في وقت كشفت وسائل إعلام عبرية، تفاصيل تنفيذ مقاومين فلسطينيين اثنين "عملية عيلي"، في وسط الضفة الغربية المحتلة، والتي أسفرت عن مقتل 4 مستوطنين وإصابة 4 آخرين بالرصاص، واستشهاد المنفذين مهند شحادة وخالد صباح، قرر جيش الاحتلال الإسرائيلي، تعزيز قواته بالضفة بعدد من الكتائب العسكرية.
وذكر جيش الاحتلال الإسرائيلي، في بيان صحفي، بعد جلسة لتقييم الأوضاع الأمنية عقدها رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بمشاركة قادة الأجهزة الأمنية، ووزير الدفاع يوآف غالانت، أنه "بناء على تقييم الوضع، تقرر تعزيز واستدعاء عدة كتائب إضافية إلى فرقة يهودا والسامرة ابتداء من الليلة، لتُضاف إلى تعزيز القوات الذي جرى في المنطقة خلال الأسابيع الأخيرة".
وأوضحت وسائل إعلام عبرية، أن سلطات الاحتلال قررت تعزيز قواتها في الضفة، بثلاث كتائب عسكرية ووحدات خاصة، ستنتشر في كل الشوارع والتقاطعات في جميع أنحاء الضفة، لافتة إلى أن شن عملية عسكرية واسعة في الضفة، أمر مستبعد في هذه المرحلة.
وقررت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، توسيع عمليات الاعتقال الليلية في جميع أنحاء الضفة، ومنع العمال الفلسطينيين من دخول بعض المستوطنات.
في غضون ذلك، اقتحمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الاربعاء، بلدة "عوريف" جنوب نابلس، وداهمت منزلي الشهيدين مهند شحادة وخالد صباح، ورفعت مقاساتهما، تمهيدا لهدمهما، كما اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، إيهاب شحادة، شقيق الشهيد مهند شحادة.
ونشرت وسائل إعلام عبرية، تفاصيل "عملية عيلي"، وذكرت أن شحادة وصباح، ينتميان إلى حركة "حماس"، لافتة إلى أن شحادة استشهد في الحال في موقع تنفيذ العملية، فيما استشهد صباح بعد ساعتين من تنفيذ العملية.
واعتبرت وسائل الإعلام العبرية، أن "عملية الثأر المقدس"، كما سمتها المقاومة الفلسطينية، واحدة من أسوأ الهجمات في الآونة الأخيرة، لافتة إلى أنه عند الرابعة بتوقيت القدس، وصل شحادة (25 عاما) وصباح (24 عاما)، من قرية "عوريف" قرب نابلس، إلى محطة الوقود الرئيسية المتاخمة لمستوطنة "عيلي"، قرب رام الله، يستقلان سيارة سوداء، وبحوزتهما بندقيتين من طراز "M16"، وسكاكين، ثم نزلا من السيارة، وأطلقا النار صوب مستوطن في محطة الوقود ليسقط جريحا قبل أن يفارق الحياة متأثرا بجروحه، قبل أن يدخل أحدهما مطعما في المحطة، ويفتح النار على المتواجدين فيه، مُخلفا 3 قتلى بين المستوطنين، ويُصيب عددا آخر.
وبعد ذلك ركض صباح إلى خارج محطة الوقود، وشحادة باتجاه مدخلها، وكانت القوات الإسرائيلية بدأت تصل المكان بعد سماع دوي إطلاق النار، في وقت تمكن حارس أمن أصيب في العملية، ومستوطن آخر من اصابة شحادة في محطة الوقود، ليرتقي شهيدا.
وأوضحت وسائل الإعلام العبرية، أن صباح استقل سيارة مستوطن بعدما استولى عليها وهرب في اتجاه الشمال، وذلك بعد 10 دقائق من بدء تنفيذ العملية، وبعدها بخمس دقائق وصلت قوات الاحتلال ورصدت هروب صباح مستقلا سيارة مستوطن، لتبدأ في الحال في رصدها عبر جهاز الاستخبارات، فيما تم فرض حصار محكم حول نابلس ومحيطها، وكانت وحدة خاصة من عمليات "الشاباك" وقوة عسكرية أخرى تتبع صباح عبر مراقبة السيارة، التي وصلت عند الساعة 5:45 مساء بتوقيت القدس إلى نابلس، وبالقرب من مستوطنة "ألون موريه"، ترك السيارة قبل المرور من نقطة تفتيش للجيش الإسرائيلي، ليستقل مركبة أجرة فلسطينية.
ورصدت الاستخبارات الإسرائيلية، مكان سيارة المستوطن، وعثرت بداخلها على البندقية التي نفذ الشهيد خالد صباح بها العملية، وعند الساعة 6:20 مساء، وعلي بعد 30 كيلومترا من موقع تنفيذ العملية، اغتال فريق "تيكيلا" من وحدة عمليات "الشاباك" الشهيد صباح في منطقة طوباس.
في غضون ذلك، نعى "مجلس اتحاد الطلبة" في "جامعة النجاح الوطنية"، الشهيد مهند شحادة، الذي تخرج في "كلية الرياضة"، والشهيد خالد صباح.
وفي السياق ذاته، أصيب 34 فلسطينيا، بجروح مختلفة جراء اعتداءات المستوطنين الإسرائيليين، على الفلسطينيين، في المنطقة الممتدة من "ترمسعيا" شرق رام الله حتى "دير شرف" غرب نابلس.
وقال مسؤول ملف الاستيطان شمال الضفة غسان دغلس، إن اعتداءات المستوطنين أسفرت عن إصابة 34 فلسطينيا بالرصاص الحي والمعدني المغلف بالمطاط وبالحجارة والاختناق بالغاز المسيل للدموع، وتم التعدي على 140 سيارة يمتلكها فلسطينيون وإحراق مركبة إسعاف وسيارة لمواطن من بلدة حوارة.
اقرأ ايضا: مقتل 20 من عصابات سرقة المساعدات في عملية أمنية بقطاع غزة