بالصورانطلاق ملتقى الحوار الوطني الفلسطيني في بيروت بدعوات لإحياء منظمة التحرير

مشاركة
ملتقى الحوار الوطني الفلسطيني ملتقى الحوار الوطني الفلسطيني
بيروت - جيهان الحسيني 12:46 م، 20 مايو 2023

أطلق "المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج"، في العاصمة اللبنانية بيروت، اليوم السبت، أعمال ملتقى الحوار الوطني الفلسطيني، بحضور شخصيات نضالية ووطنية فلسطينية من الداخل والخارج.
وانطلق الملتقى بعزف السلام الوطني الفلسطيني، ثم وقف المشاركون في الملتقى دقيقة حدادا على أرواح الشهداء الفلسطينيين، وحرصوا على رفع أعلام فلسطين، قبل انطلاق الملتقى، في ما بدا أنه رد على "مسيرة الأعلام" العنصرية التي نظمها مستوطنون متطرفون في مدينة القدس المحتلة أول من أمس.
وسيطرت دعوات تفعيل دور منظمة التحرير الفلسطينية، على كلمات قيادات "المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج"، خلال الجلسة الافتتاحية لملتقى الحوار الوطني.
يشار إلى أن "المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج"، هو تجمع شارك في تأسيسه فلسطينيون من مختلف دول العالم، وأُطلق في فبراير من العام 2017 بتركيا، ويتخذ من بيروت مقرا له.
وفي مارس الماضي، أطلق "المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج"، "الاستراتيجية الوطنية"، من بيروت، والتي تهدف إلى تطوير المقاومة الفلسطينية، وتعزيزها، ورفع مستوى التنسيق فيما بين قواها، وتكريس القدس عاصمة للدولة الفلسطينية، وتعزيز وتعظيم دور فلسطينيي الخارج في مقاومة الاحتلال، وحشد الدعم والتأييد العربي والإسلامي والدولي للقضية الفلسطينية.
وكان القائمون على "ملتقى الحوار الوطني الفلسطيني"، نظموا للمشاركين فيه أمس زيارة لمخيم برج البراجنة، في ضاحية بيروت الجنوبية و "مسيرة أعلام"، رفع خلالها المشاركون فيها أعلام دولة فلسطين، وذلك قبل افتتاح فعاليات الملتقى، الذي يُختتم غدا.
وأعرب الدكتور أحمد محيسن الأمين العام لـ "المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج"، في كلمته في مستهل أعمال الملتقى، عن شكره للبنان حكومة وشعبا لاستضافة الملتقى، مشددا على أن المؤتمر الشعبي كان وسيبقى "مؤتمر تكريس وحدة الشعب الفلسطيني"، ومؤتمر لكل من يرفعون أعلام العودة إلى الديار، ومؤتمر "صوت فلسطين الحر الصادق في الشتات".

ملتقى الحوار الوطني الفلسطيني في بيروت

وأشار إلى أن المؤتمر أكد منذ انطلاقته في العام 2017، ولا زال يؤكد، أنه ليس بديلا ولا جسما موازيا لمنظمة التحرير الفلسطينية، وإنما يدعو لتفعيل دور المنظمة، وضرورة إعادة تشكيلها لتكون جامعة لكل ألوان الطيف الفلسطيني.
وشدد على أن المؤتمر لا يريد تجاوز المنظمة، ولكنه الأحرص على إحياء دورها، وحيا صمود أهل غزة والضفة والقدس، وثبات المرابطين في ساحات المسحد الأقصى، حيث يدافعون عن عروبة فلسطين وأرض وعرض ومقدسات المسلمين.
وحيا الأسرى في سجون الاحتلال، مشددا على أن الشعب الفلسطيني مُصر ومتمسك بكل حقوقه وثوابته، وعلى رأسها التحرير والعودة، موضحا أن ملتقى الحوار يعد حاجة ماسة في الوقت الراهن في ظل المتغيرات الاقليمية والدولية، ولتوفر القناعة بأهمية تشكيل قوة دفع وتشجيع على بناء الجبهة الوطنية الفلسطينية الموحدة كإطار لتنسيق الجهود الوطنية، بما يُعزز الجهود لتفعيل دور منظمة التحرير الفلسطينية كمرجعية وإطار وطني جامع للفعل الفلسطيني.
وأشار إلى توفير حاضنة وطنية داعمة لمشروع الصمود والتحدي ومقاومة الاحتلال على قاعدة التمسك بالثوارت الوطنية وتبني المقاومة خيارا استراتيجيا لتحرير الأرض وإنهاء الاحتلال، والتنسيق بين فلسطينيي الداخل والخارج لتوحيد الجهد الوطني بين أبناء الشعب الفلسطيني في مختلف مواقع وجوده، متمنيا أن يُدار الحوار بشكل أخوي وعميق وهادف في محاولة لاستشراف التوجهات الوطنية الفلسطينية في ادارة المرحلة القادمة.
من جانبه، استعرض حسن الخريشة نائب رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني، الوضع الفلسطيني في الداخل، لافتا إلى أنه وضع مأزوم جراء الأزمات المركبة التي يفتعلها البعض أو يكرسها الانقسام أو يعمقها أوهام البعض في البحث عن تسوية وتنسيق أمني.
وأشار إلى انتهاكات العدو في الأراضي الفلسطينية ومجازره اليومية في الضفة وغزة والقدس والمسجد الأقصى، لافتا إلى "أنه بالمقابل هناك نخبة حاكمة متنفذة تمثل قيادة مرتجفة تتمسك بمكاسبها وتمارس الافساد والقمع والاعتقال وتعزل نفسها عما يجري".

