احتفت اللجنة العربية الأمريكية لمناهضة التمييز (ADC)، خلال مؤتمرها السنوي الذي اختتم الاسبوع الجاري، في الولايات المتحدة الأمريكية، بالحراك الفلسطيني، عبر تكريم عدد من الشخصيات الفلسطينية المؤثرة أكاديميا وحقوقيا وقانونيا، كما شهد المؤتمر تنظيم عدة جلسات نقاشية حول ماضي وحاضر ومستقبل القضية الفلسطينية.
ولاحظ المشاركون في المؤتمر، أن الدعم لإسرائيل في أدنى مستوياته على الإطلاق بين الناخبين الديمقراطيين، وأن عددًا أقل يدعم فكرة أن إسرائيل ملتزمة بالسلام مع الفلسطينيين، وأن هناك تغيرا في نظرة العالم للقضية الفلسطينية، إذ أكد عدد من رموز الحراك الفلسطيني أن إدراك العالم لحقيقة القضية الفلسطينية بدأ يتزايد، في ظل وجود حركة طلابية قوية وجريئة وضخمة معنية بفلسطين، إلى جانب تزايد ديناميكية المناصرة القانونية للقضية الفلسطينية.
اقرأ ايضا: زعيم المعارضة الإسرائيلية يدعو لعقد مؤتمر في الرياض لاستعراض "خطة إنهاء الحرب"
رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوكس في القدس المطران عطا الله حنا، مُتحدثا في المؤتمر عبر الفيديو كونفرانس
ونظمت اللجنة العربية الأمريكية لمناهضة التمييز (ADC)، احتفالية بمناسبة الانعقاد السنوي للجنة، تضمنت استضافة مأدبة الغداء السنوية للحقوق المدنية، وانعقاد عدة جلسات تركزت حول التدريب على الاتصالات الاستراتيجية وسرد التجارب الشخصية، وتوزيع جوائز اللجنة على عدد من الشخصيات المؤثرة.
رئيس مجلس إدارة اللجنة العربية الأمريكية لمكافحة التمييز، الدكتور صفا رفقه، يكرم السفير القطري في واشنطن الشيخ مشعل بن حمد آل ثاني، مشيدا بالمونديال الذي حقق نجاحًا باهرا وكان مشرفا للعرب أجمعين
وشارك في الجلسات عدد من المنتمين لصناعة الترفيه ورواية القصص، من بينهم سيرينا رسول مؤسسة شركة (MA Casting)، والمخرج السينمائي زياد فوتي، وأدارتها ياسمين حوامدة مديرة الاتصالات باللجنة، فيما اختتمت الاحتفالية بعقد جلسة ضمن منتدى تمكين المرأة التابع للجنة العربية الأمريكية لمناهضة التمييز، والتي ناقشت دور المرأة في مجالات العلم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (المعروفة اختصارا بـSTEM)، وفق بيان صادر عن اللجنة.
الدكتور صفا رفقه رئيس مجلس إدارة اللجنة الأمريكية العربية لمكافحة التمييز العنصري، ونائب رئيس اللجنة توفيق برقاوي، ومدير اللجنة عبد ايوب، وآخرين على المنصة أثناء تكريم المتحدث الرئيسي في الحفل المحامي بن كرومب
وبدأت مأدبة الغداء بكلمة مسجلة عبر الفيديو لوزير الأمن الداخلي الأمريكي أليخاندرو مايوركاس، استعرض خلالها المساهمات القيمة للأمريكيين العرب وإسهاماتهم الإيجابية في المجتمع الأمريكي، أعقبها توزيع الجوائز.
عبد أيوب يكرم سام رسول الأمريكي الفلسطيني الذي تم ترشيحه نائبا لحاكم ولاية فرجينيا
ومنحت اللجنة جائزة التميز في المجال القانوني إلى "منظمة فلسطين القانونية"؛ اعترافا بالعمل الاستثنائي للمنظمة في حماية الحقوق المدنية والدستورية للأشخاص في الولايات المتحدة الذين يدافعون عن حرية فلسطين.
الشاعر تميم برغوتي خلال إلقاء كلمة في مؤتمر اللجنة العربية الأمريكية لمكافحة التمييز
وفي كلمتها عقب تسلمها الجائزة، أشارت مؤسسة المنظمة ديما الخالدي، إلى تجربتها مع اللجنة العربية الأمريكية لمكافحة التمييز خلال سنوات دراستها الجامعية بجامعة "مشيجان"، موضحة أن اللجنة كانت خلال هذه السنوات هي المنظمة الوحيدة النشطة في تنظيم فعاليات حول قضايا فلسطين، معربة عن تقديرها للجنة، وشكرها للعديد من زملائها القدامى بها.
