تشارك قناة السويس المصرية في "معرض موناكو لليخوت"، المقام في ميناء هرقل بالإمارة الواقعة في جنوب فرنسا، للترويج لمشروع "مارينا الإسماعيلية العالمي لليخوت"، والذي يتوقع افتتاحه في الخريف القادم.
ويتسع المارينا الجديد بالإسماعيلية، المُطلة على قناة السويس، لأكثر من 100 يخت كبير، ويقع عند نادي الشراع على بحيرة التمساح، ويبلغ عمق الغاطس سبعة أمتار، وهو يتيح رسو اليخوت الكبيرة التي يفوق طولها 40 مترا.
ويبلغ حجم الاستثمارات في المشروع 600 مليون جنيه (نحو 20 مليون دولار أميركي).
وتعتزم قناة السويس تطوير مرفأين آخرين، أحدهما عند المدخل الشمالي للقناة في بورسعيد، والآخر في مدينة بورتوفيق عند المدخل الجنوبي للقناة الواقع شمال خليج السويس.
وقال القبطان محمد محسن، رئيس وحدة اليخوت بهيئة قناة السويس، إن المشروع يهدف للاستفادة من المشروعات السياحية الكبرى التي تنشئها المملكة العربية السعودية على ساحل البحر الأحمر، والتي سينتج عنها ارتفاع كبير في حركة اليخوت بين البحرين المتوسط والأحمر.
وحسب محسن، تهدف القناة لاستغلال موقعها الذي يربط بين البحرين لتحويل المنطقة إلى مركز عالمي لليخوت، وتزويدها بالوقود وكل احتياجاتها أثناء رسوها وعبورها القناة.
وأضاف أن القناة ستقدم عدة محفزات لليخوت التي ستمضي عدة أيام في منطقة القنال لإتمام العمليات اللوجستية اللازمة لاستكمال رحلتها، وتابع: "نهدف للاستفادة من عائد التجهيزات اللوجستية والتي تتفوق عائداتها على رسوم المرور التي تبلغ بعض مئات الدولارات لليخوت الصغيرة".
وأطلقت هيئة قناة السويس مجموعة من الخدمات الرقمية المخصصة لسياحة اليخوت، مثل خدمة الحجز الإلكتروني من خلال موقع القناة وخدمة الحاسبة الإلكترونية لتحديد الرسوم التقديرية لعبور القناة.
كما غيرت القناة طريقة محاسبة مرور اليخوت إلى نظام أكثر مرونة من النظام الفرنسي الذي بدأ التعامل به وقت الإدارة الفرنسية للقناة قبل عام 1956.
وأوضح محسن أن النظام الجديد للمحاسبة في مصلحة ملاك اليخوت كما أنه يستغرق وقتاً أقل في تنفيذه ويجعل تجربة المرور عبر القناة أكثر مرونة.
وكان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، التقى بيتر ليرسين، الرئيس التنفيذي ومالك مجموعة "ليرسين" لبناء اليخوت الفارهة، في أغسطس من العام 2020 في القاهرة، كما التقيا مرة أخرى في برلين قبل نحو عام، واستهدف الاجتماعان بالأساس نقل خبرة "ليرسين" في مجال صناعة اليخوت إلى مصر.
وارتفع الطلب على شراء اليخوت في العالم مع جائحة "كوفيد-19"، إذ قرر كثيرون من أصحاب الثروات التسريع في قرار امتلاك يخت بسبب انتشار الجائحة وسياسة الإغلاق التي تبنتها العديد من الدول، فهناك 1200 يخت في مرحلة التصنيع في أحواض بناء منتشرة في أماكن عديدة من العالم من المقرر تسليمها في غضون بضعة أعوام.
ومن المنتظر أن يتيح قرار تسهيل عبور اليخوت وبناء مراسٍ على قناة السويس انتقال اليخوت من منطقة الخليج العربي إلى سواحل الريفيرا وغرب المتوسط لقضاء عطلات الصيف.
ومعرض موناكو الدولي لليخوت هو أهم تظاهرة تجمع أحدث اليخوت، ويعتبر ملتقى لكبرى شركات بناء اليخوت الفارهة مثل "ليرسين" الألمانية و"بينيتي" و "سان لورنزو" الإيطاليتين و"هيسن" الهولندية، فضلاً عن كون المعرض تجمعاً فريداً لبعض أكثر الشخصيات ثراءً في العالم.
وعبر قناة السويس نحو 500 يخت العام الماضي، وتتوقع هيئة القناة أن ينمو هذا الرقم بنسبة 65 في المئة العام القادم.
وبلغت إيرادات قناة السويس نحو 9.4 مليار دولار في السنة المالية الحالية 2022-2023، بنموّ سنوي يتجاوز 35 في المئة، وعبرت قناة السويس 25 ألفاً و887 سفينة في الاتجاهين منذ بداية العام الحالي.
المصدر: سي إن إن
