قادة العرب يتوافدون على أرض الحرمين .. والمستوطنون يُعربدون في أولى القبلتين

مشاركة
مسيرة للمستوطنين في القدس وقمة عربية في جدة مسيرة للمستوطنين في القدس وقمة عربية في جدة
رام الله _ حياة واشنطن 11:13 ص، 18 مايو 2023

فيما كان قادة الدول العربية يتوافدون على أرض الحرمين الشريفين، لحضور القمة العربية الثانية والثلاثين، التي تعقد غدا في جدة، كان المستوطنون الإسرائيليون المتطرفون يعربدون في باحات المسجد الأقصى المبارك، أولى القبلتين، ومحيطه، ويستبيحون مدينة القدس المحتلة، خلال تنظيمهم "مسيرة الأعلام"، التي تتزامن مع استكمال الجيش الإسرائيلي، احتلال المدينة المقدسة.

ولم تخل كلمات وزراء الخارجية العرب أمس، خلال اجتماعهم التمهيدي للقمة العربية المقررة غدا، من إدانات مكررة وشجب مُعتاد لانتهاكات قوات الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، وتحميل لا طائل منه، لسلطات الاحتلال، المسؤولية الكاملة عن تلك الانتهاكات، التي لا يدفع ثمنها سوى الفلسطينيين.

اقرأ ايضا: العثور على جثمان ممثل حركة "حياد" الحاخام الأكبر لدولة الإمارات

وأدان الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، سماح السلطات الإسرائيلية بتنظيم "مسيرة الأعلام" في مدينة القدس المحتلة، مؤكدا أن "مثل هذه الأفعال المتهورة، التي تجري تحت حماية الحكومة الإسرائيلية وبمشاركة من بعض رموزها، إنما تصب الزيت على النار وتدفع بالأوضاع إلى حافة الانفجار في الأراضي المحتلة".

ونددت حكومات عربة ووزراء ومسؤولون في جدة، بتلك المسيرة التي وصفوها بـ "الاستفزازية"، وهي ذات التنديدات والاستنكارات المتوقع إلقاؤها على مسامع المواطن العربي، في كلمات القادة العرب غدا.

وربما من قبيل المصادفة أن تتزامن "مسيرة الأعلام" العنصرية، مع تجمع قادة العرب في السعودية، لكنها مصادفة كاشفة لعدم الاعتبار الذي تتعامل به سلطات الاحتلال مع الحكومات العربية.

ففيما مراسم الاستقبال تتوالى والأناشيد الوطنية العربية تُعزف في جدة وأعلام الدول تُرفرف، إيذانا بوصول زعيم أو قائد عربي إلى أرض المملكة العربية السعودية، كانت الطقوس اليهودية تؤدى والترامين اليهودية تُدوي وأعلام إسرائيل تُغطي مشهد مدينة القدس المحتلة، وسط اقتحامات لحشود ضخمة من المستوطنين للمسجد الأقصى المبارك، على شكل مجموعات متتالية، بقيادة وزراء وأعضاء في الكنيست الإسرائيلي.

اقرأ ايضا: "كتائب القسام" تعلن القضاء على قوة إسرائيلية راجلة بالكامل

ولم تأبه قوات الاحتلال لأي غضب عربي محتمل، فحولت المدينة المقدسة إلى "ثكنة عسكرية" لتأمين "مسيرة الأعلام"، التي ينظمها المستوطنون المتطرفون، وضرب جنود إسرائيل، حراس المسجد الأقصى، وأغلقوا متاجر بلدتها القديمة وأخلوا أزقتها وشوارعها العتيقة من كل وجود عربي، لتميهد الأأرض تحت أقدام المستوطنين، ليعيثوا فسادا في مسرى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.