وحذرت الخالدي، في كلمتها، من حملات "الحرب القانونية" الحالية التي تحاول تجريم النشاط الفلسطيني، مشيرة إلى أنها لا تقتصر على إسكات دعاة النضال الفلسطيني؛ إذ تقدم 35 دولة حاليا تشريعات تهاجم الحقوق الفلسطينية، كما يتم توسيع هذه التشريعات لخنق انتقادات صناعة النفط والمجمع الصناعي للسجون وغيرها من حركات العدالة الاجتماعية الرئيسية.
وأعربت عن أسفها حيال حقيقة أن الهجوم على حركة التضامن مع فلسطين هو نموذج لهجمات أكثر منهجية على الحركات المطالبة بالمساواة وحقوق الإنسان على نطاق أوسع، مشيرة إلى أن العالم يواجه الآن جهودًا يمينية أعمق لتقويض الحقوق الدستورية والمدنية على نطاق أوسع، مشددة على ضرورة أن تقاوم حركات العدالة الاجتماعية كافة، تجريم "الحركة الفلسطينية".
الأكاديمي والصحفي المرموق سعيد عريقات يُلقي كلمته عقب استلامه الجائزة
وفي السياق ذاته، قدم الباحث القانوني الدكتور خالد بيضون، جائزة "هالة مقصود"، التي تمنح إلى "قائد مجتمعي أظهر التزامًا وتعاطفًا متميزين، قدم مساهمات علمية بارزة في المجتمع العربي"، إلى الدكتورة ريم بهدي، عميد كلية القانون بجامعة "مندسور" الكندية.
الكوميديان عامر زهر مع د. محمد غوشة
وشدد الدكتور خالد بيضون، على أهمية إعادة اللجنة العربية الأمريكية لمكافحة التمييز، إلى مكانتها البارزة في مجال الحقوق المدنية، مشيرا إلى دور اللجنة في اتخاذه القرار بأن يصبح أستاذًا للقانون، كما استعرض تجربته كطالب قانون، ودور المسيرة الأكاديمية للدكتورة ريم بهدي في تحول تفكيره بشكل أساسي.
وأشارت اللجنة، في بيان، إلى أن الدكتورة ريم بهدي هي أول أستاذ قانون فلسطيني الجنسية في تاريخ كندا، وواجهت خلال رحلتها إلى منصب عميد كلية القانون الاتهامات النمطية التي عادة ما يواجهها الفلسطينيون، خاصة في ظل البيئة الصهيونية العميقة للحياة الأكاديمية القانونية، وهو ما استمر حتى عند تعيين الدكتورة ريم بهدي عميدة لكلية القانون، حيث التقت بمحامين جامعيين كرّروا تلك المخاوف النمطية، واكتفت حينئذ بالتأكيد على أنها لن تكون جزءا من دائرة الاضطهاد والممارسات القمعية التي واجهتها، معربة عن شكرها العميق لكل من قدموا لها الدعم غير المشروط خلال رحلتها.
الدكتور فادي الأطرش رئيس مستشفى الأغوستا فكتوريا - المطلع في القدس بجانب محمد حامد مؤسس مريم فاونديشن
وحصل المحامي الأمريكي بنيامين كرامب، على جائزة "شجاعة العدالة"؛ تقديرا لتفانيه والتزامه بالنضال من أجل الحقوق المدنية والعدالة الاجتماعية، وأعرب كرامب عن شكره لزوجته والعديد من الموظفين في شركته، مؤكدا أن ما قدمه ليس مجهودا فرديا بل هو نتاج عمل فريق متماسك يعمل من منطلق إيمان عميق بمبادئ العدالة الاجتماعية.
توفيق برقاوي وعقيلته ملك محسن
وندد كرامب بتدريس مواد تحت مسمى "الأدب الأسود" و"التاريخ الأسود"، مؤكدا أن تاريخ أصحاب البشرة السمراء في الولايات المتحدة هو جزء من التاريخ الأمريكي، وبالمثل، فإن تاريخ العرب في الولايات المتحدة هو أيضًا تاريخ أمريكي، مشددا على أن تجريم أي منهما هو إهانة للقيم الأمريكية، مشيرا إلى أن الكفاح "من أجل هذه الأشياء" هو ما يساعد الولايات المتحدة على أن تصبح منارة الأمل والعدالة.
