ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، أن الاعتقاد بأن اغتيال صالح العاروري قد يزيد من فرص الضغط على حركة حماس؛ لإطلاق صراح الأسرى الإسرائيليين "ادعاء سخيف"؛ يمكن للإسرائيليّين أن يضحكوا به على أنفسهم؛ لأن الواقع يقول إن الاغتيال سيؤخر إتمام الصفقة أو ربما ينسف كل المفاوضات مع الوسطاء.
ونقلت الصحيفة عن مقال للمحلل السياسي ناحوم برنياع، قال خلاله، إن العاروري "هو الرجل الذي استطاع ارتداء قبعتين؛ سياسية وعسكرية، بمهارة عالية حتى بات عدواً قاسياً صعباً ومميتًا".
وأضاف برنياع: أن العاروري أصبح على قائمة المطلوبين للإقصاء، وحتى لو لم يكن قائما بشكل شخصي في تخطيط وتنفيذ أحداث 7 أكتوبر (معركة طوفان الأقصى)، إلا أن موجة المقاومة المتصاعدة بالضفة تحمل اسمه بالكامل.
وأكد أن عملية الاغتيال بعثت عدة رسائل؛ إحداها إلى قادة حماس بأن تهديدات المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بالعودة إلى الاغتيالات ليست مجرد حديث بالهواء، إنما هي تهديدات خطيرة وممكنة.
كما أوصلت العملية رسالة آخرى ولكن لحزب الله بأن إسرائيل، رغم أحداث السابع من أكتوبر، لا تزال تعرف كيف تدخل إلى عمق بيت حسن نصر الله في بيروت.
أما آخر رسالة بعثت بها العملية هي للداخل الاسرائيلي بأن الانتقام من المسؤولين عن قتل الإسرائيليين هو أمر لا هوادة فيه، وأن تل أبيب تفهم جيداً اللغة الوحيدة في الشرق الأوسط: القتل مقابل القتل.
وأكد المحلل السياسي، أن أصحاب القرار في إسرائيل يعرفون جيدًا أنه سيكون هناك رد فعل عنيف من حماس وحزب الله لكنهم لم يفكروا جيدا بمصير المحتجزين وصفقة التبادل.
وتوقع المحلل السياسي، أن يكون لعملية الاغتيال انعكاس على المحتجزين الإسرائيليين، والمتوقع أيضا أن ترد حماس على الاغتيال من خلال العمليات في الضفة الغربية والقدس وإطلاق الصواريخ من المناطق "الخاضعة لسيطرتها" في غزة، كما توقع أن يرد أيضا حزب الله عاجلاً أم آجلاً، على اغتيال العاروري، لافتاً إلى أن مساحة الرد لدى الحزب أكبر من مساحة الرد لدى حماس.
وقال: إن كانت أحداث 7 أكتوبر لم تنجح بتحقيق آمال يحيى السنوار في جر إسرائيل إلى حرب على ثلاث جبهات فإن اغتيال العاروري من الممكن أن يعيد إحياء آمال السنوار.
كما أكد برنياع، أن اغتيال العاروري لا يصب في صالح المفاوضات التي يجريها الأمريكيون والفرنسيون في لبنان منذ الأسابيع القليلة الماضية؛ حيث كان هناك أمل بالوصول إلى تسوية دبلوماسية، تمنع تمدد الحرب وتسمح للسكان بالعودة إلى منازلهم على الحدود، فبينما كان يعتزم وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن المجيء لتل أبيب نهاية الأسبوع لتعزيز مفاوضات التسوية، فقد أعلن ، عقب عملية الاغتيال، إلغاء زيارته.
اقرأ ايضا: نتنياهو يقدم عرضا جديدا لمن يدلي بمعلومات عن مكان الأسرى
وأوضح أن اغتيال العاروري ومساعديه سمير فندي وعزام الأقرع، إن كان سيضر بنشاطات حركة حماس في بيروت على المدى القصير، إلا أنه لن يغير الواقع؛ فحركة حماس حركة مقاومة أكبر من اختزالها بأي من شهدائها الذين ارتقوا أو المحتملين، بما فيهم يحيى السنوار.