سعى رئيس مجلس النواب الأمريكي كيفن مكارثي إلى منع استضافة مبنى الكابيتول فعالية كانت مُقررة أمس لإحياء الذكرى الخامسة والسبعين لنكبة الشعب الفلسطيني، لكنه في الحقيقة روج لها بلا قصد منه، بعدما أصر منظمو الفعالية على إقامتها كما كان مقررا، وسط شد وجذب بين المنظمين ومسؤولي مبنى الكابيتول، انتهى بنقل تلك الفعالية إلى مبنى مُلحق بمقر الكونغرس في قاعة أصغر من تلك التي كان مُقررا أن تستضيفها.
اقرأ ايضا: الأمن الإيراني يعتقل والد مهسا أميني في ذكرى وفاتها
وكانت عدة منظمات فلسطينية أمريكية ، دعت إلى تنظيم فعالية في ذكرى النكبة الخامسة والسبعين في قاعة "المحاضرات" في الكابيتول "مبنى الكونغرس الأمريكي"، بحضور عضوة الكونغرس رشيدة طليب، والناشطة والمحامية في مجال حقوق الإنسان نورا عريقات، وشاهد النكبة باسل عدرا، والكاتب الفلسطيني الأمريكي يوسف منير، والشاعرة الفلسطينية الأمريكية زينة عزام.
لكن رئيس مجلس النواب الأمريكي كيفن مكارثي، وفي تصرف ينم عن عنصرية وانحياز سافر لإسرائيل، حاول منع انعقاد تلك الفاعلية، وسعى إلى إلغائها، غير أن محاولاته باءت بالفشل، بفضل مساعي وجهود النائبة الأمريكية ذات الأصول الفلسطينيه رشيدة طليب، والجمعيات والمنظمات الأمريكية والفلسطينية، المُنظمة لها.
وأمام إصرار تلك المنظمات على عقد الفعالية، لم يجد مسؤولو الكابيتول بُدا من نقلها إلى قاعة أخرى في مبنى "ديركسن" التابع لمجلس الشيوخ، ما اضطر المنظمون إلى إلغاء بعض الترتيبات اللوجستية، بحكم ضيق مساحة قاعة مبنى "ديركسن"، مقارنة بمثيلتها في المبنى الرئيس للكابيتول، لكن رب ضارة نافعة، إذ ألهب تصرف مكارثي مشاعر الحضور، وزاد من إصرارهم على المشاركة الفاعلة في هذا الحدث، ليُحقق نجاحا وانتشارا واسعين.
وقالت النائبة رشيدة طليب (وهي ديمقراطية عن ولاية ميتشيغان)، في كلمتها خلال الفعالية، إن "نكبة فلسطين ما زالت متواصلة منذ 75 عاما وحتى يومنا هذا"، منتقدة ما رافق تنظيم تلك الفعالية من أحداث.
وأوضحت طليب: "رئيس مجلس النواب مكارثي يريد إعادة كتابة التاريخ ومحو وجود وحقيقة الشعب الفلسطيني، لكنه فشل في ذلك".
في المقابل، قال مكارثي، وهو مقرب جدا من منظمة اللوبي الإسرائيلي "اللجنة الأمريكية الإسرائيلية للعلاقات العامة-إيباك"، لصحيفة "فري بيكون" (Free Beacon) الأمريكية، أنه تدخل في وقت متأخر من يوم الثلاثاء، لحجز قاعة "مركز زوار الكابيتول"، من أجل عقد جلسة إحاطة من الحزبين (الجمهوري والديمقراطي)، "احتفالاً بالذكرى الخامسة والسبعين للعلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل".
وأضاف مكارثي: "طالما أنني رئيس مجلس النواب، فسوف ندعم حق إسرائيل في تقرير المصير والدفاع عن النفس، بشكل لا لبس فيه وبطريقة (متفق عليها) من الحزبين".
وجاء تدخل مكارثي، في أعقاب رسالة بعثت بها جماعة حاخامية مساء أول من أمس، تطلب من القادة في مجلسي النواب والشيوخ إدانة إقامة فعالية لإحياء ذكرى النكبة الخامسة والسبعين في مبنى الكابيتول.
اقرأ ايضا: زيلينسكي يزور الكونغرس الأمريكي الأسبوع المقبل للقاء بايدن
وبحسب صحيفة "فري بيكون"، تقول الرسالة التي أرسلتها منظمة مؤيدة لإسرائيل وتدعم الاستيطان وتتألف من أكثر من 2000 حاخام: "من المروع أن المتحدث المميز في هذا الحدث سيكون عضوًا في الكونغرس يصف الدولة الشرق أوسطية الوحيدة التي تمنح المساواة وحقوق التصويت لكل من اليهود والعرب: إسرائيل، على أنها دولة فصل عنصري".