وعقب مأدبة الغداء، عقدت جلسة نقاشية تحت عنوان "الهجوم على النشاط الفلسطيني: التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست (IHRA) والحرية الأكاديمية"، بمشاركة ديما الخالدي وعمر بدر، وأستاذة علم النفس بجامعة جورج واشنطن لارا الشحي، ومؤسسة حركة التضامن الدولية هويدا عراف، وأدار الجلسة أستاذ الدراسات الإعلامية بجامعة جورج واشنطن ويل يومانز.وركزت مناقشات الجلسة حول تعريف مصطلح "معاداة السامية" وفق "التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست"، وأشار الحضور في البداية إلى أن ظاهرة "كراهية الشعب اليهودي" هي ظاهرة حقيقية، ولا يجوز التهاون معها تحت أي ظرف من الظروف، مؤكدين في الوقت نفسه أن تعريف "التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست" (IHRA) لمصطلح معاداة السامية، يشوبه خلط كبير بين اليهودية والصهيونية، ما يسمح باستخدامه كسلاح لتشويه النقد الموجه لإسرائيل باعتبارها "معادية للسامية".
وأشار بيان اللجنة العربية الأمريكية إلى أن مؤسِسة "حركة التضامن الدولية"، هويدا عراف، ناقشت هذا الأمر على وجه التحديد، في سياق خطاب ألقته في مارس الماضي، في حدث استمر لمدة يوم كامل حول التنوع والمساواة في مدرسة "بلومفيلد هيلز" الثانوية في ولاية "ديترويت" الأمريكية، حيث عرضت تفاصيل تجربتها الشخصية كفلسطينية أمريكية، ودوافعها للانتقال إلى فلسطين بعد تخرجها من الكلية، وتفانيها في العمل من أجل القضية الفلسطينية، وعلى الرغم من تأكيد عرّاف على مبادئ محاربة العنصرية والتمييز كأساس لعملها، قوبل خطابها بالتشهير واتهامها بـ "معاداة السامية" الشديدة وجعل الطلاب اليهود يشعرون بعدم الأمان.
زينه عشراوي وتميم برغوتي
وأصدرت منظمات مثل مجلس علاقات المجتمع اليهودي واللجنة اليهودية الأمريكية (JCRC / AJC) بيانات تدين خطاب عراف، واتهمتها عدة منظمات صراحة بمعاداة السامية، مشيرا إلى أنه على الرغم من الدعم الذي قدمه زملاء هويدا عراف، بما في ذلك أولئك الذين يعملون في منظمة الصوت اليهودي من أجل السلام، فقد تعرضت عراف لحملة تشهير تصورها على أنها متعصبة.
وفي ذات السياق، أكدت لارا شيهي هذه الحقيقة، إذ تعرضت هي الأخرى لحملة تشهير وانتقادات مؤخرا بسبب إدلائها بتعليقات مزعومة "معادية للسامية" في الحرم الجامعي، وعلى الرغم من تبرئتها النهائية من قبل محققين جامعيين من ارتكاب مخالفات، كان لقضيتها تداعيات أعمق بكثير على محيطها الأكاديمي، إذ أصبح مجال دراستها (التحليل النفسي) منقسما إلى نصفين مؤيد ومعارض، مع نشوب معارك مقلقة بين مؤيديها وخصومها في المجال.
وأكد المشاركون في الجلسة أن هذه الحملات لا أساس لها إلى حد كبير، لكنها في الوقت نفسه فعالة بشكل صارخ؛ إذ أشارت شيهي إلى الجانب النفسي الخبيث لهذه الحملات التي تهدف إلى إظهار أن مؤيدي فلسطين معزولون ومبعثرون ولا يدافع عنهم أحد، مشددة على الأهمية النفسية لرفض الروايات المشوهة التي يجبر معارضو الدفاع عن فلسطين مناصريه على مواجهتها.
