قال رئيس الحكومة اللبنانية، نجيب ميقاتي، إن توقيت الاشتباكات الفلسطينية في مخيم عين الحلوة، في الظرف الإقليمي والدولي الراهن "مشبوه".
وأضاف ميقاتي - في تصريحات اليوم الأحد، تعقيبًا على الاشتباكات في مخيم عين الحلوة - أن التوقيت "يندرج في سياق المحاولات المتكررة لاستخدام الساحة اللبنانية لتصفية الحسابات الخارجية على حساب لبنان واللبنانيين".
اقرأ ايضا: نتنياهو: نستعد لحرب واسعة في لبنان حال انتهك "حزب الله" الاتفاق
وتابع: "كما أن تزامن هذه الاشتباكات مع الجهود التي تبذلها مصر لوقف الخلافات الفلسطينية - الفلسطينية، هو في سياق الرسائل التي تستخدم الساحة اللبنانية منطلقًا لها".
وأكد أن هذه الاشتباكات مرفوضة لعدة أسباب، أولها أنها تكرّس المخيم بؤرة خارجة عن سيطرة الدولة وهذا أمر مرفوض بالمطلق ويتطلب قرارًا صارمًا من القيادات الفلسطينية باحترام السيادة اللبنانية والقوانين ذات الصلة وأصول الضيافة.
وأردف ميقاتي: "هذه الاشتباكات تشكل أيضًا ضربة في صميم القضية الفلسطينية التي سقط من أجلها آلاف الشهداء وقدم لأجلها الشعب الفلسطيني التضحيات الجسام في الوطن والشتات".
طالب القيادات الفلسطينية بالتعاون مع الجيش اللبناني؛ لضبط الوضع الأمني وتسليم العابثين بالأمن إلى السلطات اللبنانية.
وقال ميقاتي: "الحكومة جاهدة لتحسين ظروف عيش اللاجئين الفلسطيينين في لبنان عبر إقرار الاستراتيجية الوطنية للاجئين الفلسطينين، إلا أنه على كافة الجهات الفلسطينية المعنية أن تنهي ظاهرة الاشتباكات المتكررة".
يذكر أن تراجعت حدة الاشتباكات في مخيم عين الحلوة بالتزامن مع اجتماع لقادة الفصائل الفلسطينية مع قادة أحزاب لبنانية في صيدا.
وأدت الاشتباكات التي اندلعت، الليلة الماضية، إلى مقتل ستة فلسطينيين بينهم قائد عسكري في حركة "فتح".
وقتل القائد العسكري في "فتح" مع أربعة من مرافقيه في كمين الأحد، وفق ما أفاد القيادي في الحركة منير مقدح لوكالة فرانس برس، وذلك بعد معارك ليلية داخل المخيم بين عناصر من فتح وآخرين من مجموعات إسلامية.
ونعت حركة "فتح" - في بيان - "القائد اللواء أبو أشرف العرموشي ورفاقه الشهداء مهند قاسم وطارق خلف وموسى فندي وبلال عبيد الذين اغتالتهم أيادي الغدر والإجرام والإرهاب بعملية آثمة جبانة".
وكان مصدر فلسطيني في المخيم طلب عدم الكشف عن اسمه لأسباب أمنيّة أشار إلى اشتباكات بين عناصر من حركة فتح وجماعة الشباب المسلم في المخيم الواقع قرب مدينة صيدا الساحلية، تسببت بمقتل عنصر في الجماعة وجرح ستة أشخاص، وبين الجرحى قيادي إسلامي.
وأعلن الجيش اللبناني إصابة أحد عناصره في سقوط قذيفة هاون مصدرها الاشتباكات في المخيم "داخل أحد المراكز العسكرية ما أدى إلى إصابة أحد العسكريين بشظايا، وحالته الصحية مستقرة"، واستؤنفت الاشتباكات، اليوم الأحد، بعد تراجعها لساعات.
وبموجب اتفاق ضمني يعود إلى سنوات طويلة، لا يدخل الجيش اللبناني المخيّمات الفلسطينية، تاركًا مهمة حفظ الأمن فيها للفلسطينيين أنفسهم.
اقرأ ايضا: الصين: مجلس الأمن فشل تجاه القضية الفلسطينية..وعلى إسرائيل التخلي عن القوة
ويعد مخيم عين الحلوة أكبر المخيمات الفلسطينية في لبنان.