الأمم المتحدة: مئات الفلسطينيين مهددون بالإخلاء القسري شرق القدس

مشاركة
منزل عائلة صب لبن في القدس منزل عائلة صب لبن في القدس
القدس- حياة واشنطن 10:33 ص، 11 يونيو 2023

حذرت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة لين هاستينغز، اليوم الأحد، من خطر "الإخلاء القسري"، الذي يهدد المئات من الفلسطينيين شرق مدينة القدس المحتلة.

وذكرت هاستينغز - في تغريدة لها عبر حسابها الخاص على "تويتر" - : "قد يتم طرد اثنين من كبار السن من عائلة صب لبن الفلسطينية، من المنزل الذي عاشوا فيه منذ عام 1954 في البلدة القديمة في مدينة القدس".

اقرأ ايضا: اسـتشهاد عشرات الفلسطينيين في هجمات إسرائيلية على قطاع غزة

وأضافت هاستينغز: "أن هذه الممارسة المدمرة غير المتوافقة مع القانون الدولي يجب أن تنتهي".

في غضون ذلك، حددت السلطات الإسرائيلية، اليوم الأحد، موعدًا نهائيًا لإخلاء عائلة صب لبن من بيتها لصالح المستوطنين.

وتسكن عائلة صب لبن في عقار كانت استأجرته من الحكومة الأردنية عام 1953، ومنذ احتلال القدس تحاول السلطات الإسرائيلية التضييق عليها، من خلال حرمانها من عمليات الترميم والتوسعة، وإغلاق المدخل الرئيسي المؤدي للمنزل، الأمر الذي اضطر العائلة للقفز من شرفة الجيران كطريقة وحيدة لدخول منزلها.

كما أن عائلة صب لبن تخوض نزاعًا قانونيًا مع السلطات الإسرائيلية والمستوطنين منذ 45 عامًا.

ويدعي المستوطنون أن يهودًا أقاموا في العقار قبل قيام دولة الاحتلال في العام 1948 وتسلُّم الأردن إدارة شرقي القدس، ويستندون في مطالباتهم بالعقار إلى قانون احتلالي يعود لسبعينيات القرن الماضي يسمح لليهود باستعادة ممتلكات كانت ليهود قبل قيام دولتهم.

ووفقًا لهذا القانون، يمكن لمن لا تربطهم صلة قرابة بأصحاب العقار الأصليين أن يطالبوا باسترجاعه.

وتؤكد عائلة صب لبن، أن الأردن قضى في خمسينيات القرن الماضي بكونهم "مستأجرين محميين".

ولفتت إلى أن لديها عقود إيجار أردنية تعود إلى العام 1953 إلى جانب أحكام قضائية إسرائيلية تعترف بكونهم "مستأجرين محميين".

ووفق مؤسسات حقوقية فلسطينية، تهدّد قرارات الإخلاء لصالح مستوطنين نحو 150 عائلة فلسطينية في البلدة القديمة، بسبب "قوانين تمييزية وتواطؤ سلطات الاحتلال مع المنظمات الاستيطانية".

ويقطن 220 ألف مستوطن في مستوطنات وأحياء استيطانية شرقي مدينة القدس إلى جانب 370 ألف فلسطيني.

واحتلت إسرائيل شرقي القدس في العام 1967. وضمّتها لاحقًا في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.

وأكدت عائلة صب لبن رفضها لإخلاء منزلها في البلدة القديمة بالقدس المحتلة لصالح المستوطنين، والمقرَّر تنفيذه اليوم الأحد من قبل سلطات الاحتلال.

وقالت صاحبة البيت المقدسية نورا صب لبن، في تصريحات صحفية نقلتها وسائل إعلام فلسطينية: "إنها لن تخرج من منزلها، وستبقى صامدة فيه، لأنه يطل على مسجد قبَّة الصخرة الذي وصفته بالجنة".

وشارك عدد من النشطاء صباح اليوم في وقفة أمام منزل عائلة صب لبن في البلدة القديمة، وردَّدوا هتافات رافضة لوجود المستوطنين في أحياء القدس.

 ويقع المنزل في عقبة الخالدية بالبلدة القديمة، ويقطنه الزوجان نورا ومصطفى صب لبن منذ 50 عامًا، وخاضا منذ سنوات معركة قضائية للحفاظ عليه، لكنها تسلَّمت مؤخرًا في مايو الماضي قرارًا نهائيًّا بالإخلاء.

يُذكر أن موقع المنزل حساس وقريب جدًا من المسجد الأقصى، وكانت عائلة صب لبن المقدسية استأجرته من الحكومة الأردنية قبل احتلال القدس عام 1953، بينما تدَّعي جمعية إلعاد الاستيطانية أن المنزل يملكه يهود قبل عام 1948.