من ناحية أخرى، لفت المتحدثون إلى أن الوضع يتغير، وأن إدراك الجمهور للحقيقة يتزايد، حيث أكدت ديما الخالدي أن هناك حركة طلابية قوية وجريئة وضخمة معنية بفلسطين، إلى جانب تزايد ديناميكية المناصرة القانونية للقضية الفلسطينية، كما شددت مؤسسة "حركة التضامن الدولية"، هويدا عراف، في نهاية الجلسة، على أن الكفاح من أجل العدالة لم يكن أبدًا سهلاً، لكنه الشيء الصحيح الذي يتوجب فعله.
وتحت عنوان "حوار السياسة الخارجية: تأثير الولايات المتحدة في الشرق الأوسط"، عقدت جلسة أخرى شارك فيها جيم موران عضو الكونغرس السابق مؤسس شركة (Moran Global Strategies)، وجون ألترمان النائب الأول لرئيس مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، وياسمين أمين زكي المحامية ورئيسة مجلس سياسات الشرق الأوسط.
وتركز الحوار خلال الجلسة على مناقشة فرضية تضاؤل تأثير الولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط، وبدأ جيم موران بالإشارة إلى أخطاء الولايات المتحدة العديدة في الشرق الأوسط، والحديث عن الحرب في العراق وسياسة الولايات المتحدة تجاه إسرائيل وعدم تقديم الدعم الكافي للعناصر الديمقراطية في سوريا وليبيا، ولفت إلى "عودة تونس إلى الاستبداد تحت حكم قيس سعيد".
وأوضح موران أن الولايات المتحدة قد فاقمت الصراع في المنطقة، وأنه وفقا لكل ما أشار إليه، ليس من الغريب بالضرورة أن يتضاءل نفوذها، محذرا في الوقت نفسه من أن ازدياد نفوذ روسيا والصين في المنطقة بسبب هذا التضاؤل قد يكون أسوأ.
بدوره، أشار ألترمان إلى أن كلا من الصين وروسيا قد استخدمتا وسائل الإعلام الخاصة بهما لكسب التعاطف في الشرق الأوسط ، وتقديم نفسيهما على أنهما بدائل أفضل للقوة الأمريكية، موضحا أن الصين ترغب في أن تظل الولايات المتحدة حبيسة الشرق الأوسط، وأن بكين ليست لديها مصلحة في مواجهة واشنطن مباشرة، ولكنها تفضل أن تفعل ذلك بالوكالة.
واستعرضت الجلسة أيضا استخدام روسيا لهياكلها الإعلامية للتركيز على مساوئ مزعومة للسياسة الخارجية الأمريكية في المنطقة، وأن ذلك لاقى بعض التعاطف في الشرق الأوسط، كما ناقش المتحدثون دور روسيا في سوريا، تمهيداً لعدوانها العسكري الحالي في أوكرانيا، بالإضافة إلى استعراض علاقة الولايات المتحدة بإيران، التي أصبح وجودها في المنطقة واضحًا بشكل متزايد، حيث شهدت الجلسة جدالا بين المشاركين حول دلالات التقارب السعودي الأخير مع إيران، وما إذا كان مؤشرا على تحول واشنطن من التواجد على الأرض إلى بناء تحالفات بالوكالة في المنطقة، إلا أنهم اتفقوا على استبعاد وجود تطبيع أمريكي كامل مع إيران بسبب اعتراضات إسرائيل.
المحامي بن كرومب يتوسط أماني الهندي بركات وزها حسن
واستكمالا للانعقاد السنوي للجنة العربية الأمريكية لمكافحة التمييز، عُقد اجتماع مغلق لجمعيتها العمومية؛ لمناقشة القضايا الحاسمة التي تؤثر على قيادة اللجنة، أعقبها تنظيم تدريب خاص بالنشاط الفلسطيني استمر لساعتين.
وتضمن التدريب التأكيد على ضرورة التصدي للمحاولات الإسرائيلية الحالية للسعي نحو دخول الولايات المتحدة بدون تأشيرة، وهو برنامج يتطلب معاملة متبادلة ثنائية الاتجاه مع كل دولة أخرى في العالم تحافظ الولايات المتحدة معها على هذه الاتفاقية، إذ تسعى إسرائيل للحصول على قبول لمدة شهر في برنامج الإعفاء من التأشيرة على أساس تجريبي، بدءًا من 1 يوليو، حيث تزعم أنها ستسمح للأمريكيين الفلسطينيين بدخول إسرائيل باستخدام مطار تل أبيب، إلا أن هذه التجربة يمكن عكس تأثيرها بسهولة، في ظل تناقضها مع اعتراف إسرائيل الصريح بالتمييز المتأصل في سياساتها الحدودية.
