بحجة وجود قبر "أليشاع".. كنيسة "مار إلياس" بحيفا مطمع الإسرائيليين المتطرفين

مشاركة
كنيسة مار إلياس كنيسة مار إلياس
حياة واشنطن-تقرير 01:38 م، 23 يوليو 2023

حاول عشرات الإسرائيليين المتطرفين، اليوم الأحد، اقتحام كنيسة مار إلياس في حيفا، في ظل اعتداءات متكررة منذ شهرين بمزاعم وجود قبر يهودي "يشعيهوا هنبڤي" داخل الكنيسة.

ووصلت حافلة مليئة بالمستوطنين المتطرفين حاولوا دخول الكنيسة اليوم، فيما هرع المئات من أهالي حيفا المسيحيين للدفاع عن الكنيسة. 

وفجر أمس السبت، وصلت حافلة محملة بعشرين شخصًا حاولوا الدخول إلى الكنيسة، لكن الكنيسة كانت مغلقة. 

وقال وديع أبو نصار، مستشار لعدد من الكنائس في الأرض المقدسة - في تصريحات اليوم - : "حتى الآن، جرت تسعة اقتحامات استفزازية، بدأت باستفزازات من شخصين إلى ثلاثة، ومن ثم تزايدت. وقبل يومين، كان هناك حافلة تقل 20 شخصًا، واليوم وصلت حافلة كبيرة تقل 50 شخصًا، شر البلية ما يضحك. قلنا منذ البداية، لو كان هناك ردع، ما تكررت الأحداث. مشكلتنا ليست مع هؤلاء، بل مع الدولة التي لم تردعهم".

وأضاف: "هناك من يضللهم بحجة وجود قبر أليشاع. وقد قلنا مرارًا وتكرارًا لا يوجد قبر. بالنسبة لنا كمسيحيين، أليشاع النبي مهم جدًا، لو وجدنا قبره، لكنا أكرمناه".

وتابع "المقبورون هم كهنة ورهبان فقط لا غير. وفي كل الأحوال، مشكلتنا الرئيسية مع الدولة، يا ريت وقفت عند دير ماء إلياس في حيفا، نحن نتحدث عن عشرات الاعتداءات في القدس بالأساس، وحيفا". 

وقال: "وُضعت كاميرات على الدير ومحيطه، بعض من الشرطة ادعوا أن المنطقة مفتوحة قانونيًا، في نوع من الغموض حول كيفية معالجة المقتحمين. وبالتالي اتُّخذ قرار من الرهبان بوضع بوابات. أي شخص يقتحم البوابات دون موافقة من الدير يسمى عابرًا للحدود، وهذه جناية، تستلزم العقاب"، مضيفًا: "نحن لا نشعر بأن هناك جدية كافية من قبل أجهزة الدولة للردع".

من جهته، قال أليف سبيت من حيفا الذي حضر إلى الكنيسة: "يجب أن تكون قراءة صحيحة للوضع، الأمر بدأ آخر شهرين، وهذا بعد انتخاب حكومة يمينية يحكمها اليمين المتطرف. الجماعة الذين يعتدون على الكنيسة يستسقون قوتهم من اليمين المتطرف"، مشددًا على أن السكوت على أفعال المتطرفين اليهود سيقود إلى مزيد من التطاول. 

فيما قالت جيهان من حيفا: "نحن المسيحيون في حيفا وصل المئات منا خلال ربع ساعة إلى الكنيسة، ورسالتنا هي أننا سنبقى موجودين حتى تحل المشكلة، ونطلب من كل المسيحيين الوجود هنا، لأنها (الكنيسة) بيتنا ويجب الحفاظ عليها".

في غضون ذلك، أدان ناشطون مسيحيون على منصات التواصل الاجتماعي، اعتداء مستوطنين متطرفين على كنيسة ودير "مار إلياس" في مدينة حيفا شمال فلسطين المحتلة عام 1948، محذرين من خطورة ازدياد الانتهاكات الإسرائيلية بحق الكنائس والممتلكات المسيحية مؤخرًا.

وقبل أيام اقتحم مستوطنون كنيسة ودير "مار إلياس" بمدينة حيفا، وأدوا طقوسًا يهودية داخلها، ما يعد انتهاكا إسرائيليا جديدا بحق المقدسات المسيحية في فلسطين المحتلة، وفق النشطاء.

وقال الناشط من مدينة حيفا، حليم حداد (68 عامًل) لموقع "الجرمق" المتخصص بأخبار فلسطينيي الداخل: "هؤلاء الجماعة (المستوطنون) لديهم وقاحة بمستوى عالٍ، ويحاولون استغلال شعار الطائفة اللاتينية المكوّن من صليب و 3 نجوم سداسية حوله لخلق نقاش وإضفاء شرعية على تواجدهم في الدير".

وأشار إلى أن شعار الطائفة اللاتينية موجود على مدخل الكنيسة، وهؤلاء المستوطنون يحاولون استغلال هذه النقطة (وجود نجمة داود السداسية) لشرعنة وجودهم في المكان، ولكن جميع تصرفاتهم تنبع من رغبة بالاستفزاز".

وتابع حداد: "المستوطنون استولوا على (مغارة الخضر) القريبة من دير (مار إلياس) التي تبعد 5 أمتار هوائيًا عن الدير، وهي مقام إسلامي وكنا كعائلة مسيحية نذهب إليها للاستجمام كونها قريبة من البحر، وكانت مزارًا للعديد من العائلات، حتى أن اليهود كانوا يزورون المكان، ثم استولوا عليه كاملًا".

وكثفت السلطات الإسرائيلية والمستوطنون من اعتداءاتهم على الكنائس والممتلكات المسيحية بالسنوات الأخيرة في سياسة يهدف الاحتلال من خلالها إلى تهجير المسيحيين، وتقليص أعدادهم، وسرقة أملاكهم، لطمس الهوية المسيحية، كما يرى النشطاء.

من ناحيته، قال ودير أبو نصار، مستشار رؤساء الكنائس الكاثوليكية في الأرض المقدسة: "ما حدث في كنيسة مار إلياس بتأدية صلوات وطقوس غريبة على مدخل الكنيسة استفزاز".

وأضاف: "وصلتنا معلومات حول أحد الحاخامات الذي أعطى أنصاره معلومات حول أن الكنيسة تضم قبرًا لأحد الأولياء اليهود، ونحن بدورنا أوضحنا لكل الجهات بأن هذا الأمر غير صحيح".

وأضاف أبو نصار: "الاستفزاز وقع عندما كان الدير خاليًا من السكان المحليين الفلسطينيين ولولا أنه كان خاليًا لتوترت الأجواء ووقعت أحداث لا تُحمد عقباها".

وأردف: "حاولنا التواصل مع الشرطة وأخبرونا أن الأمر مبهم من الناحية القانونية لأن هؤلاء المتدينين اليهود أدوا الطقوس عند مدخل الكنيسة وليس داخلها، ونحن بدورنا تواصلنا مع جهات سياسية وإعلامية وسنقوم بزيارات تضامنية للدير".

وقدم نائبان في الكنيست الإسرائيلي في مارس الماضي، مشروع قانون من شأنه حظر كافة جهود نشر الديانة المسيحية في الأرض المقدسة، التي وُلد فيها النبي عيسى عليه السلام، لكن لم تتم المصادقة عليه حتى اليوم.