الحرب على غزة تسيطر على أروقة المنتدى السنوي لفلسطين في الدوحة

مشاركة
المنتدى السنوي لفلسطين المنتدى السنوي لفلسطين
الدوحة - جيهان الحسيني 07:47 ص، 11 فبراير 2024

انطلقت في الدوحة، أمس السبت، أعمال الدورة الثانية للمنتدى السنوي لفلسطين التي ينظّمها المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات بالتعاون مع مؤسسة الدراسات الفلسطينية خلال الفترة من 10 إلى 12 فبراير الجاري.

ويُعدّ هذا المنتدى الحدث الأكاديمي السنوي الأبرز عالميًا المخصص للقضية الفلسطينية؛ لناحية الجودة الأكاديمية للأوراق البحثية المقدمة فيه، وتنوّع المقاربات البحثية والباحثين المساهمين من مختلف أنحاء العالم.

اقرأ ايضا: 23 شهيدا على الأقل جراء العدوان الإسرائيلي على غزة والضفة

وتشمل هذه الأوراق نطاقا واسعا من الموضوعات المهمة المتعلقة بفلسطين والقضية الفلسطينية، مثل: تاريخ فلسطين، والقضية الفلسطينية، وفلسطين في العلاقات العربية وفي العلاقات الدولية، وغيرها من الجوانب المهمة في تحليل القضية، مثل الاستعمار الاستيطاني ونظام الأبارتهايد.

وإلى جانب تقديم نحو 70 ورقة علمية محكّمة في 6 جلسات ضمن كل واحدة منها أربعة مسارات متوازية، يضمُّ المنتدى في دورته الثانية خمس ندوات عامّة يشارك فيها عدد من الأكاديميين والإعلاميين والنشطاء، وتتناول الأبعاد المختلفة للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والتحديات التي تواجه المشروع الوطني الفلسطيني.

واستُهلّ المنتدى بجلسة افتتاحية، قدّمتها آيات حمدان، منسقة منتدى فلسطين والباحثة في المركز العربي، التي أشارت، في كلمتها الترحيبية، إلى أنّ هذا المنتدى يُعقد في مرحلة حرجة من تاريخ القضية الفلسطينية، تشنّ فيها إسرائيل حربَ إبادةٍ ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وتستهدفه في الضفة الغربية وكذلك المجتمع الفلسطيني في أراضي العام 48؛ ما يعطيه أهميةً خاصةً هذه السنة، حيث أصبحت الكلمةُ لفائدة القضية الفلسطينية محرّمةً أكثر من أيّ وقت مضى، لذلك يأتي المنتدى ليسدَّ فراغًا، ويشكّل فضاءً حرًّا لالتقاء الباحثين والمهتمين لتبادل وجهات النظر، ومناقشة قضية فلسطين بأبعادها المختلفة.

بدأ طارق متري، رئيس مجلس أمناء مؤسسة الدراسات الفلسطينية، الكلمة الافتتاحية للمنتدى بالتأكيد على مواصلة الجهد المشترك بين المركز العربي ومؤسسة الدراسات الفلسطينية في تدارس القضية الفلسطينية في جوانبها كافة منذ النكبة، وخلال النكبات المتعاقبة والمتجددة، حيث تأتي هذه الدورة في ظل المعاناة الهائلة للشعب الفلسطيني في غزة وثباته في أرضه.

وشدّد متري على استمرار الجهد الأكاديمي والتوثيقي والتحليلي للمركز العربي ومؤسسة الدراسات الفلسطينية للاستجابة لاحتياجات الرأي العام بحيث تكون مرجعًا، لا عن الماضي فحسب، بل عن الأوضاع الحاضرة أيضًا.

وانتهى إلى أنّه من الواجب إطلاق برامج جديدة وامتلاك أدوات للمتابعة فرضت الأوضاع الراهنة الحاجة الملحّة إليها، وهو الهدف الأساس من هذا المنتدى.

وألقى عزمي بشارة، المدير العام للمركز العربي للأبحاث، المحاضرة الافتتاحية للمنتدى، التي تطرّق فيها إلى تطوّر حقل الدراسات الفلسطينية والخطر المحدق بإنجازاتها وبالحرية الأكاديمية عمومًا نتيجة جماعات الضغط الإسرائيلية واستحضار تهمة اللاسامية الجاهزة ضد نقّاد إسرائيل، والطبيعة الاستعمارية الاستيطانية لإسرائيل، ومحددات الموقف العربي تجاه القضية الفلسطينية، وتطوّر العلاقة بين إسرائيل والدول الغربية ومصالحها المشتركة، ومآلات الحرب الإسرائيلية على قطاع غزّة، وأزمة المشروع الوطني الفلسطيني، والاستراتيجية المأمول أن ينخرط الفلسطينيون فيها لتحقيق السيادة والاستقلال.

وتطرقت المحاضرة إلى الجدل الدائر منذ السابع من أكتوبر الماضي، حول عملية طوفان الأقصى ومسؤولية المقاومة، وغير ذلك من القضايا ذات الصلة.

وعُقدت الجلسة الأولى للمؤتمر في أربعة مسارات فرعية متوازية، وقدمت خلالها عدة أوراق تناولت قضايا: "فلسطين وحركات التضامن العربية"، "فلسطين في السياق الدولي"، "في حق العودة الفلسطيني"، و "استعادة الأرشيف المسروق".

وعُقدت الجلسة الثانية في أربعة مسارات فرعية متوازية أيضًا، تناولت: "النكبة: رؤى من خلال سجلات الأرشيف"، "الاستيطان في الضفة"، "القدس: سياسات المحو والمقاومة"، "نظام الأبارتهايد والهيمنة الاستعمارية الإسرائيلية".

اقرأ ايضا: أبو عبيدة: مقتل أسيرة إسرائيلية جراء العدوان على شمال غزة 

ونظّم المنتدى السنوي لفلسطين في نهاية اليوم الأول ندوةً عامةً بعنوان "المواقف العربية والدولية من العدوان على غزّة"، نطرق المتحدثون فيها إلى الموقف الأميركي من الحرب على غزة، واستجابة الدول الأوروبية للحرب الإسرائيلية على غزّة، والموقف الاستراتيجي العربي من الحرب على غزة من منظورات متعددة، منها ما يتعلق بالنظام الرسمي العربي على الصعيدين الدولي والإقليمي، ومنها ما يتعلق بتصاعد دور الفاعلين من دون الدولة على حساب الدول الوطنية، وما يتعلق بالأزمة البنيوية التي تعانيها غالبية الدول العربية منذ مرحلة الربيع العربي، والتداعيات المتوقعة على النظام الرسمي العربي نتيجة للحرب على غزة.