اقرأ ايضا: منظمة فلسطينية تُجبر شركات بريطانية على قطع علاقاتها بإسرائيل

ملتقى الحوار الوطني الفلسطيني في بيروت

وقال الخريشة: "عربيا هناك أنظمة انتقل الكثير منها من مربع الدفاع السلبي عن فلسطين إلى العدوان السلبي وأحيانا الفعلي ضد فلسطين وشعبها عبر هرولة غير مسبوقة للتطبيع وصلت إلى حد الاحتفال بتأسيس دولة الاحتلال، وهو اليوم الذي يصادف نكبة الشعب الفلسطيني".
وأضاف: "اليوم هناك فدائيون جدد ولدوا بعد أوسلو، وهم عابرون للتنظيمات متفقون على مقاومة الاحتلال مجسدون لشعار "وحدة المقاومين فوق أرض المعركة"، وبدأو ا في جنين وفي مخيمها باسم "كتيبة جنين" ثم في "عرين الأسود" في نابلس، وتوالت الانطلاقات في مناطق أخرى، وننتظر أهل الخليل للالتحاق بهذا الركب".
وأوضح أن تلك الكتائب تتصدى لاقتحامات الاحتلال مستندين على حاضنة شعبية تكبر يوميا وعلى مقاومة صلبة في غزة راكمت قوة واثبتت نفسها وفرضت معالجات جديدة.
وأكد أن "هذا الأمر جعل الاحتلال يتخبط ويرتكب المجازر بهدف اجتثاث المقاومة في الضفة حتى لا تُستنسخ تجربة غزة في الضفة، ثم هرول الأمريكان وبعض أجهزة المخابرات العربية، تحت عنوان التهدئة، وعقدوا مؤتمرات أمنية في العقبة وشرم الشيخ لتنفيذ مخطط القضاء على المقاومة من خلال اغراءات مادية وأمنية، ولكن جاء الرد في حوارة والقدس، ومناطق أخرى".
وقال إن "كرة الثلج تكبر الآن لتعم كل مدن وقرى الضفة، وأصبح لدينا الرمزية والقدوة، المتمثلة في أمهات وزوجات وشقيقات الشهداء"، لافتا إلى أن "المؤتمر الشعبي جامع لكل الفلسطينيين وهو ممثل للشعب الفلسطيني، وعليه توحيد الشتات لأخذ دوره في تحقيق وحدة الشعب الفلسطيني، لنستعيد منظمة التحرير الفلسطينية من خاطفيها، فهي ملك لكل أبناء الشعب الفلسطينين"، داعيا إلى مواصلة الضغط من أجل إجراء انتخابات للمجلس الوطني الفلسطيني لنعيد الاعتبار لمنظمة التحرير.
من جهته، قال الأمين العام السابق للمؤتمر القومي العربي معن بشور، وهو كاتب سياسي قومي عربي لبناني، إن "فلسطينيي الشتات جبهة أخرى قوية من جبهات الصراع مع العدو والاحتلال، بل إنهم يملكون طاقات وامكانيات تتيح المجال لأن تأخذ معركتنا من أجل تحرير فلسطين موقعها على الصعيد الأممي والعالمي"، مؤكدا أن "بيروت عاصمة العروبة والمقاومة حيث احتضنت فلسطين منذ اليوم الأول لنكبتها".
وأشار إلى أن "الملتقى ينعقد في ظروف بالغة الأهمية فلسطينيا وعربيا ودوليا، وهناك فرصة متاحة لتحقيق مكاسب على طريق تحرير فلسطين".
وأكد أن "الحوار ليس حاجة فلسطينية فقط بل هو حاجة عربية أيضا"، لافتا إلى أن "الاستبداد هو أحد أهم أسباب ما شهدناه من تراجع في منطقتنا العربية".
وشدد على "الحاجة إلى حوار هادف لتوفير آليات ووسائل تُحقق مهمات محددة نحتاجها في نضالنا ضد العدو"، موضحا أن لدى فلسطينيي الشتات الكثير مما يقدمونه للقضية المركزية على الصعد السياسية أو الإعلامية أو المادية أو القانونية.
وأوضح أن "الحوار ليس لقاء في مؤتمر، ولكنه خطاب وحدوي غير إقصائي، يدرك المشاركون فيه أن هناك خلافات ولكن يدركون أيضا أن هناك حاجة لتقليلها الى الحد الأدنى"، مضيفا: "فلسطينو الشتات لديهم دور هام في اسقاط الشرعية عن كيان العدو أمام المجتمع الدولي وطرده من كل المنظمات والمؤسسات على غرار ما حدث مع النظام العنصري في جنوب افريقيا، وعلى غرار ما حدث في الاتحاد الافريقي عندما اقترحت الجزائر وجنوب افريقيا طرد هذا الكيان من الاتحاد كعضو مراقب"، مؤكدا أن "هناك ظروفا سياسية وقانونية باتت تحيط بالقضية تسمح بخوض هذه المعركة".
