرائيلية عن تعرض أسرى من قطاع غزة لتعذيب وإهمال طبي، أودى بحياة العديد منهم في منشآت اعتقال إسرائيلية.