انظروا هناك إلى ما يجري في الميدان: الملحمة الفلسطينية في مواجهة ألف جبهة صهيونية وأكثر

مشاركة
* نواف الزرو 05:33 م، 04 اغسطس 2023

نتابع على مدار الساعة تطورات كبيرة ودراماتيكية على امتداد المشهد الفلسطيني، وربما تكون اخطرها تلك الاقتحامات والاجتياحات والاغتيالات والاعتقالات الجارية بلا توقف وخاصة في جنين ونابلس وطولكرم دون التقليل من اهمية ما يجري على الجبهات الاخرى، ولذلك ربما يكون السؤال الاشد الحاحا على الاجندات في هذه المرحلة هو:

 ما الذي ينتظر الفلسطينيين في الافق المنظور في ظل هذه المواجهة الكبيرة الشاملة على ألف جبهة واكثر….؟!

اقرأ ايضا: رسالة إلى الشعب الإسرائيلي وداعميه

في الرد على ذلك نؤكد بداية:  الاحتلال يبقى هو الاحتلال بغض النظر عن تصنيف حكوماته ووزرائه مثل حكومة نتنياهو الحالية السادسة بمشاركة “زعران الشوارع  من الصهيونية الدينية مثل سموترتش وبن غفير”، والاحتلال الصهيوني يبقى هو الاشد عنصرية وارهابا وهو الذي يفتح كافة جبهات القمع والقتل والتهديم ضد الفلسطينيين، ولا شك أن الجميع يتابعون المعارك اليومية المحتدمة في مختلف الأماكن الفلسطينية، لمواجهة الحرب الصهيونية الشاملة التي يشنها الاحتلال ضد الفلسطينيين، ففي إطار المشهد الصراعي الشامل ما بينها وبين الفلسطينيين الصامدين المقاومين على امتداد مساحة فلسطين التاريخية وخارجها، تفتح المؤسسة الصهيونية كل الجبهات الممكنة ضد الفلسطينيين بهدف محاصرتهم ووإخضاعهم وفرض الاستسلام عليهم وإنهاء قضيتهم، من الجبهة العسكرية – الاستخباراتية وسياسات التطهير العرقي، إلى الجبهة السياسية، فالإعلامية فالتراثية، فالاقتصادية، فالقانونية والأخلاقية، وكذلك الجبهة الدولية –الأممية-، فوفق المعطيات يشن الاحتلال حرباً واسعة ضد عدّة مؤسسات دولية – أممية – تدّعي أنها “منحازة بالكامل لصالح الفلسطينيين”، وأبرزها: منظمة اليونسكو، التي تعتبرها القيادة الإسرائيلية الأخطر على إسرائيل، نظراً لقراراتها التي تنسف الرواية الصهيونية المتعلقة  ب”أرض إسرائيل” والأساطير الصهيونية التوراتية، كما تشن إسرائيل حرباً أيضاً ضد منظمة “الأونروا” التي ترمز إلى وجود اللاجئين الفلسطينيين وقضية حق العودة، بهدف تصفيتها،  بينما تستهدف من جهة ثالثة المفوضية السامية لحقوق الإنسان، بسبب نشر لائحة بأسماء الشركات التي تعمل في المستوطنات الصهيونية كما جاء في الإعلام العبري، في حين تستهدف من جهة رابعة الهيئات والمنظات غير الحكومية التي تساند القضية الفلسطينية، كما أن جبهة الحملة الدولية لمقاطعة إسرائيل (BDS)، أخذت تحتل في السنوات الأخيرة حيّزاً كبيراً متزايداً في الهواجس والمدارك الإسرائيلية من جهة، وفي الاستراتيجية الحربية الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني من جهة ثانية.

ولكن قبل وبعد كل ذلك، تبقى الجبهات التي يفتحها الاحتلال هناك على الأرض هي الأخطر، وفي هذا السياق استشهد هنا بخبر هام جداً، وملفت جداً للانتباه، والتفاصيل كثيرة كثيرة ويومية، بل هي ملموسة على الأرض الفلسطينية المحتلة على مدار الساعة، والخبر الذي جاء على لسان عميرة هاس مراسلة صحيفة هآرتس العبرية للشؤون العربية والكاتبة المناهضة لسياسات الاحتلال ضد الفلسطينيين ويجب أن نتوقف عنده ونلفت الانتباه اليه يقول: “إن إسرائيل تشن حرباً ضد الفلسطينيين على ألف جبهة”، وتوضح: “في ألف جبهة وأكثر، تحارب إسرائيل ضد الفلسطينيين: رجال شرطة وجنود مسلحون وموظفون ومراقبون ومهندسون معماريون ومنظمات يمينية غير حكومية… كل هؤلاء جنود لإسرائيل وهم أكثر من أن يعدوا، والنيابة العامة ورجال القانون والقضاة هم رأس الحربة والرائد في كل حملة”، ونحن نضيف إلى كل هؤلاء جيوش المُستعمِرين المستوطنين الإرهابيين الذين يشنون موجات متلاحقة من الاعتداءات الإرهابية على الفلسطينيين وتحت حماية جيش الاحتلال، فهم يصولون ويجولون في أنحاء القدس والضفة ويعيثون فسادًا وتخريبًا وقتلًا وتشريدًا…!

وتشير الكاتبة هاس إلى تفاصيل كثيرة جداً تتعلق بسياسات المداهمات والاعتقالات والمحاكمات والمطاردات والاغتيالات، ولكنها تركز على أخطر جبهتين في سياق الحرب الصهيونية الشاملة على الشعب الفلسطيني، وهما الجبهة الجغرافية، حيث تشن سلطات الاحتلال – بجيشها ومستعمريها – موجات متلاحقة من الهجمات المتصلة على الأرض للاستيلاء عليها وتهويدها، في الوقت الذي تفتح فيه الجبهة الديموغرافية -السكانية- لتضييق الخناق على الفلسطينيين وتحويل حياتهم إلى جحيم لا يطاق عبر مئات بل وآلاف الأوامر والتعليمات الإدارية والعسكرية.

يستحق هذا الخبر – الحقيقة النشر والتعميم على كل المستويات الأممية بشكل عام، والعربية بشكل خاص، من أجل المعرفة والوعي، وربما لهز ضمائر البعض أيضاً…!

ولا بد من لفت الانتباه هنا بقوة بان الشعب الفلسطيني يسطر في هذا السياق ملحمة فلسطينية كفاحية كبيرة في مواجهة هذه الجبهات الصهييونية الألف وأكثر….!

* كاتب فلسطيني

اقرأ ايضا: هل تتحول القمم العربية والإسلامية إلى سرادقات للعزاء؟

** جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "حياة واشنطن"