كشفت صحيفة "الأخبار" اللبنانية، أن فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي التابع لوزارة الداخلية اللبنانية، أوقف قبل أسابيع، أحد كوادر حركة "حماس"، وهو خليل أبو معزة، في منطقة دلّاعة في صيدا، على خلفية الاشتباه في تعامله مع الاحتلال الإسرائيلي.
اقرأ ايضا: "حماس": إسرائيل تتعمد ارتكاب المجازر بهدف إفشال اتفاق غزة
وقالت الصحيفة في تقرير نشرته أمس الجمعة: "جرت عملية توقيف أبو معزة بسرية مطلقة، وبقي قيد التحقيق من دون معرفة أحد من المعنيين، لاحقا، تواصل فرع المعلومات مع قيادة "حماس" في لبنان للسؤال عن تفاصيل تتعلق بالموقوف، بعدما تبيّن للمحقّقين أن تجنيد الاستخبارات الإسرائيلية له تمّ عبر عملية أمنية خاصة استغرقت بعض الوقت، وهدفت إلى إرساله إلى بيروت والانخراط في الحركة بلبنان".
وأشارت الصحيفة إلى أن "الموقوف من عائلة لجأت إلى مخيم جباليا شمال قطاع غزة، ويسكن مع عائلته في مشروع بيت لاهيا، وهو ابن لشخصية فلسطينية مرموقة في القطاع، وفي أوساط حركة حماس نفسها"، موضحة أن الوضع الاجتماعي الصعب للعائلة دفع حركة حماس إلى توظيفه في أحد قطاعاتها لمساعدته في تحسين هذا الوضع".
وتابعت: " تولّى أبو معزة في مرحلة معينة مهمة (مراسل بريد) في معسكر جباليا التابع لكتائب القسام، وقد قال في إفادته أمام المحقّقين إنه عمل في سلاح الهندسة التابع للكتائب شمال قطاع غزة، قبل أن ينخرط بصورة كاملة في الجناح العسكري لـ"حماس"، ويقيم شبكة علاقات داخل الحركة وخارجها".
ووفق الصحيفة اللبنانية، نجحت استخبارات الاحتلال منذ سنوات في تجنيده مقابل المال، وبدأت أوضاعه المادية بالتحسّن، وطُلب منه أن يبرّر ذلك، حيث زعم أنه يعمل مع جمعية خيرية في تركيا، ويتقاضى راتباً جيداً، وأن الجمعية التي تعمل واجهة لاستخبارات الاحتلال عرضت عليه السفر إلى تركيا للعمل هناك، وهو ما حدث بالفعل".
وأكملت الصحيفة اللبنانية: "بعد أشهر تواصل أبو معزة مع قيادات حماس الموجودة في تركيا، واستخدم علاقات والده للتقرّب من مسؤول في الحركة يقيم في إسطنبول، ونجح من خلاله بالعودة إلى جسم الحركة، وتسلّم عملاً يتعلق بالملفات التي تخصّ كتائب القسام في الخارج، بعدها، طلب منه مشغّلوه أن يسعى لدى الحركة لنقله إلى بيروت، والعمل مع فرع كتائب القسام في لبنان، إلا أن محاولاته باءت بالفشل، وعندها تدخّلت الاستخبارات الإسرائيلية لدى السلطات التركية، بناءً على اتفاق بين الطرفين بعدم سماح تركيا بنشاطات للجناح العسكري لـ"حماس" على أراضيها، وقدّمت ملفاً إلى سلطات أنقرة حول نشاط أبو معزة، فطلبت السلطات التركية من قيادة "حماس" إبعاده إلى غزة أو نقله إلى دولة ثالثة، وكان القرار بنقله إلى بيروت، وهو ما كانت استخبارات الاحتلال تسعى إليه منذ البداية".
وأضافت: "بعد وصوله إلى بيروت، عملت حركة "حماس" على توفير مقر إقامة له في المبنى نفسه الذي يقيم فيه المسؤول المالي للحركة، حيث باشر عمله ضمن الوحدات السرية في الحركة في لبنان".
وأكدت "الأخبار اللبنانية" مصادرة القوى الأمنية من شقته في صيدا عدداً من أجهزة الكمبيوتر، إذ تبيّن من التحقيقات أن أبو معزة تربطه علاقة مع مهندسين من "كتائب القسام" يعملون في مختبرات لتطوير أسلحة خاصة بالمقاومة الفلسطينية، من بينهم الشهيد حمزة شاهين، خبير المتفجرات الذي استشهد في انفجار غامض في مسجد في مخيم البرج الشمالي في 10 كانون الأول 2021، وتبيّن لاحقاً أن الانفجار تسبّبت به عملية تخريب قام بها عملاء للاحتلال.
كما أظهرت التحقيقات أن الموقوف انتقل للعمل مع قسم الضفة الغربية في الحركة، وكان على صلة بتنظيم مجموعات "حماس" المقاتلة في الضفة الغربية، وكان له دور في كشف عدد من خلايا المقاومة داخل فلسطين، ويجري التدقيق في علاقته بنجاح الاحتلال في إحباط عمليات أمنية قبل تنفيذها داخل الضفة.
وأوضحت الصحيفة، أنه بعد اطّلاع حركة "حماس" على موجز أمني حول وضعه بعد التوقيف، وإبلاغ عائلته باعتقاله في لبنان بتهمة التخابر مع الاحتلال، باشرت الحركة تحقيقات في القطاع شملت كل الأماكن والأشخاص الذين عمل معهم أو بقي على تواصل معهم بعد مغادرته إلى تركيا، كما تُجري مراجعة الملفات التي عمل عليها، وسط حالة التكتم الشديدة داخل القطاع على نتائج التحقيقات.
اقرأ ايضا: بعد إعلان اتفاق غزة.. "حماس": إسرائيل استهدفت مكان احتجاز رهينة