أجرى أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، اتصالاً هاتفياً بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لبحث مستجدات التصعيد العسكري بالأراضي المحتلة، في حين أكدت وزارة الخارجية القطرية استمرار اتصالات الدوحة مع عدة دول لخفض التصعيد، من بينها الولايات المتحدة.
وأوضح الديوان الأميري، أن الشيخ تميم بحث مع الرئيس المصري خلال الاتصال، العلاقات الثنائية، وأبرز المستجدات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها تطورات الأوضاع على الساحة الفلسطينية الإسرائيلية.
اقرأ ايضا: غارات عنيفة على ضاحية بيروت الجنوبية قبيل اتفاق مرتقب لوقف إطلاق النار
وأفاد المتحدث الرسمي لرئاسة جمهورية مصر العربية المستشار أحمد فهمي ، بإن السيسي والشيخ تميم استعرضا الاتصالات المكثفة الجارية، مع كافة الأطراف المعنية للحث على خفض التصعيد وتحقيق التهدئة، حقناً للدماء وحماية للمدنيين، الذين يتعرضون لمعاناة إنسانية كبيرة نتيجة استمرار العمليات العسكرية".
وأكد أمير قطر والرئيس المصري على ضرورة الدفع بقوة في اتجاه تحقيق السلام العادل بالمنطقة استناداً إلى حل الدولتين وفقاً لمرجعيات الشرعية الدولية ذات الصلة.
في سياق مصل، قال الناطق باسم وزارة الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، أن الدوحة تتابع التصعيد الخطير، والتطورات التي تجري في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأضاف الأنصاري في الإحاطة الإعلامية الأسبوعية امس الثلاثاء، أن قطر دعت إلى وقف القتال والتصعيد وصولاً إلى التهدئة، على أن يتم ذلك على كافة المحاور وبأسرع وقت، مؤكداً على ضرورة تجنيب المدنيين تبعات القتال الدائر هناك.
كما لفت إلى أن الاتصالات القطرية بدأت منذ اليوم الأول، ولا تزال مستمرة على أعلى المستويات مع كافة المسؤولين في المنطقة والعالم من أجل التنسيق حيال هذه التطورات وتنسيق الجهود الإقليمية والدولية، والنظر في إمكانية التدخلات الإقليمية والدولية في إطار خفض التصعيد.
ولفت ماجد الأنصاري، إلى أنه جرى خلال الاتصالات بحث سبل إنهاء القتال، ووقف إراقة الدماء، وتحرير الأسرى، والتأكد من احتواء هذا الصراع بحيث لا يمتد ويتحول إلى صراع إقليمي أوسع".
كما حذر الأنصاري من أن توسُّع دائرة الصراع قد تكون له عواقب وخيمة على المنطقة بشكل عام"، مؤكداً في الوقت ذاته "ضرورة حماية المدنيين وتجنيبهم تبعات هذه المواجهات"، وفقاً للإحاطة التي نشرها موقع وزارة الخارجية القطرية.
وأكد موقف قطر الثابت حيال القضية الفلسطينية، مشدداً على أن "الضمانة الوحيدة لتحقيق سلام مستدام هي الوصول إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، في إطار المبادرة العربية وبما يضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية".
وأشار إلى أن "غياب الحل الفلسطيني سيكون دائماً مرافقاً لغياب السلام في هذه المنطقة، وعليه فلا بد من أن يكون هناك حل عادل وشامل، وعلى المجتمع الدولي أن يضغط باتجاه تطوير هذا الحل، وأن يحصل الفلسطينيون على حقوقهم بشكل نهائي".
وذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية:" إن قطر سبق أن قامت بأدوار لخفض التصعيد بين حماس وقوات الاحتلال، معتمدة في ذلك على قدرتها على التواصل بسرعة وبشكل مستمر ومباشر بين مختلف الأطراف، لكن هذه الأزمة تختلف عن سابقاتها، فهي لا تُعدّ مجرد تصعيد بل حرب شاملة".
وتابع الأنصاري: "الوقت مبكر للحديث عن وساطة مباشرة؛ نظراً إلى تعقّد الوضع على الأرض، وأن التنسيق مستمر مع مختلف الدول الأطراف لوقف نزيف الدم وعدم توسع الأزمة أكثر مما هي عليه".
وأطلقت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، فجر السبت الماضي عملية "طوفان الأقصى" رداً على اعتداءات قوات الاحتلال والمستوطنين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى، في حين ردت إسرائيل بعملية "السيوف الحديدية" وتواصل شن غارات مكثفة على قطاع غزة المحاصر منذ 2006.
اقرأ ايضا: "فيتو" أمريكي جديد ضد قرار من مجلس الأمن يدعو لوقف إطلاق النار في غزة
الجدير بالذكر أن عملية "طوفان الأقصى" كبدت الاقتصاد الإسرائيلي خسائر شملت أسواق المال وقطاع الطاقة وتجارة التجزئة، بالإضافة إلى تأثيرات أخرى على القطاعين الجوي والبحري، في وقت يتوقع فيه محللون تأثيرات أخرى مع توسّع العمليات.