حذر المفوض العام لوكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، فيليب لازاريني، من أن أحدًا لن ينجو من المجاعة في قطاع غزة، مشددًا على أن الحؤول دون ذلك يتطلب رفع مستوى الاستجابة الإنسانية للأزمة في القطاع.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك بين لازاريني ووزير الخارجية المصري، سامح شكري، في القاهرة اليوم الاثنين.
اقرأ ايضا: "متى يستيقظ الإسرائيليون؟".. جندي عائد من غزة يروي "ممارسات مرعبة" للجيش بحق الفلسطينيين
واستعرض الجانبان، مستجدات الأزمة الإنسانية غير المسبوقة في قطاع غزة المحاصر والمستهدف إسرائيليًا منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، بالإضافة إلى التحديات الكبيرة التي تواجه عمل المنظمة، وسبل تقديم المساعدة لها.
وفي السياق، قال لازاريني إن محكمة العدل الدولية أصدرت أمرًا تضمن الدعوة إلى زيادة المساعدات الإنسانية، غير أن حجم المساعدات انخفض بنسبة 50% قبل أن يرتفع من جديد في شهر مارس/ آذار الجاري إلى المستوى الذي كان عليه في يناير/ كانون الثاني الماضي.
وخلال كلمته، نبه لازاريني، إلى شدة الأزمة في قطاع غزة وسط الحرب عليه، نظرًا إلى عدد الضحايا الضخم من المدنيين الفلسطينيين في خلال خمسة أشهر من العدوان المتواصل عليهم، بما في ذلك عدد الأطفال الكبير الذي يتخطى أعداد الأطفال الذين سقطوا في حروب أخرى، لافتًا إلى أن مجاعة تلوح في الأفق في قطاع غزة، وقد تعالت الأصوات الدولية التي تؤكد ظهورها بالفعل.
وتطرق لازاريني إلى اتهام 12 موظفًا في وكالة "أونروا" بالمشاركة في عملية "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر الماضي، قائلًا: "إن تحقيقًا يجرى الآن لمعرفة الحقيقة، إلا أن مخرجاته غير معروفة حتى هذه اللحظة، وسوف تعلن النتائج فور الانتهاء من التحقيق".
وأشار إلى إجراء مراجعة كاملة لبحث قدرتها على مواجهة المخاطر، بما يتيح للجهات المانحة معاودة تمويلها في الفترة المقبلة.
جدير بالذكر أن 16 دولة علقت تمويلها المخصص لوكالة أونروا والذي يبلغ إجماليه 450 مليون دولار أمريكي، علمًا بأن عددًا منها من الجهات الممولة الأساسية، وذلك بعد مزاعم إسرائيلية بمشاركة موظفين في الوكالة بعملية طوفان الأقصى، الأمر الذي يهدد عمل الوكالة واستمرارها في تقديم خدماتها إلى اللاجئين الفلسطينيين في أقاليم عملياتها الخمسة، أي في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة والأردن وسورية ولبنان.
إلا أن مسؤولين في الأمم المتحدة كرروا تأكيدهم على أنه من غير الممكن تعويض وكالة أونروا في قطاع غزة، كونها تمثل العمود الفقري للمساعدات الإنسانية فيه.
وفي السياق، حذر لازاريني، اليوم، من خطورة تفكيك وكالة أونروا قبل التوصل إلى حل دائم وعادل في المنطقة، موجهًا الشكر إلى مصر لدعمها الوكالة، وتسهيل إدخال المساعدات الإغاثية إلى قطاع غزة، في ظل المعاناة التي يعيشها الفلسطينيون فيه.
من جانبه، قال وزير الخارجية المصري سامح شكري إنه لا بد من تقديم الدعم الكامل لوكالة أونروا حتى تتمكن من الاضطلاع بدورها في هذه الفترة الكارثية، مشددًا على ضرورة أن يتشارك الجميع من دون استثناء المسؤولية المعنوية في هذا الإطار.
وأضاف شكري أن مصر حريصة على بذل كل الجهود الممكنة من أجل مساعدة وكالة أونروا، في سبيل أداء مهامها التي لا غنى عنها في تقديم المساعدات للفلسطينيين من أهالي قطاع غزة وكذلك لعموم الفلسطينيين.
ولفت إلى أهمية إزالة العوائق التي تضعها إسرائيل أمام دخول المساعدات الإنسانية، ووقف سياسات التجويع والعقاب الجماعي في القطاع.
وتابع: "قرارات تقييد تمويل أونروا استندت إلى اتهامات لا أساس لها من الصحة، فضلاً عن عدم توفر أدلة كافية بشأنها"، مضيفًا أنه لا بد من عدم تشويه مصداقية 40 ألف موظف لدى الوكالة الأممية التي تدعم الفلسطينيين.
وجدد شكري دعم مصر لوكالة أونروا وجميع العاملين بها، محذرًا من تداعيات وقف تمويلها. مشددًا على وجوب المضي قدمًا بتمويل الوكالة، ووجوب أن يدرك المجتمع الدولي خطورة اختفائها من الوجود.
يأتي ذلك فيما يواصل جيش الاحتلال عدوانه على قطاع غزة برًا وجوًا وبحرًا، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 32 ألف فلسطيني 70 % منهم من الأطفال والنساء، وفقًا لآخر حصيلة أعلنتها وزارة الصحة في غزة.
وتفرض إسرائيل حصارًا شاملاً على القطاع ومنعت إمدادات الغذاء والماء والوقود وغيرها من الاحتياجات الإنسانية عن أكثر من 2.3 مليون شخص هم إجمالي سكان القطاع.
اقرأ ايضا: يديعوت أحرونوت: انتحار 6 جنود إسرائيليين قاتلوا لفترة طويلة فى غزة ولبنان
وبفعل حربها البربرية على القطاع، تواجه إسرائيل ضغوطًا متزايدة من حلفائها الغربيين لوقف الهجوم العسكري في غزة الذي أدى إلى تدمير جزء كبير من القطاع الساحلي المكتظ بالسكان.