حذر المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، خطيب المسجد الأقصى المبارك الشيخ محمد حسين، من خطط السلطات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني ومقدساته، وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك، لتقسيمه مكانيًا، والسماح للمستوطنين المتطرفين بالصلاة فيه، وإلغاء الوضع التاريخي والقانوني القائم فيه، مشددًا على أن ذلك سوف يشعل حربًا دينية تطال العالم بأكمله.
واستنكر المفتي - في بيان صحفي تلقت "حياة واشنطن" نسخة منه - المحاولات اليائسة لتغيير الوضع التاريخي القائم في الأقصى، والتي تسارعت مؤخرًا بشكل كبير، من خلال تزوير الحقائق.
وأكد أن تاريخ المسجد المبارك يعرفه القاصي والداني، وتعرفه الهيئات الدولية والرسمية، وهو للمسلمين وحدهم دون سواهم، ويأبى القسمة والمشاركة.
كما ناشد مفتي القدس المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته، والتدخل العاجل للجم جماح السلطات الإسرائيلية، ومنعها من تنفيذ ما تخطط له ضد المسجد الأقصى المبارك، واتخاذ القرارات العملية لدرء الأخطار المحدقة بالمقدسات الفلسطينية.
وتابع: "أن الشعب الفلسطيني مُصر على الدفاع عن المسجد الأقصى المبارك، مهما بلغت التضحيات، وأن الاحتلال إلى زوال عاجلاً أم آجلاً".
في سياق متصل، حذّرت وزارة شؤون القدس الفلسطينية، من مخطط عضو الكنيست من حزب "الليكود" الإسرائيلي عميت هاليفي، لتقسيم المسجد الأقصى المبارك، وإنهاء الوصاية الأردنية عليه، معتبرة أنه دعوة لحرب دينية.
وذكرت الوزارة - في بيان صحفي تلقت "حياة واشنطن" نسخة منه - أن الدعوة إلى إنهاء الوصاية الأردنية الهاشمية على المسجد الأقصى، والادعاء أن المسجد الأقصى ليس للمسلمين، والدعوة للسماح لليهود باقتحامه من كل أبوابه "هو لعب بالنار".
ولفتت إلى أن المخطط الداعي لاستيلاء المستوطنين المتطرفين على منطقة قبة الصخرة بمقابل بقاء المصلى القبلي لصلاة المسلمين، يضع المسجد الأقصى في دائرة الخطر الشديد.
وتابعت: "أن المخطط الذي طرحه أحد عناصر حزب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، هو بمثابة عدوان صارخ على مشاعر وعقيدة المسلمين حول العالم، وهو تعبير عن صلف وتطرف الحكومة الإسرائيلية".
وأكدت أن ما نشرته وسائل الإعلام العبرية عن التقسيم والاستيلاء على الأقصى، فضلًا عن كونه مرفوض ومستهجن؛ فإن تطبيقه سيؤدي إلى حرب دينية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.
وأشارت شؤون القدس، إلى أن المخطط هو الأكثر خطورة، ويستهدف المسجد الأقصى منذ الاحتلال عام 1967، وهو مؤشر خطير على تصاعد استهداف المسجد بدءًا بالاقتحامات عام 2003، ومرورًا بدعوات التقسيم الزماني والصلوات والطقوس التلمودية.
وشددت على أن المسجد الأقصى بمساحته الكاملة وهي 144 دونمًا، هو للمسلمين وحدهم لا يشاركهم فيه أحد ولا يقبل القسمة ولا التقسيم، لافتةً إلى أن الشعب الفلسطيني الذي أحبط مؤامرة البوابات الإلكترونية والتقسيم الزماني والمكاني، لن يسمح بمخطط إرهابي كهذا.
وكان الموقع العبري "زمان يسرائيل" كشف، الأربعاء الماضي، عن بعض تفاصيل الخطة التي يعمل عضو كنيست الاحتلال عاميت هليفي على تطبيقها للسيطرة على المسجد الأقصى، وتقسيمه بين المسلمين واليهود.
وتتمحور الخطة على إعطاء المسلمين مربعًا يشمل المسجد القبلي والمربعات القريبة منه؛ مقابل أن يعطي لليهود المنطقة الشمالية، بما فيها "قبة الصخرة" بادعاء أنها أقيمت فوق "الهيكل المزعوم".
اقرأ ايضا: الشرطة الإسرائيلية تعتقل 3 فلسطينيين لمحاولة اغتيال بن غفير ونجله
كما تشمل الخطة، السماح لليهود بالدخول من كافة بوابات الأقصى دون مرافقة الشرطة متى شاءوا، إضافة إلى طرد الأردنيين من المسجد باعتبارهم دولة أجنبية لا يحق لها التدخل في إدارته، وفق الموقع العبري.