تضاربت المواقف بشأن بدء مصر تمهيد منطقة على الحدود مع قطاع غزة يمكن استخدامها لإيواء لاجئين فلسطينيين حال أدى هجوم إسرائيل على مدينة رفح بجنوب القطاع إلى نزوح جماعي عبر الحدود.
فبعد أن نفى محافظ شمال سيناء المصرية، محمد عبد الفضيل شوشة، التقارير التي تفيد بأن مصر جهزت منطقة لاستقبال الفلسطينيين، أكدت أربعة مصادر - في تصريحات لوكالة "رويترز" - أن القاهرة بدأت تمهيد منطقة على الحدود مع قطاع غزة يمكن استخدامها لإيواء لاجئين فلسطينيين، لافتين إلى أن هذا الإجراء بمثابة تحرك طارئ من جانب القاهرة.
اقرأ ايضا: "وسط القصف وأزيز الرصاص".. إسرائيل تجبر الفلسطينيين على النزوح من حي الشجاعية
ومرارًا وتكرارًا دقت مصر، ناقوس الخطر بشأن احتمال أن يؤدي الهجوم الإسرائيلي المدمر على غزة إلى نزوح فلسطينيين إلى سيناء، وهو أمر تقول القاهرة إنه غير مقبول على الإطلاق مكررة تحذيرات صدرت من دول عربية مثل الأردن، كما أكدت الولايات المتحدة، أنها ستعارض أي تهجير للفلسطينيين من غزة.
وفي السياق، قال أحد المصادر إن مصر متفائلة بأن المحادثات الرامية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار يمكن أن تؤدي إلى تجنب مثل هذا السيناريو، لكنها تعمل على إنشاء المنطقة على الحدود كإجراء مؤقت واحترازي.
وأوضح ثلاثة مصادر أمنية أن مصر بدأت بالفعل تمهيد منطقة صحراوية وإقامة بعض المنشآت البسيطة التي قد يتم استخدامها لإيواء لاجئين فلسطينيين، مشددة على أن هذه خطوة طارئة.
وكانت تقارير صحفية غربية، كشفت عن أن مصر تقوم ببناء منطقة عازلة على مساحة 20 كيلومترًا مربعًا، قرب حدودها مع قطاع غزة.
وتظهر الصور التي التقطتها شركة "ماكسار تكنولوجيز" في الأيام الخمسة الماضية، أن جزءًا كبيرًا من الأراضي المصرية بين الطريق وحدود غزة قد تم تجريفه بالجرافات.
وفقًا لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، قال مسؤولون مصريون، إن المنطقة التي يجري بناؤها يمكنها استيعاب أكثر من 100 ألف شخص، ومحاطة بجدران خرسانية.
ونقلت الصحيفة الأمريكية عن المسؤولين، القول إن بناء تلك المنطقة يأتي وسط مخاوف من أن يؤدي التوغل العسكري الإسرائيلي في رفح، إلى تدفق اللاجئين من غزة.
وتظهر صور الأقمار الصناعية الإضافية أن الجرافات وصلت إلى الموقع في 3 فبراير/شباط، وبدأت أعمال التنقيب الأولية في المنطقة العازلة في 6 فبراير/شباط، كان هناك ارتفاع كبير في أعمال التنقيب في الأيام الخمسة الماضية.
وفي تصريحاته للصحفيين أمس الخمس، شدد محافظ شمال سيناء محمد عبد الفضيل شوشة، على أن "الموقف المصري واضح وصريح وقد تم الإعلان عنه من قِبل القيادة السياسية فور وقوع الحرب الإسرائيلية على غزة، وهو عدم السماح بتهجير سكان القطاع قسريًا إلى مصر نهائيًا".
وأكد شوشة أن مصر مستعدة لكل السيناريوهات في حال تنفيذ إسرائيل عمليات عسكرية في المدينة الفلسطينية الحدودية، نافيًا ما نقلته بعض وسائل الإعلام عن بناء السلطات المصرية منطقة أمنية عازلة محاطة بأسوار في مدينة رفح المصرية لاستقبال الفلسطينيين من غزة، تحسبًا لتهجيرهم.
وقال: "ما يتم في مناطق شرق سيناء وتحديدًا في رفح هو قيام لجان من المحافظة بحصر البيوت والمنازل التي تعرضت للهدم خلال الحرب على الإرهاب بهدف تقديم تعويضات مناسبة لأصحاب هذه البيوت".
وأضاف: "هذه العملية ليست بهدف إقامة معسكرات من أجل استقبال النازحين الفلسطينيين، وليس لها أي علاقة بما يحدث في قطاع غزة".
تصريحات المحافظ المصري، جاءت متزامنة مع تحذير منسق المساعدات بالأمم المتحدة مارتن غريفيث - خلال كلمة بالأمم المتحدة في جنيف اليوم - من احتمال تدفق الفلسطينيين المكدسين في رفح إلى مصر إذا شنت إسرائيل عملية عسكرية على المدينة الحدودية.
وقال غريفيث إن فكرة انتقال الأفراد في غزة إلى مكان آمن محض خيال، في إشارة إلى وعد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بفتح ممرات آمنة لمئات آلاف النازحين الفلسطينيين.
اقرأ ايضا: لقاء بايدن وترامب.. ماذا قيل عن "حرب غزة" في أروقة البيت ألأبيض؟
ومع تشبث المسؤولين الإسرائيليين باجتياح رفح التي تؤوي ما يقارب مليونًا و400 ألف نازح فلسطيني، هربوا من الغارات الإسرائيلية على شمال ووسط القطاع، تزايدت نبرة هذا التنبيه المصري، ووصل إلى التلويح بتعليق اتفاقية السلام أو ما يعرف بـ "كامب دايفيد" قبل أن يعود وزير الخارجية سامح شكري وينفي رسميًا الأمر.