حالة من الجدل والسخرية أثارتها الإعلامية المصرية الشهيرة لميس الحديدي، بعدما طرحت على ضيفها في برنامج "كلمة أخيرة"، سؤالا عن جواز الحج أون لاين، أو عبر "تقنية الميتافيرس"، مبررة طرح هذا السؤال بضرورة الرد على بعض التساؤلات التي قد تتبادر إلى ذهن الجيل الجديد المُطلع على تلك التقنيات.
واستضافت الحديدي، الدكتور أسامة رسلان، المشرف على وحدة اللغة الانجليزية في "مرصد الأزهر للفتاوى"، في برنامجها الشهير، وبعدما أوضحت أن جزءا من الإسلام هو التسليم دون جدال، أشارت إلى أن الجيل الجديد يفكر كثيرا في التقنيات المتطورة وهل يمكن استخدامها في المناسك والشعائر الدينية؟.
وقالت لميس الحديدي: "الجيل الجديد كثير التساؤل، وأحيانًا يغضب الوالدين من تلك الأسئلة التي يجدونها مُحرمة، أو لا يجوز الحديث عنها، ولكن تلك الطريقة لن تكون مقنعة بالنسبة لهذا الجيل، ولهذا السبب يجب علينا أن نسأل لماذا لا يوجد حج بالميتافيرس أو أونلاين؟، لماذا يجب أن نذهب ونلف (نطوف) حوالين (حول) الكعبة 7 مرات، ولماذا لا نستخدم التقنيات الجديدة للحج؟"، وحرصت على تأكيد أنها ليست من يطرح هذا السؤال، ولكن هذا الأمر طُرح أكثر من مرة ولابد من الإجابة عليه.
ورد الدكتور أسامة رسلان، بأنه لا يوجد حرج في أن يسأل الإنسان أي سؤال حول الدين حتى يتأكد من عقيدته ويقويها، لذا فإن هذا السؤال لا حرج فيه، موضحا أن "تقنية الميتافيرس هي بيئة افتراضية مولدة من خلال أجهزة الحاسب، يمكن للأشخاص التفاعل معها من مختلف دول العالم، وهو عالم اختياري يمكن للشخص أن يصنعه ويصممه وفقًا لرغباته"،
وانتشرت الجولات الافتراضية عبر "الميتافيرس" في عدة أماكن سياحية، حيث يمكن للشخص أن يزور أي مكان يرغب فيه دون أن يبرح موقعه، وظهرت هذه الجولات الافتراضية في الأماكن المقدسة أيضا كالبيت الحرام، والمسجد النبوي.
وقال رسلان إن المملكة العربية السعودية وفرت تلك التقنية من أجل تعلم مناسك الحج، وليس من أجل أداء الفريضة، موضحا أن الشعائر في الإسلام وجدت من أجل توفير حالة متكاملة من الروحانية، مضيفا: "هدف الدين الإسلامي هو سمو الروح، وهدوء واستقرار البدن وتدبر العقل، وأداء الشعائر يتطلب مجهودات بدنية ومالية وروحية وشعيرة الحج تجمع بين كل أنواع هذه المجهودات".
وتابع: "قال الرسول صلى الله عليه وسلم: خذوا عني مناسككم، ولهذا السبب فنحن مأمورين بتأدية فريضة الحج كما قام بها الرسول صلى الله عليه وسلم، وفريضة الحج ترتبط بموعد ومكان".
وأثار سؤال لميس الحديدي لضيفها، سخرية بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين اعتبر بعضهم أن تلك التساؤلات ليست في محلها، إذ أن طرحها هو ما يُثير الجدل.
وأمام موجة الانتقادات، سعت الحديدي لتبرير موقفها، فقالت إن بعض عناصر جماعة "الإخوان المسلمين" تعمدوا تلفيق فيديو لها حول هذا الأمر، ونشرت الفيديو الأصلي، لكن هذا الأمر لم يشفع لها لدى متابعي ونشاطاء وسائل التواصل الاجتماعي، وقالوا إن الفيديو الذي نشرته بنفسها يتضمن نفس التساؤلات التي ما كان يجب طرحها حول فريضة الحج.