تبادلت كل من إيران والسعودية، اليوم الثلاثاء، وصول السفراء في إطار اتفاق رعته الصين في مارس/آذار الماضي، وشكل تحولاً في علاقات البلدين بعد قطيعة ألقت بظلالها على المشهد في الشرق الأوسط.
ووصل السفير الإيراني المعيَّن لدى السعودية، علي رضا عنايتي، إلى الرياض لتسلم مهامه الدبلوماسية، وفي وقت لاحق وصل السفير السعودي المعين لدى إيران، عبد الله بن سعود العنزي، مساء اليوم، إلى طهران لبدء عمله.
ولدى وصوله إلى العاصمة طهران، قال السفير العنزي: "إن توجيهات القيادة الرشيدة تؤكد أهمية تعزيز العلاقات وتكثيف التواصل واللقاءات بين المملكة وإيران، ونقلها نحو آفاق أرحب كونهما جارين ويمتلكان الكثير من المقومات الاقتصادية والموارد الطبيعية والمزايا التي تساهم في تعزيز أوجه التنمية والرفاهية والاستقرار والأمن في المنطقة وبما يعود بالنفع المشترك على البلدين والشعبين الشقيقين".
وأضاف العنزي - وفقًا لوكالة الأنباء السعودية الرسمية "واس" - أن "رؤية المملكة 2030" التي أطلقها الأمير محمد بن سلمان تمثل "خارطة طريق تعكس جميع أوجه التعاون التي يمكن البناء عليها لتعزيز التعاون بين البلدين، وفق منظور استراتيجي يرسخ مبادىء حسن الجوار والتفاهم".
وعلى الجانب الآخر، كان في استقبال عنايتي، مسؤولون في الخارجية السعودية وعاملون في السفارة الإيرانية التي أعيد فتحها في الرياض، في 6 يونيو/حزيران الماضي.
وقبيل توجهه إلى السعودية، التقى عنايتي الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان.
وقال الرئيس الإيراني - خلال اللقاء، أمس الاثنين - إن إيران والسعودية "بلدان مؤثران في المنطقة والعالم الإسلامي"، داعيًا إلى تعزيز العلاقات والتعاون بينهما.
وأضاف رئيسي - عشية توجه السفير إلى الرياض - أن سياسة إيران "تعزيز وتطوير العلاقات مع الجيران"، مؤكدًا أن "التعاون بين إيران والسعودية وزيادة التعاون بين دول المنطقة سيؤديان إلى رفع مكانة هذه الدول في المعادلات الإقليمية والدولية، وسيحدان من التدخلات الأجنبية"، وفقًا لما نقله موقع الرئاسة الإيرانية.
بدوره، قال عنايتي - في تصريح لوكالة "إرنا" المحلية، أول أمس الأحد - إن العلاقات بين البلدين "تطورت شكليًا بنحو إيجابي".
ولفت الدبلوماسي الإيراني إلى أن "المنطقة بحاجة إلى تعاون جماعي، وقد بدأنا نهجًا وفق إيماننا ورؤيتنا بأن توسيع وتعميق الأواصر بين إيران والسعودية وعلى صعيد العالم الإسلامي، سيترك آثارًا إيجابية بامتياز".
عنايتي (61 عامًا)، دبلوماسي مخضرم، وإلى جانب تقلّده مناصب مختلفة في الخارجية الإيرانية على مدى عقود، مثّل بلاده سفيرًا في الكويت، وكان قائمًا بأعمال السفارة الإيرانية في جدة.
ومنذ فترة تردد في أوساط إعلامية وسياسية أن عنايتي من أبرز المرشحين لتولي منصب السفير الإيراني في السعودية، في خطوة تدل بحسب مراقبين على الأهمية التي تعطيها طهران للعلاقات مع السعودية.
وتوصلت طهران والرياض، بمبادرة من الرئيس الصيني شي جين بينغ، إلى اتفاق، في 10 مارس/آذار الماضي، على استئناف العلاقات الدبلوماسية الثنائية، وإنهاء سبع سنوات من القطيعة.
وتبادل الطرفان، خلال الشهور الأخيرة، زيارات على مستوى وزراء الخارجية في إطار خطوات استعادة العلاقات، والسير قدمًا في اتفاق بكين.