حين بدأ العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يوم الثلاثاء الماضي، نشر موقع الطوارئ في إسرائيل، توجيهات خاصة لـ "الجبهة الداخلية" في المناطق التي تبعد 40 كيلومترا عن قطاع غزة، في مؤشر على تقييم الاستخبارات الإسرائيلية لمدى صواريخ المقاومة عند هذا الحد.
لكن اليوم السبت وصل القصف الصاروخي للمقاومة إلى مدينة الخضيرة المحتلة، للمرة الأولى، علما بأن "الخضيرة تبعد 112 كيلومترا عن القطاع، إذ ظلت "الخضيرة" الواقعة في منتصف الطريق بين تل أبيب وحيفا، في مأمن من صواريخ المقاومة في كل جولات المواجهات السابقة بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.
كما اضطرت سلطات الاحتلال إلى إلغاء حفل فرقة البوب الشهيرة "باك ستريت بويز"، في "ريشون لتسيون"، التي كانت مقررة مساء اليوم، بعد تقييم للوضع الأمني، وتقع مدينة "ريشون لتسيون" في وسط إسرائيل، جنوب تل أبيب، وتبعد عن قطاع غزة أكثر من 60 كيلومترا.
وتشن قوات الاحتلال الإسرائيلي، منذ الثلاثاء الماضي، عدوانا على قطاع غزة، إذ استهدفت مقاتلات الاحتلال عدة مواقع في القطاع، ما أسفر عن استشهاد 33 فلسطينيا بينهم 6 من قيادات "سرايا القدس" (الجناح العسكري لحركة "الجهاد الإسلامي)، وردت قصفت فصائل المقاومة الفلسطينية، بقصف مستوطنات ومدن إسرائيلية عديدة، بمئات الصواريخ.
وثارت مخاوف من تفاقم الصراع إلى حد اندلاع حرب جديدة ضد قطاع غزة، خصوصا في ظل وجود أصوات يمينية متشددة في الائتلاف الحكومي بدولة الاحتلال، تتبنى شن تلك الحرب.
ورغم نحاج الاستخبارات الإسرائيلية في تحديد مواقع قيادات "سرايا القدس" في قطاع غزة بغرض اغتيالهم، إلا أنها لم تتوقع على نحو دقيق القدرات العسكرية للمقاومة، التي أطلقت عدة صواريخ مضادة للطائرات مطورة، تجاه المقاتلات الإسرائيلية.
وقال مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنجبي، اليوم السبت، إن حركة "الجهاد الإسلامي" لديها 6 آلاف صاروخ في ترسانتها، فيما حركة "حماس" لديها أربعة أضعاف هذا العدد.
وهذا التقييم أيضا ربما يعتريه عدم الدقة، إذ أمطرت المقاومة الأراضي المحتلة، بما فيها تل أبيب بمئات الصواريخ، فيما تستعد فصائلها لأشهر من القتال، حسب ما أعلنت "سرايا القدس"، علما بأنه حتى اللحظة، لم تخرج معادلة الصراع عن دائرة "حركة الجهاد الإسلامي"، إذ لم تلتحق كتائب "عز الدين القسام"، الجناح العسكري لحركة حماس بالقتال بعد.
اللافت في رد المقاومة على العدوان الإسرائيلي هذه المرة، هو الفشل الذريع الذي اعترى منظومة الدفاع الإسرائيلية، المسماة بـ "القبة الحديدية"، إذ فشلت في التصدي لغالبية الصواريه التي أُطلقت صوب الأراضي المحتلة، ما دفع جيش الاحتلال إلى إعلان أن "منظومة القبة الحديدية أصابها خلل فني"، خلال إطلاق الصواريخ من غزة، لتدوي صافرات الإنذار مرات ومرات حتى في قلب تل أبيب، وسط مشاهد من الذعر والخوف اعترت الإسرائيليين، خلال انهمار صواريخ المقاومة على الأراضي المحتلة.
هذا الفشل الذي اعترى "القبة الحديدية"، جعل دول تتراجع عن خطط لشرائها من إسرائيل، حسب تقارير استخباراتية.
وعزا محللون عسكريون فشل "القبة الحديدية"، إلى غزارة إطلاق صواريخ المقاومة، فضلا عن إطلاقها على علو منخفض، ما أفقد تلك القبة القدرة على متابعة مسارها جميعا، وحولها إلى "خردة حديدية"، وبات الإسرائيليون في العراء.
اقرأ ايضا: بعد قرار "الجنائية الدولية".. نتنياهو وجالانت على رادار 123 دولة