ذكرت "المنظمة العالمية للأرصاد الجوية"، أن العالم يشهد للتو الأسبوع الأكثر سخونة على الإطلاق، وذلك في أعقاب الارتفاع غير المسبوق لدرجات الحرارة لسطح البحر، مع تسجيل انخفاض لمدى الجليد البحري في القطب الجنوبي.
وحذرت المنظمة، في تقرير، اليوم الاثنين، من أن درجات الحرارة التي تحطم الرقم القياسي على اليابسة وفي المحيط لها آثار مدمرة محتملة على النظم البيئية والبيئة ، متوقعة أن يؤدي حدث "ظاهرة النينيو" (ظاهرة مناخية عالمية)، التي هي الآن في المراحل الأولى من تطورها، إلى زيادة الحرارة بشكل أكبر على اليابسة وفي المحيطات، ما يؤدي إلى درجات حرارة أكثر تطرفا وموجات حرارة بحرية.
وتعرف ظاهرة النينيو بأنها ارتفاع درجة حرارة سطح البحر، وتحدث كل سنتين إلى 7 سنوات، وتحدث عندما ترتفع درجات حرارة البحر في شرق المحيط الهادئ الاستوائي بمقدار 0.5 درجة مئوية فوق المتوسط طويل المدى، وتصل تأثيرات ظاهرة "النينيو" إلى ذروتها خلال شهر ديسمبر، لكن التأثير يستغرق وقتًا في العادة للانتشار في جميع أنحاء العالم.
من جانبه، قال رئيس مراقبة المناخ فى "المنظمة العالمية للأرصاد الجوية" الدكتور عمر البدور، إنه من السابق لأوانه تقييم نتائج درجات الحرارة العالمية القصوى اليومية على الأرض، بناء على الملاحظات الفعلية التي تحتاج إلى عملية مراقبة جودة صارمة.
وأضاف أن السجلات المؤقتة توفر دليلا آخر على نمط تحولات المناخ العالمي بسبب تغير المناخ و "ظاهرة النينيو" المتطورة.
وأكدت المنظمة أن درجات حرارة سطح البحر العالمية سجلت أعلى مستوياتها خلال شهري مايو ويونيو، وحذرت من أن هذا سيؤثر على توزيع مصايد الأسماك ودورة المحيطات بشكل عام مع تأثيرات غير مباشرة على المناخ.
ولفتت إلى أن الأمر لا يقتصر على درجة حرارة السطح فحسب بل إن المحيط بأكمله يزداد دفئا ويمتص الطاقة التي ستبقى هناك لمئات السنين، ما يدق ناقوس الخطر بصوت عال، بشكل خاص بسبب درجات حرارة سطح البحر غير المسبوقة في شمال المحيط الأطلسي.
وقالت إنه تم تسجيل درجات حرارة قياسية لشهر يونيو في شمال غرب أوروبا، كما كانت أجزاء من كندا والولايات المتحدة والمكسيك وآسيا وشرق أستراليا أكثر دفئا من المعتاد، منوهة بأن الطقس كان أكثر برودة من المعتاد فوق غرب أستراليا وغرب الولايات المتحدة وغرب روسيا.
وأضافت أن الجليد البحري في "القارة القطبية الجنوبية" وصل إلى أدنى مستوى له في يونيو الماضي، منذ أن بدأت عمليات المراقبة عبر الأقمار الصناعية، وذلك بنسبة 17% أقل من المتوسط، محطما بذلك الرقم القياسي السابق بهامش كبير.
وقالت إنه وطوال الشهر ظل الامتداد اليومي للجليد البحري في القطب الجنوبي عند قيم منخفضة غير مسبوقة، في ذلك الوقت من العام.
وأضافت أن شهر يونيو 2023 كان أكثر جفافا من المتوسط في معظم أنحاء أمريكا الشمالية، وهي الظروف التي شجعت استمرار حرائق الغابات الشديدة، كما كان أيضا أكثر جفافاً في روسيا والقرن الأفريقي ومعظم جنوب إفريقيا وأمريكا الجنوبية ومناطق أستراليا.
وأوضحت أن ظروفا أكثر جفافا من المتوسط نشأت على نطاق واسع من الغرب إلى الشرق عبر وسط وشرق أوروبا والدول الإسكندنافية، وكذلك على الساحل الغربي للبحر الأسود.