أفادت وسائل الإعلام الأمريكية، باعتزام الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، تسليم نفسه يوم الخميس إلى السلطات في سجن مقاطعة "فولتون" في أتلانتا بولاية جورجيا.
ووفقًا لتقرير لشبكة "سي إن إن"، نقلاً عن مصدرين مطلعين ، سيسلم ترامب نفسه إلى السلطات كجزء من التهم الموجهة إليه من قبل المدعي العام في المقاطعة والتي تتعلق بالمحاولات التي قام بها لقلب نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2020.
اقرأ ايضا: "أصدقاء لإسرائيل ولا يعترفون بفلسطين".. هذا ما نعرفه عن فريق ترامب للشرق الأوسط
وبحسب التقرير، فقد تم التفاوض على تاريخ تسليم ترامب نفسه مع مكتب المدعي العام بشأن الضمانات المالية وشروط الإفراج.
وفي مطلع الأسبوع الجاري، قضت المحكمة بكفالة قدرها 200 ألف دولار لترامب ومنعته من التحدث مع المتورطين معه في القضية والشهود حول القضية.
يُذكر أن الادعاء العام في ولاية جورجيا أمهل جميع المتهمين في قضية التدخل بالانتخابات، بمن فيهم ترامب حتى 25 آب/ أغسطس الجاري لتسليم أنفسهم، بعد توجيه هيئة المحلفين في الولاية لائحة اتهام بحقهم.
ودفع ترامب مطلع الشهر الجاري، ببراءته من جميع التهم الأربع التي وجهت له من قبل قاضٍ فيدرالي في واشنطن، وذلك في إطار محاكمته في أحداث اقتحام الكابيتول في 6 كانون الثاني/يناير 2021 والتأثير على نتائج الانتخابات الرئاسية.
وقال ترامب إنه "غير مذنب" في تهمة التحريض على اقتحام الكابيتول ومحاولة تغيير الانتخابات الرئيسية عام 2020 والتآمر على الدولة وعرقلة إجراءات حكومية.
ومع تزايد الضغوط القانونية والتحقيقات التي تلاحقه، يواجه ترامب تهمًا تتعلق بمحاولاته لتغيير نتائج الانتخابات وأحداث الانقلاب في الكابيتول يوم 6 يناير/كانون الثاني 2021.
وقبل توجيه التهم رسميًا للمتهمين أو في حال عدم تمكنهم من دفع الكفالة المطلوبة للإفراج المشروط عنهم، يبقون في سجن "فولتون" سيئ السمعة، لأكثر من تسعين يومًا، بحسب الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية.
لكن بالنسبة لترامب سيقضي به بضع ساعات فقط، إذ وافق القاضي على خروجه بكفالة قدرها 200 ألف دولار أمريكي، إلا أنه يظل موضع إثارة للجدل.
والمعروف عن سجن "فولتون" أنه غير آمن ويفتقر لشروط النظافة وموبوء بالحشرات، عدا عن كونه مشمولًا بتحقيق من جانب وزارة العدل بسبب تقارير عن ظروف الحجز المزرية فيه.
(جولياني يتنصل من ترامب)
وفي السياق ذاته، نفى اليوم المدعي العام الفيدرالي الأمريكي السابق، رودي جولياني، أن يكون قد ساعد الرئيس السابق دونالد ترامب في قضية التدخّل لتغيير نتيجة الانتخابات الرئاسية في ولاية جورجيا عام 2020، بينما يستعد لتسليم نفسه للسلطات في عاصمة الولاية أتلانتا حيث سيحاكم مع الرئيس السابق ومتّهمين آخرين في هذه القضية.
وأمام ترامب وجولياني و17 متهمًا آخرين في هذه القضية حتى ظهر بعد غد الجمعة (16,00 ت غ) لتسليم أنفسهم للسلطات في جورجيا.
وتعني إجراءات التوقيف الكلاسيكية أن تؤخذ بصمات المتّهم وتُلتقط له صور جنائية قبل إطلاق سراحه بكفالة.
وقال جولياني - للصحفيين من مقر إقامته في نيويورك - : "أستطيع أن أتحمّل ذلك. لقد خضت معارك أسوأ بكثير من هذه".
وأضاف المدعي العام الفيدرالي السابق أن "توجيه الاتهام لجميع محامييه ليس صدفة. لم نسمع عن ذلك من قبل في أمريكا".
وبحسب جولياني فقد "تم تسييس نظام العدالة وتم تجريمه من أجل السياسة".
وسخر جولياني من فكرة أن السلطات في سجن مقاطعة فولتون يمكنها أن تلتقط صورة جنائية له كما تفعل مع سائر المتهمين، مذكرًا بتاريخه كمدّع عام في نيويورك حارب المافيا.
وأضاف المحامي السابق لترامب: "سيتمّ تصويري. أليس هذا لطيفًا؟ (..) صورة جنائية للرجل الذي ربما وضع في السجن أسوأ مجرمي القرن العشرين".
وكان جولياني رئيسًا لبلدية نيويورك من 1994 حتى 2001، وقام بقيادة المدينة بعد صدمة هجمات 11 أيلول، وفي السنوات الأخيرة كان مستشارًا قانونيًا لترامب.
