بدأ ضيوف الرحمن، مع مغيب شمس، اليوم الثلاثاء، التاسع من ذي الحجة، النفرة من صعيد عرفات إلى مزدلفة، ثالث المشاعر المقدسة التي يمر بها الحجاج خلال أدائهم مناسك الحج.
وبدأ الحجاج، صباح اليوم، أداء ركن الحج الأعظم بالوقوف على صعيد عرفات الذي تدفقوا إليه من مشعر "منى" منذ ساعات الفجر الأولى، مفعمين بأجواء إيمانية يغمرها الخشوع والسكينة.
اقرأ ايضا: حماس: لا صفقة أسرى إلا بعد انتهاء الحرب على غزة
في سياق متصل، أعلن وزير الحج والعمرة السعودي توفيق الربيعة، في مؤتمر صحفي نقلته وسائل إعلام عربية وسعودية، الثلاثاء: "أن عدد الحجاج لهذا العام مليون و845 ألفًا و45 حاجًا حتى الآن، من أكثر من 150 دولة، أدوا مناسكهم لهذا العام بيسر وسهولة".
وألقى الشيخ يوسف بن محمد بن سعيد، عضو هيئة كبار العلماء بالسعودية بعد ظهر اليوم، خطبة يوم عرفة، من مسجد نمرة الذي يقع ضمن مشعر عرفات، غربي السعودية.
وطالب خطيب عرفة إلى الاجتماع على المحبة والتآلف وعدم التنازع والتفرق، وقال: إن "اختلاف اللغات والألوان والأعراق ليس مبررًا للاختلاف والنزاع، بل هو آية من آيات الله في الكون".
وأضاف: "تتابعت النصوص الإسلامية على تأكيد أمر بالاجتماع والمحبة والتآلف والنهي عن التنازع والتفرق والاختلاف".
وتابع:" أنه في اجتماع الكلمة صلاح للدين والدنيا وتحقيق للمصالح وزوال للمفاسد، وحصول للتعاون على البر والتقوى، ويُنصر الحق ويُدحر الباطل، ويغتاظ الأعداء وتحبط مساعي الحاقدين والمتربصين".
كما حذر من أنه متى تفرقت الكلمة دخلت الأهواء والضغائن، وتضادت الإرادات، فسفك الدم الحرام، واستحل المال المعصوم وانتهكت الحرمات، وصعُب على الأمة الرقي في حياتها وعسُر الالتزام بالطاعات.
وبعد الخطبة أقام الحجاج، الذين توافدوا مبكرًا إلى مسجد نمرة، صلاتي الظهر والعصر جمعاً وقصراً؛ اقتداءً بسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وفق وكالة الأنباء السعودية "واس".
وذكرت وكالة "واس"، في وقت سابق، أنه يرافق الحجاج في مشعر عرفات متابعة أمنية مباشرة يقوم بها أفراد مختلف القطاعات الأمنية، حسب خطط تصعيد وتفويج الحجيج إلى جانب إرشادهم وتأمين السلامة اللازمة لهم".
ولفتت إلى أن مختلف القطاعات الحكومية العاملة في خدمة الحجاج في مختلف أنحاء المشعر تقدم "الخدمات الطبية والإسعافية والتموينية، وما يحتاج إليه ضيوف الرحمن الذين قطعوا المسافات وتحملوا المشقة من أنحاء المعمورة ليؤدوا الركن الخامس من أركان الإسلام".
ومع غروب شمس اليوم ونفرة جموع الحجيج من صعيد عرفات إلى مزدلفة، ثالث المشاعر المقدسة، والواقعة بين مشعري منى وعرفات، يقيمون فيها صلاتي المغرب والعشاء جمعاً وقصراً، ويجمعوا فيها الحصى لرمي الجمرات بمنى، ويبيت فيها الحجاج حتى فجر اليوم العاشر من ذي الحجة، الذي يوافق يوم غدٍ الأربعاء، وفيه يحتفل المسلمون في مختلف بقاع الأرض بأول أيام عيد الأضحى المبارك.
ويعود الحجاج إلى منى صبيحة اليوم العاشر لرمي جمرة العقبة ونحر الهدي (الأضاحي)، ثم حلق الشعر أو التقصير (التحلل الأصغر)، والتوجه إلى الكعبة المشرفة في مكة المكرمة لأداء طواف الإفاضة (أو تأخيره مع طواف الوداع).
اقرأ ايضا: قتلى وجرحى شمالي إسرائيل بعد إطلاق مقذوفات من "حزب الله"
ويقضي الحجاج في منى أيام التشريق الثلاثة (11 و12 و13 من ذي الحجة) لرمي الجمرات الثلاث، مبتدئين بالجمرة الصغرى ثم الوسطى ثم جمرة العقبة (الكبرى)، ويمكن للمتعجل منهم اختصار النسك إلى يومين على أن يغادر منى قبل غروب شمس الثاني، ليتوجه إلى مكة لأداء طواف الوداع، وهو آخر مناسك الحج.