وفي هذا الصدد، حث المشاركون في التدريب على تقديم قصص شخصية عن التمييز من جانب مسؤولي الحدود الإسرائيليين، بما في ذلك الاحتجاز لفترات طويلة ومنع الدخول.
وبالتزامن مع هذا، انعقدت حلقة نقاشية استضافها "معهد فهم الشرق الأوسط" (Institute for Middle East Understanding) بعنوان "تمكين الناخبين الأمريكيين من الدفاع عن حقوق الإنسان الفلسطينية"، شارك فيها جوش روبنر مدير العلاقات الحكومية بالمعهد، ومحمد مرقه المدير التنفيذي لتحليلات البيانات، وديالا قاسم كبير المستشارين التشريعيين في الكونغرس.
وأكد المشاركون بالحلقة النقاشية أن الدعم لإسرائيل في أدنى مستوياته على الإطلاق بين الناخبين الديمقراطيين، وأن عددًا أقل يدعم فكرة أن إسرائيل ملتزمة بالسلام مع الفلسطينيين، أو أنها تعامل المواطنين الفلسطينيين في إسرائيل بإنصاف، وحثوا الحاضرين على التركيز على هذه النقاط المباشرة عند الحديث مع أعضاء الكونغرس أو وسائل الإعلام أو عامة الناس.
* الجلسة الختامية للمؤتمر
وتضمن ختام الانعقاد السنوي للجنة العربية الأمريكية لمكافحة التمييز، كلمة للدكتور محمد غوشة، الحائز على جائزة الإنجاز مدى الحياة وأصغر مؤرخ في العالم وفق موسوعة غينيس للأرقام القياسية، والذي قدم مساهمات لا حصر لها في الدراسة التاريخية لفلسطين، من خلال تأليف أكثر من 80 كتابًا مستقلاً عن فلسطين والقدس.
المؤرخ الفلسطيني د. محمد غوشة أثناء تكريمه
وقال غوشة في كلمته التي ألقاها فور تكريمه ، إنه وفق خلفيته التاريخية وكونه مؤرخًا، يمكنه أن يرى بوضوح المد التاريخي بشأن قضية فلسطين يتحول.
ومنحت اللجنة مؤسسة "مريم لعلاج السرطان" جائزة الخدمة الصحية العامة المتميزة؛ تقديرا لعملها على زيادة الوعي بالسرطان، وجهودها من أجل وصول أكثر إنصافًا إلى علاج السرطان للفلسطينيين.
محمد حامد يستلم جائزة مريم فاونديشن من ADC
وتسلم رئيس مؤسسة مريم فاونديشن ومؤسسها محمد حامد الجائزة، وندد في كلمته بالاحتلال وأثره على تدهور جهود علاج الفلسطينيات اللواتي يعانين من سرطان الثدي وتفاقم حالاتهن، إذ تصل مدة التأخير في تقديم العلاج إلى ثمانية أشهر في بعض الأحيان.
يشار إلى أن اللجنة العربية الأمريكية لمناهضة التمييز، سجلت سابقة بمنحها جائزتين لغوشة وحامد، كونها المرة الأولى التي تمنح فيها اللجنة جائزة لشخصيات عربية غير أمريكية، وذلك تقديرا لجهودهما في مجالي عملهما.
كما كرمت اللجنة سعيد عريقات الصحفي المرموق، والأستاذ المساعدة بالجامعة الأمريكية، الحائز على جائزة "شيرين أبو عاقلة للشجاعة في الصحافة"، والذي عرف بأسئلته المواجهة في المؤتمرات الصحفية لوزارة الخارجية الأمريكية، إذ أظهرت المقاطع المصورة عريقات وهو يوجه انتقادات لاذعة للمسؤولين الإعلاميين بالوزارة بسبب تعليقهم على قتل إسرائيل للصحفية الفلسطينية الأمريكية شيرين أبو عاقلة، مطالبا بمزيد من المساءلة الحقيقية عن قتلها.
وفي كلمته عقب تكريمه، قال عريقات إنه من الصعب أن تكون فلسطينيًا في الولايات المتحدة الأمريكية، إلا أن التواجد فيها أيضا يمثل فرصة.
صور متفرقة أثناء فعاليات مؤتمر اللجنة العربية الأمريكية لمكافحة التمييز