"أعاد الأرض إلى تاريخها".. 51 عامًا على اغتيال الأديب الفلسطيني غسان كنفاني

مشاركة
الأديب الفلسطيني الشهيد غسان كنفاني الأديب الفلسطيني الشهيد غسان كنفاني
وكالات- حياة واشنطن 03:57 ص، 08 يوليو 2023

يوافق اليوم السبت 8 تمّوز/يوليو 2023، الذكرى الـ51 لاستشهاد الأديب والروائي الفلسطيني غسّان كنفاني، الذي اغتاله الموساد الإسرائيلي، بتفجير سيارته أمام منزله في بيروت عام 1972، مع ابنة أخته لميس نجم، وقد كان حينها عضوًا في المكتب السياسي للجبهة الشعبية، وواحدًا من أبرز أدباء فلسطين والعرب في القرن الماضي.

ونجح كنفاني في أن يمزج الحلم الفلسطيني بواقع النضال، واستطاع أن يحدد هويته بوضوح، وساهم الأديب الناقد المناضل، بشكل لافت في تطوير النظرة إلى دور الأدب وتعامله مع الواقع تأثرًا وتأثيرًا.

اقرأ ايضا: استشهاد 19 فلسطينيا بينهم أطفال في قصف عنيف على قطاع غزة

تفاصيل اغتياله..

واستشهد الأديب الفلسطيني غسّان كنفاني في الثامن من تموز/يوليو عام 1972، في العاصمة اللبنانيّة بيروت، مقر إقامته، حيث وضع عُملاء تابعون لجهاز المخابرات الإسرائيلية (الموساد)، عبوة ناسفة داخل سيّارته الخاصّة، ولم يكُن غسّان رجلًا عسكريًا كي يأخذ احتياطاته الأمنية، فكان من السهل على الموساد أن يصطاد جسده.

وعقب اغتيال غسان كنفاني علقت رئيسة وزراء إسرائيل وقتئذ، غولدا مائير، على العملية، قائلة: "اليوم تخلصنا من لواء فكري مسلح. فغسان بقلمه كان يشكل خطرا على إسرائيل أكثر مما يشكله ألف فدائي مسلح"، وهي التي أصدرت قرارًا في ذات العام بتصفية عدد من أعلام الفلسطينيين وقياداتهم.

وتناثرت أشلاء غسّان كنفاني مع ابنة أخته الشابة لميس نجم (19 عامًا)، وهي التي كانت أقرب إلى قلبه، حيث كان يكتب لها القصص ويُهديها إيّاها في مناسباتها الجميلة، وقد كانت كتابته (القنديل الصغير)، واحدة من تلك القصص التي نُشرت بخطّ كنفاني، وهو يضع المقدمة للطفلة، ويُبيّن لها أنّ أفضل ما يُمكن أن يُهديه لطفلةٍ مثلها (قصة).

من هو غسان كنفاني؟

ولد غسّان كنفاني عام 1936، ومن المصادفة أنّه لم يعِش إلّا 36 عامًا، انتمى خلالها إلى حركة القوميين العرب، وشارك في تأسيس "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، حيث كان عضوًا في مكتبها السياسيّ، وناطقًا إعلاميًا باسمها، وكان يتقن العديد من اللغات بينها الفرنسيّة والإنجليزيّة.

وتزوّج من الدانماركيّة "آني هوفر"، التي تعرّف عليها حينما كان يُعرّفها على فلسطين وقضيتها، عندما أتت إلى لُبنان لهذا الأمر. وقد مثلت دعمًا رئيسيًا له في حياته، كما كان هو في حياتها.

وكتب كنفاني خلال أعوام قليلة عشرات القصص القصيرة، وأصدر عشرات الروايات، إضافةً لدراسات سياسية هامّة.

وقد خلّد الرجل من بعده إرثًا أدبيًا عظيمًا، جعل منه واحدًا من مؤسسي الأدب الفلسطيني الحديث، وواحدًا من أعمدة ما يُسمى بـ "أدب المقاومة".

شقّ الرجل طريقه بنفسه، بإبداعه الذي جعله خالدًا في ذاكرة الفلسطينيين بعد أكثر من أربعة عقودٍ من الزمن على رحيله، تمامًا كما شقّت أعماله الأولى طريقها بين آلافٍ من الأعمال الأدبية في الساحة العربية.

أعماله الأدبية..

ونشر غسّان كنفاني عشرات الأعمال، أشهرها "عائد إلى حيفا"، و "رجالٌ في الشمس"، والتي مُثلت فيما بعد من خلال فيلم، ومثلت الأولى في أحد المسلسلات، إضافةً لـ "أم سعد"، و "أرض البرتقال الحزين"، والعديد من الأعمال.

اقرأ ايضا: الشرطة الإسرائيلية تعتقل 3 فلسطينيين لمحاولة اغتيال بن غفير ونجله

فيما انتهت حياته قبل أن يُكمل ثلاث روايات، وهي "العاشق"، و"الأعمى والأطرش"، و"برقوق نيسان"، والتي نشرت بعد استشهاده ثلاثيّة غير مكتملة معًا.