كشف تحقيق أمريكي جديد، تزايد استهداف القوات الخاصة الإسرائيلية المعروفة باسم "المستعربين" للمدنيين الفلسطينيين بشكل مباشر عبر قتلهم، خاصة الأطفال منهم.
وجاء في التحقيق الذي نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن الاقتحامات الإسرائيلية للمدن الفلسطينية أصبحت عنصرًا أساسيًا من عناصر الحياة في الضفة الغربية، والتي غالبًا ما كانت تحدث خلال فترة الليل، إلا أن هذا العام 2023 وفي ظل حكومة يمينية متطرفة، تم تنفيذ عدد متزايد من الاقتحامات خلال ساعات النهار في مناطق مكتظة بالسكان مثل جنين".
اقرأ ايضا: تواصل عمليات الإنقاذ والإغاثة في المغرب
وتحدثت الصحيفة في التحقيق عن 15 أظهرت اقتحام دموي للقوات الإسرائيلية في مدينة جنين خلال نهار يوم 16 مارس الماضي، والذي أدى إلى استشهاد 4 مواطنين هم، "نضال خازم، ويوسف شريم، وعمر عوادين، ولؤي الصغيّر".
وذكرت الصحيفة الأمريكية أن هناك مقاطع فيديو التقطتها كاميرات مراقبة متواجدة في المحلات التجارية المجاورة لمكان اقتحام القوات الخاصة الإسرائيلية.
وتحدثت الصحيفة إلى 9 شهود وحصلت على شهادات من 4 آخرين لإعادة تصوير الاقتحام بنظام ثلاثي الأبعاد.
وأوضح عدد من الخبراء المحليين للصحيفة الأمريكية، أن اقتحام الاحتلال لمدينة جنين في نهار 16 مارس يعدّ انتهاكًا للحظر الدولي على عمليات القتل خارج نطاق القانون، وأنّ هذا الانتهاك تزيد فداحته لكون من ادعت إسرائيل أنّهما مسلحان لم يكونا يشكّلان أيّ تهديد للقوات الإسرائيلية لحظة الاغتيال، إلى جانب وجود العديد من المدنيين في المكان.
وأثنى على هذه الشهادة، المقرر الخاص السابق للأمم المتحدة المعني بحالات الإعدام خارج القضاء فيليب ألستون، والذي قال لـ "واشنطن بوست"، إنه بعد مراجعة الأدلة التي قدمتها الصحيفة، "يمكن للمرء أن يقول بدرجة من الثقة أن هذه عمليات إعدام خارج نطاق القضاء".
وأضاف ألستون: "الفشل في القبض على الشابين تفاقم بعد ذلك بإطلاق المزيد من الطلقات المميتة حتى بعد تحييد الشخصين".
ونقلت الصحيفة عن المقرر الخاص السابق للأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية، مايكل لينك، قوله إن "عمليات القتل هذه غير مشروعة إلى حد بعيد بموجب المعايير الدولية، وما يزيد من عدم مشروعيتها هو اختيار تنفيذ عمليات الاغتيال في سوق مدنية مزدحمة بشكل واضح".
وأضاف لينك: "بدا أن أيا من الشابين المستهدفين في الغارة، لم يمثلا أي تهديد ولا حتى تهديد وشيك، وكان من الممكن إلقاء القبض عليهما".
وتحدث أيضًا في هذا التحقيق، مايكل سفارد، وهو محام في مجال حقوق الإنسان سبق أن طَعَنَ في شرعية الاغتيالات التي تنفّذها إسرائيل، أمام المحكمة العليا الإسرائيلية، حيث وصف اقتحام جنين بأنه "نموذج مثالي لكيفية تنفيذ إسرائيل للعمليات التي تشمل القوة المميتة".
وقالت المحامي بجمعية "حقوق المواطن في إسرائيل" روني بيلي، إن المبدأ الأساسي هو أنه "لا تفتح النار إلا إذا كنت في خطر"، لكن بحسب منظمات حقوق الإنسان، فإنّ مسألة ما الذي يشكل خطرًا هي مسألة ضبابية في ظل القانون الإسرائيلي.
وحسب الصحيفة، فإن بعضًا من الوثائق الأمريكية السرية التي تم تسريبها مؤخرًا من خلال منصة "ديسكورد" عبر الإنترنت، سلّطت الضوء على مخاوف واشنطن المتزايدة من أن الاقتحامات الإسرائيلية في الضفة الغربية بما في ذلك اقتحام الاحتلال لمدينة نابلس بتاريخ 22 شباط/ فبراير الماضي، حيث أطلقت القوات الإسرائيلية النار على مجموعة من المدنيين، إذ تؤكد ولشنطن أن هذا السلوك قد يخرّب الجهود الدولية لتهدئة الأوضاع في المنطقة.
اقرأ ايضا: تحقيق يكشف دور اللوبيات الإسرائيلية مع إدارة "فيسبوك" في محاربة المحتوى الفلسطيني
وأشارت الوثائق، إلى أنّ أحد التقييمات السرية لاقتحام الاحتلال مدينة جنين في 7 مارس الماضي، حذّر من أنّ اقتحامًا من هذا النوع من شأنه أن يدفع الفلسطينيين إلى الانتقام والرد على الانتهاكات الإسرائيلية.