اقتحمت مجموعة مسلحة مقرا دبلوماسيا سعوديا في الخرطوم وعبثت بمحتوياته واستولت على بعض مقتنياته، في واقعة ندد بها مجلس التعاون الخليجي.
وفي وقت تواصلت المعارك بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات "الدعم السريع" بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، جرت مباحثات أمريكية مصرية من أجل تمديد وتوسيع وقف إطلاق النار بين الطرفين المتحاربين.
ويشهد السودان اشتباكات مُسلحة بين الجيش و "الدعم السريع"، منذ 15 أبريل الماضي، أسفرت عن سقوط مئات القتلى والجرحى، وأعلن الطرفان التوصل إلى أكثر من هدنة، لم يصمد أي منها.
وأعلنت وزارة الخارجية السعودية، أن مبنى الملحقية الثقافية السعودية في جمهورية السودان تعرض إلى اقتحام من قبل مجموعة مسلحة، قامت بتخريب الأجهزة والكاميرات والاستيلاء على بعض ممتلكات الملحقية، وعطّلت أنظمتها وخوادمها.
واستنكرت وزارة الخارجية السعودية، في بيان، بأشد العبارات اقتحام مبنى الملحقية الثقافية في الخرطوم، داعية إلى احترام حرمة البعثات الدبلوماسية ومعاقبة الجناة.
من جانبه، أدان الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، جاسم البديوي، اقتحام الملحقية الثقافية السعودية في الخرطوم، مؤكدا أن هذه التصرفات ستؤدي إلى زيادة وتفاقم مخاطر انفلات الأوضاع الأمنية في السودان.
وشدد البديوي، على ضرورة احترام الاتفاقيات الدولية والأعراف الدبلوماسية "التي تضمن حرمة وسلامة مقرات البعثات الدبلوماسية"، داعيا جميع الأطراف إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية الدبلوماسيين والمقرات الدبلوماسية.
وحث الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، كافة الأطراف إلى العودة للحوار للتوصل إلى حل سياسي يضمن عودة السلام والاستقرار للسودان وتماسك الدولة ومؤسساتها.
في غضون ذلك، أكد البيت الأبيض، أن أميركا تسعى بقوة لوقف إطلاق النار في السودان، معربا عن قلقه من الوضع الإنساني في البلاد.
وقال البيت الأبيض، في بيان: "واشنطن ما زالت على اتصال وثيق مع الجيش السوداني وقادة القوى المدنية، ويجب السماح للمنظمات الإنسانية بمساعدة السودانيين".
وأضاف: "نخطط لاستخدام كل الوسائل من أجل ضمان وصول المساعدات إلى السودان"، مشيرا إلى أن واشنطن تواصلت مع 5000 أميركي في السودان لضمان سلامتهم.
ومن المرتقب أن تنطلق قريبا محادثات بين وفدين من الجيش والدعم السريع من أجل التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، في وقت اتفقت مصر وأميركا على استمرار التنسيق والتشاور بشأن تمديد وتوسيع وقف إطلاق النار في السودان وضمان استجابة إنسانية منسقة.
واستعرض وزيرا الخارجية المصري سامح شكري والأميركي أنتوني بلينكن، هاتفيا، تطورات الوضع في السودان والجهود المبذولة للوصول إلى وقف مطول ومستدام لإطلاق النار، يسمح بوصول المساعدات الإنسانية إلى مستحقيها داخل السودان.
وأشار السفير أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، إلى أن بلينكن أعرب عن الشكر لمصر على استقبالها لعشرات الآلاف من المواطنين السودانيين الوافدين عبر الحدود، مؤكداً استعداد الولايات المتحدة لتقديم الدعم اللازم لمصر لتسهيل قيامها بهذه المهمة.
وأوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، أن بلينكن استعرض الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة بشأن الوضع في السودان، كما حرص شكري على تناول الجهود المصرية في هذا الصدد.
وأضاف أبو زيد أن سامح شكري أكد خلال الاتصال على أهمية عدم تدخل أطراف خارجية في تأجيج الصراع القائم في السودان، وبما يضمن تثبيت وقف إطلاق النار وحماية المدنيين الذين تتعرض حياتهم للمخاطر نتيجة استمرار النزاع المسلح، وهو الأمر الذي كان محل اتفاق مع الجانب الأميركي.
اقرأ ايضا: للمرة الأولى.. "حزب الله" يستهدف مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية