أكد مؤتمر "فلسطينيي أوروبا"، اليوم الأربعاء، على حق العودة للاجئين للفلسطينيين إلى أراضيهم التي احتلها الاحتلال الإسرائيلي عام 1948م.
وحضر هذا المؤتمر في دورته العشرين الذي نظم في مدينة مالمو جنوب السويد، نحو ألف شخص غالبيتهم من الجالية الفلسطينية المقيمة في أوروبا.
اقرأ ايضا: زعيم المعارضة الإسرائيلية يدعو لعقد مؤتمر في الرياض لاستعراض "خطة إنهاء الحرب"
لكن مؤتمر "فلسطينيي أوروبا"، أثار جدلاً واسعًا، وتداعيات سياسية لم تتوقف، حيث أقالت الحكومة السويدية، نائبًا في البرلمان السويدي، وسياسيًا أخر من أصول فلسطينية، إثر مشاركتهم في فعالياته نهاية شهر مايو/أيار الماضي.
وأعلن حزب المحافظين (الموديرات) السويدي، إقالة السياسي في بلدية مالمو، محمد يوسف محمد الذي نشط في صفوف الحزب نحو ثلاثة عقود، وذلك عقب مشاركته في مؤتمر “فلسطينيي أوروبا".
وقال السياسي محمد محمد، الذي تقلد مناصب عدة في المجلس البلدي ومجلس إدارة بلدة مالمو: إن "حزب المحافظين عرف بكراهيته للمهاجرين، وصداقته الحميمية مع إسرائيل".
وأضاف: "شاركت مرات عدة، وفي مدن أوروبية مختلفة في هذا المؤتمر، ولم أسمع أي انتقاد أو تعليق"، معربًا عن تبعات قرار الحزب وما يليه من عواقب سيئة على مصداقية قانون الحريات الذي يعد مقدسًا في السويد.
وأكمل محمد: "قرار إقالتي قد يضعف إيمان المواطنين وثقتهم بتطبيق قانون الحريات في السويد، كما سيهزّ الثقة بين المواطن والحاكم، وبين الأحزاب السياسية وجمهورها، وسيؤثّر سلبًا في أشكال الاندماج كلها".
وأعاد مسؤولون في الحزب الاتصال بمحمد يوسف، على أن يتم إعادة عضويته ومهامه الحزبية كلها وأيضًا في البلدية، لاحقًا، في خطوة لافتة توحي بتراجع حزب المحافظين عن قراره.
من جانبه، أعلن النائب في البرلمان السويدي عن الحزب الاشتراكي الديمقراطي جمال الحاج، عن تجميد مؤقت لمهامه في لجنة الشؤون الخارجية للبرلمان.
وأكد الحاج، أنه "لا يوجد شيء في العالم يمكن أن يجعله يتخلى عن حلم العودة إلى فلسطين".
وأجرت القيادية في الحزب الاشتراكي، لينا هالينغرين، في وقت سابق، محادثة مع الحاج قبل مشاركته في المؤتمر، ابلغته بقرار الحزب بعدم المشاركة، كما وأبلغته بمذكّرة تفيد بأن الحزب يعارض تلك المشاركة وأنه سينتج عنها عواقب.
واعتبرت هالينغرين، إقالة الحاج من عضوية الحزب، "أمرًا غير واقعي".
وهاجم مسؤولون الحزب الاشتراكي الديمقراطي، وطالبوا بضرورة إقالة الحاج من البرلمان، ومن عضويته في لجنة الشؤون الخارجية معًا.
ويتهم مسؤولون أوروبيون، مؤتمر "فلسطينيي أوروبا" بأنّ له علاقة ما تجمعه بحركة "حماس"، التي يصنّفها الاتحاد الأوروبي بحركة "إرهابية"، في حين يرى الحاج أن المؤتمر لا يربطه أي صلة مع "حماس".
وقررت أحزاب الاشتراكيين الديمقراطيين والبيئة واليسار في السويد، عدم المشاركة في المؤتمر، بعد اتهامات لرئيسه وهو "أمين أبو راشد" بأن له صلة بحركة "حماس"، وفق زعم الأحزاب.
بدوره، قال وزير الخارجية السويدي توبياس بيلستروم: "من المقلق المشاركة في هذا النوع من الأنشطة التي تنظمها منظمة إرهابية"، على حدّ وصفه.
وأعلن، أمين أبو راشد، رئيس مؤتمر "فلسطينيي أوروبا" في مؤتمر صحفي عقده أمس في مدينة مالمو، أنه سيقاضي من وصفهم بأنهم حاولوا تشويه سمعته الشخصية وسمعة المؤتمر.
وأكد أبو راشد، أن المؤتمر هو مؤسسة أوروبية مرخّصة، وينعقد في مالمو بترخيص السلطات السويدية الرسمية وحمايتهم، موضحًا أن هذه النسخة العشرين التي تنعقد على أرض أوروبية، وتنعقد في مالمو للمرة الثالثة.
وشدد على أنه لا ينتمي لأي تنظيم فلسطيني، وهو مواطن هولندي من أصل فلسطيني.
وفيما يتعلق بالصورة التي جمعته، بإسماعيل هنية رئيس حركة حماس، قال أبو راشد: "التقطت الصورة خلال زيارته لغزة في قافلة إغاثة أوربية (إغاثة غزة)، وكانت تقله مع عدد من الناشطين الإنسانيين الأوربيين".
وأشار إلى أن "شخصيات أوروبية وغربية عدة التقطت صورًا مع القيادي في حماس".
اقرأ ايضا: "وسط القصف وأزيز الرصاص".. إسرائيل تجبر الفلسطينيين على النزوح من حي الشجاعية
وعن سبب مقاطعة سياسيين وبرلمانيين سويديين للمؤتمر، أوضح أبو راشد، السبب الرئيسي وهو تعرض هؤلاء لتهديدات مباشرة، حيث تلقوا رسائل مضللة حول المؤتمر”.