الأمم المتحدة تُحيي غدا ذكرى النكبة للمرة الأولى: جلسة رسمية ومعرض وحفل

مشاركة
الفلسطينيون يستعدون لإحياء ذكرى النكبة غدا الفلسطينيون يستعدون لإحياء ذكرى النكبة غدا
نيويورك - حياة واشنطن 09:22 ص، 14 مايو 2023

تحيي الأمم المتحدة، لأول مرة، الذكرى الخامسة والسبعين لنكبة الشعب الفلسطيني في فعالية رسمية، تُعقد غدا في مقر المنظمة الدولية في نيويورك، بحضور الرئيس لفلسطيني محمود عباس، المقرر أن يُلقي خطابا خلال تلك الفعالية.

وكانت "لجنة الأمم المتحدة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف"، كُلفت وفقا لقرار رسمي صدر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة، في نوفمبر الماضي، بإحياء ذكرى النكبة، عبر تنظيم حدث رسمي في مقر الأمم المتحدة.

وأيدت القرار 90 دولة، وعارضته 30 دولة، فيما امتنعت 47 دولة عن التصويت، وطلب القرار من "شعبة حقوق الفلسطينيين بالأمانة العامة"، تكريس أنشطتها في العام 2023 للاحتفال بالذكرى الخامسة والسبعين للنكبة، بما في ذلك إقامة حدث رفيع المستوى في قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة في 15 مايو المقبل.
ونال القرار ترحيبا فلسطينيا واسعا، إذ يُعد "اعترافا أمميا بالمأساة الفلسطينية التي أدت إلى تهجير الشعب الفلسطيني، وتحويل أكثر من نصفه إلى لاجئين في الشتات، ونصفهم الآخر تحت اضطهاد نظام فصل عنصري".

وسيرأس الحدث السفير شيخ نيانغ، رئيس لجنة الأمم المتحدة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف، وسيلقي خلاله الرئيس محمود عباس خطابا مهما، إضافة إلى كلمات من وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية وبناء السلام روزماري ديكارلو، والمفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى (الأونروا) فيليب لازاريني، وممثلي المجموعات الإقليمية والمجتمع المدني.

وإلى جانب الفعالية الرسمية، سيقام حدث تذكاري خاص وحفلة موسيقية في قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة ، مساء غد، بهدف خلق تجربة ثرية حول نكبة الشعب الفلسطيني، من خلال صور ومقاطع فيديو وشهادات، وحفل موسيقي، تُحييه الفنانة الفلسطينية سناء موسى، كما يتضمن فقرة للعازف والملحن نسيم الأطرش، الذي رشح لجائزة "جرامي"، برفقة أوركسترا نيويورك العربية.

ودُعي لحضور تلك الفعاليات جميع أعضاء الأمم المتحدة ومراقبيها، إضافة إلى المنظمات الحكومية الدولية ومنظمات المجتمع المدني وبعض الجمهور.

وقال مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة السفير رياض منصور، إن جهودا كبيرة بُذلت لإنجاح تلك الفعاليات بهدف سرد الرواية الفلسطينية عن واقع النكبة.

وأوضح أن الفعالية الفنية ستقام في قاعة تتسع لنحو 2000 شخص، وتوقع أن تكون مكتظة بالحضور من السلك الدبلوماسي وموظفي الأمم المتحدة وأبناء الجالية الفلسطينية والأصدقاء من حول العالم وبحضور الرئيس الفلسطيني.

وأكد السفير منصور، أن إحياء الأمم المتحدة ذكرى النكبة الخامسة والسبعين، يعني أن الجمعية العامة ولأول مرة، تعترف بشكل رسمي بنكبة الشعب الفلسطيني.

وتسعى دولة الاحتلال الإسرائيلي، لضمان تمثيل دولي متواضع في فعالية إحياء ذكرى النكبة، في الأمم المتحدة ، إذ بذلت وزارة الخارجية الإسرائيلية جهودا كبيرة لإقناع دول العالم بالامتناع عن الحضور في تلك الفعالية، أو على الأقل الحضور بمستوى تمثيل متدنٍ.
وتسعى إسرائيل ابتداء إلى امتناع الدول عن إرسال مبعوثين من طرفها لحضور تلك الفعالية، وخصوصا وزراء الخارجية، على أن يظل الخيار الأفضل من وجهة نظر إسرائيل عدم حضور الفعالية مطلقا.
وبعثت وزارة الخارجية الإسرائيلية، رسالة إلى مندوبي بعض الدول في الأمم المتحدة، قالت فيها: "رجاء خاطبوا المستوى الرفيع من أجل امتناع دولتكم عن المشاركة في إحياء الذكرى الـ75 للنكبة. سيأتي أبو مازن (الرئيس الفلسطيني محمود عباس) ليلقي خطابا، فاطلبوا من زملائكم خاصة من المستويات الرفيعة، واطلبوا منهم أن يحثوا مندوبيهم في الأمم المتحدة، ألا يشاركوا في الفعالية التي تتبنى الرواية الفلسطينية التي تعارض حق إسرائيل في الوجود".
وبالتوازي مع تلك الجهود، يعمل مندوب إسرائيل في الأمم المتحدة جلعاد إردان، لدى بعض الدول، على إدانة فعالية إحياء ذكرى النكبة.
وشدد مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة السفير رياض منصور، على أن انخراط بعض الأطراف في محاولات لثني دول عن الحضور والمشاركة في فعاليات إحياء ذكرى النكبة، لن يجدي نفعا ولن يكلل بالنجاح، متوقعا حضورا ضخما في قاعة الجمعية العامة للمشاركة البرنامج الرسمي والثقافي، الذي سيكون فريدا من نوعه.

وأضاف منصور: "لن يكون مستغربا أن تعادي إسرائيل خطوة اعتراف الأمم المتحدة بالنكبة، كونها الطرف الرئيسي الذي خلق هذه المأساة، ولأنها ما انفكت تحاول إلغاء وجود وحقوق الفلسطينيين، بزعم أنها الوحيدة صاحبة حق تقرير المصير والوجود والأرض".