أبرز تقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست"، أن الجيش الإسرائيلي متعب في غزة ونضبت موارده بسبب الحرب المستمرة في القطاع المحاصر منذ عشرة أشهر، وينظر قادته بخوف من تبادل التهديدات بين إسرائيل وحزب الله.
وتناول التقرير، تصريحات المسؤولين الإسرائيليين وأنهم لا يريدون حربًا مع لبنان، لكنهم جاهزون لها، وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: "نحن جاهزون لكل عملية مكثفة"، فيما هدد وزير دفاعه يواف غالانت بإعادة لبنان "إلى العصر الحجري".
اقرأ ايضا: يديعوت أحرونوت: انتحار 6 جنود إسرائيليين قاتلوا لفترة طويلة فى غزة ولبنان
التقرير أبرز أيضًا أنه وسط تلك "التصريحات المتبجحة" هذه هناك مخاوف بين الجنود الإسرائيليين أن الجيش مستنزف ونضبت مصادره بعد أطول حرب تخوضها إسرائيل ومنذ عقود.
وأشار إلى أنه بعد تسعة أشهر من الحرب العقابية ضد غزة، لم تؤد إلى تدمير "حماس" ولم يقدم بعد نتنياهو المحاصر سياسيًا أي استراتيجية للخروج من هناك.
وأوضح أنه في لبنان ستواجه إسرائيل عدوًا أكبر ومجهزًا بأسلحة أقوى، مما دفع الخبراء للتحذير من مستنقع عسكري أعمق، وأن إسرائيل تخوض منذ 8 تشرين الأول/أكتوبر حربًا على جبهتين، فبعد ساعات من هجمات حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 بدأ مقاتلو حزب الله الذي تدعمه إيران في لبنان بإطلاق الصواريخ على شمال إسرائيل، وكانت بداية ضربات متبادلة تسارعت وتعمقت أكثر على جانبي الحدود.
ووفق التقرير يقول حزب الله وإسرائيل إنهما يفضلان الحل الدبلوماسي، لكن أي منهما ليس مستعدًا لتقديم تنازلات يتطلبها الحل، والنتيجة هي ركود متوتر وتصاعد في عدد القتلى والمدن الحدودية مهجورة، مزارعها الحيوانية بدون رعاية وثمار أشجارها بدون قطاف، وضغوط مستمرة من النازحين الإسرائيليين على الحكومة للتحرك.
وبحسب التقرير يرسم المخططون العسكريون الإسرائيليون خططًا للهجوم على لبنان ومنذ عدة أشهر. وفي يوم الأربعاء وبعد مقتل إسرائيليين في غارات من حزب الله.
وقال بيني غانتس، الوزير السابق في حكومة الحرب إنه والآخرين دعوا في آذار/مارس إلى توغل في لبنان إلا أن نتنياهو “تردد” ورفض الإلتزام بعودة النازحين إلى بلدات الشمال بحلول الأول من أيلول/سبتمبر وهو بداية السنة الدراسية الجديدة.
(الكوابيس تطارد الجنود)
وعلى وقع استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، جدد وزير الأمن الإسرائيلي الأسبق أفيغدور ليبرمان، اليوم الإثنين، دعوته لرحيل حكومة بنيامين نتنياهو.
وأشار إلى أن الجنود الإسرائيليين يعانون من الكوابيس، فيما ينهار الاقتصاد وتتآكل الدبلوماسية الإسرائيلية.
وكتب ليبرمان، في مقال بموقع "واللا" الإخباري الإسرائيلي: "مرت تسعة أشهر منذ الهجوم القاتل المفاجئ، الذي شنته حماس في 7 أكتوبر الماضي على إسرائيل، ويبدو كما لو أن شيئًا لم يتغير بين القيادة (الإسرائيلية)".
وفيما كرر زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" اليميني المعارض المزاعم بأن ذلك التاريخ شهد قتل وجرح الآلاف، قال: "لا يزال 120 أسيرًا (إسرائيليًا) لدى حماس، وعشرات الآلاف من العائلات يتم إجلاؤها من الشمال (حدود لبنان) والجنوب (حدود غزة)".
وتقدر تل أبيب وجود 120 أسيرًا إسرائيليًا بغزة، فيما أعلنت حماس مقتل أكثر من 70 منهم في غارات عشوائية شنتها إسرائيل، التي تحتجز في سجونها ما لا يقل عن 9 آلاف و500 فلسطيني.
وتابع ليبرمان: "الأطفال والكبار والجنود وجنود الاحتياط يعانون من الكوابيس، مما كان وسيكون، الاقتصاد الإسرائيلي ينهار، والدبلوماسية الإسرائيلية تتآكل".
اقرأ ايضا: "قنص جنود وتدمير آليات".. المقاومة الفلسطينية تعلن "غلة" اليوم في غزة
كما علّق ليبرمان على التصعيد على الحدود مع لبنان، والذي بدأ في 8 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وقال في إشارة إلى المستوطنات الإسرائيلية قرب الحدود اللبنانية: "الشمال مقفر ومحترق، وإيران مستمرة في تسليح نفسها، وبينما يحدث كل هذا، تستمر الحكومة الفاسدة وكأن شيئًا لم يحدث".