كشف ضابط استخبارات سعودي سابق، عن أن السلطات السعودية سمحت باستخدام القوة المميتة لإخلاء الأراضي من سكانها، من أجل إنشاء مدينة نيوم.
وقال العقيد رابح العنزي لبي بي س، إنه تلقى أوامر بإخلاء القرويين التابعين لإحدى القبائل، لإفساح المجال أمام مشروع "ذا لاين"، وهو جزء من مشروع نيوم الصديق للبيئة.
وقد قُتل أحد القرويين بعد ذلك بالرصاص بسبب احتجاجه على الإخلاء.
وأضاف العنزي، الذي اضطر إلى مغادرة السعودية إلى المملكة المتحدة العام الماضي، إن أمر الإخلاء الذي طُلب منه إصداره كان يخص قرية الخريبة، على بعد 4.5 كيلومتر جنوب "ذا لاين"، وكان معظم سكان القرى من قبيلة الحويطات، التي سكنت منطقة تبوك شمال غربي البلاد منذ أجيال.
وأضاف أن الأمر الصادر في أبريل 2020 ينص على أن الحويطات مكونة من "العديد من المتمردين وينبغي قتل كل من يستمر في مقاومة الإخلاء، لذا فقد سُمح باستخدام القوة المميتة ضد كل من بقي في منزله".
وأوضح أنه تهرب من المهمة لأسباب طبية مختلقة، لكن الأمر مضى قُدُماً رغم ذلك.
ولم يسمح عبد الرحيم الحويطي، للجنة تسجيل الأراضي تقييم ممتلكاته، ليقتل بالرصاص على يد السلطات السعودية، بعد يوم واحد أثناء مهمة الإخلاء. وكان نشر سابقاً عدة مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، احتجاجاً على عمليات الإخلاء.
وزعم بيان صادر عن أمن الدولة السعودي في ذلك الوقت، أن الحويطي فتح النار على قوات الأمن واضطروا إلى الرد؛ لكن منظمات حقوق الإنسان والأمم المتحدة تقول إنه قُتل لمجرد مقاومة الإخلاء.
وقد جرى اعتقال ما لا يقل عن 47 آخرين من سكان القرية بعد مقاومة عمليات الإخلاء، وحوكم العديد منهم بتهم تتعلق بالإرهاب وفقاً للأمم المتحدة ومنظمة (القسط)، وتقول الأخيرة إن 40 منهم ما يزالون رهن الاحتجاز، وإن خمسة منهم ينتظرون تنفيذ حكم الإعدام.
وقالت المجموعة إن العديد منهم اعتقلوا لمجرد الحداد العلني على وفاة الحويطي على وسائل التواصل الاجتماعي.
وقال آندي ويرث، الرئيس التنفيذي السابق لمشروع نيوم للتزلج، إنه سمع عن مقتل عبد الرحيم الحويطي قبل أسابيع قليلة من مغادرته الولايات المتحدة لتولي هذا المنصب في عام 2020.
وأضاف آندي ويرث أنه سأل أصحاب العمل مراراً وتكراراً عن عمليات الإخلاء، ولكن لم يكن راضياً عن الإجابات، التي وصفها بأنها "كانت تفوح منها رائحة شيء فظيع فُرِض على هؤلاء الناس. لا يمكنك أن تطأ أعناقهم بحذائك كي تتمكن من التقدم".
وأضاف أنه انسحب من المشروع بعد أقل من عام من انضمامه إليه، بعد أن شعر بالإحباط بسبب إدارته.