وبعد كلمة معن بشور، تم عرض فيلم تسجيلي عن "المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج"، استعرض الأسباب والعوامل التي دفعت لتأسيس هذا المؤتمر، وانجازاته على مدار السنوات الماضية.
ثم ألقى فايز بصبوص رئيس لجنة فلسطين في البرلمان الأردني، كلمة الأردن، منتقدا انتهاكات "الكيان الصهيوني"، في الأراضي الفلسطينية، لافتا إلى أن الحكومة الإسرائيلية الحالية، هي الأكثر تطرفا في تاريخ هذا الكيان.
وقال إن الدبلوماسية الفذة التي اتبعها الأردن، ويقودها بكل فهم عميق ملك الأردن عبد الله الثاني، كانت عاملا حاسما في إجهاض كل تفاصيل الانقضاض على تفاصيل القضية الفلسطينية، لافتا في هذا الصدد إلى صفقة القرن.
وأكد أن إبقاء الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية في القدس، يعني إبقاء الصراع عربيا صهيونيا، وليس فلسطينيا صهيونيا، وقال إن "ظهور الوصاية الهاشمية على السطح في هذه المرحلة هو توظيف سياسي من قبل الدولة الأردنية في مواجهة هذا الكيان"، داعيا إلى إبراز البعد السياسي للوصاية الهاشمية، وأضاف أنه لا حياد أردني في دعم مفاعيل المقاومة العسكرية أو السياسية.
من جانبه، قال سمعان خوري، في كلمة ألقاها نيابة عن "اتحاد فلسطينيي أمريكا الاتينية"، إنه لا شك في أن الملتقى الوطني للحوار الفلسطيني يعقد في ظل تحديات كبيرة تواجه الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج، لافتا إلى ضرورة تعزيز دور الشعب الفلسطيني وبناء وحدته الوطنية.
وأضاف: "تقع على عاتقنا مسؤوليات جسام أمام شعبنا"، داعيا إلى إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية وإنقاذ المشروع الوطني، معربا عن التطلع لتبني استراتيجية وطنية موحدة في مواجهة الاحتلال ورفع مستوى ودور فلسطينيي الخارج في معادلة الصراع مع العدو الصهيوني.
وأكد أن منظمة التحرير تعرضت إلى انتكاسة وتحتاج إلى عملية إصلاح وتصويب، ما يتطلب من الجميع التوحد من أجل هدف إصلاح المنظمة وفق ثوابت ومرتكزات القضية الفلسطينية.
وفي ختام الجلسة الافتتاحية لملتقى الحوار الوطني الفلسطيني، تحدث عضو "الملتقى الوطني الأردني لدعم المقاومة وحماية الوطن"، الدكتور عبد الفتاح الكيلاني، مؤكدا أن القضية الفلسطينية ستظل بوصلة العمل العربي والقضية الأم لكل الوطن العربي.
وأضاف أن "تحرير فلسطين هو وعد الله"، داعيا إلى تشكيل حاضنة للمقاومة في مختلف الأقطارالعربية، لأن مشروع المقاومة الآن هو المشروع الوحيد الذي أجمع العرب والمسلمون على أنه سيحقق التحرير لكل أرض فلسطين.
وبعد انتهاء الكيلاني من كلمته، دار نقاش بين الحضور حول وثيقة "الاستراتيجية الوطنية" التي تحمل رؤية "المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج"، بهدف تطوير تلك الرؤية، التي استعرض محاورها وغاياتها الدكتور محمد ياسر عمرو عضو الأمانة العامة للمؤتمر.
ومن جهته، قال نائب الأمين العام لـ "المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج" هشام أبو محفوظ، إن الحضور في الملتقى يمثل كل أطياف الشعب الفلسطيني، لافتا إلى أن الحوار في الملتقى سيتناول موضوعات الواقع الفلسطيني وأيضا "الاستراتيجية الوطنية"، التي يقترحها المؤتمر الشعبي.
وبعد الجلسة الافتتاحية، عقدت جلسة نقاش مغلقة بين المشاركين في الملتقى، وأدارها الإعلامي عدنان حميدان نائب رئيس "المنتدى الفلسطيني في بريطانيا".