بعدما تعاظمت الآمال بتدخل سعودي لتحقيق اختراق في ملف المصالحة الفلسطينية، بعد إعلان استضافة المملكة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ووفدا قياديا من حركة "حماس"، خابت الظنون مرة أخرى إثر إلغاء زيارة وفد الحركة، فيما وصل عباس إلى الرياض.
ووصل عباس، مساء اليوم، إلى مدينة جدة السعودية، في زيارة رسمية، سيلتقي خلالها مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد رئيس الوزراء، الأمير محمد بن سلمان، للبحث والتشاور بشأن آخر تطورات القضية الفلسطينية والأوضاع في المنطقة، وتعزيز العلاقات الفلسطينية السعودية.
ويرافق الرئيس الفلسطيني في الزيارة، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، حسين الشيخ، ورئيس جهاز المخابرات اللواء ماجد فرج، ومستشار الرئيس الدبلوماسي مجدي الخالدي، والسفير الفلسطيني لدى السعودية، باسم الأغا.
وقال الأغا: "عباس سيتحدث بإسهاب مع الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد عن الإجرام الصهيوني في المسجد الأقصى وكنيسة القيامة وما يعانيه الشعب الفلسطيني من قتل وتشريد ونسف للبيوت وهدمها".
وكان مُقررا أن يصل وفد قيادي من حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، اليوم إلى المملكة، برئاسة رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية، ويضم رئيس الحركة في الخارج خالد مشعل، والقياديين موسى أبو مرزوق وزاهر جبارين، ورغم أن زيارة الوفد كان هدفها أداء مناسك العمرة، إلا أنه لم يكن مستبعدا أن يعقد الوفد لقاءات رسمية مع مسؤولين سعوديين.
وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أنه تم إلغاء زيارة وفد حركة "حماس" إلى السعودية، إذ تبلغت الحركة برفض الرياض إصدار تأشيرات الدخول اللازمة.
وأوضحت مصادر أن قيادة الحركة كانت قد طلبت من السفير السعودي في الدوحة التوجه إلى المملكة، لأداء العمرة وتمت الموافقة شفهياً على الطلب، لكنها أُبلغت بالرفض بعد إرسال الجوازات.
وفسر مراقبون هذا الرفض المفاجئ بمنح الفرصة لإجراء مباحثات مثمرة مع عباس في الرياض، وعدم التشويش على زيارته بوجود وفد "حماس" في السعودية، خصوصا أن الظروف غير مواتية لتحقيق أي تقدم في ملف المصالحة، لذا لم يكن من المُناسب استقبال الرياض لوفد حماس في وجود الرئيس الفلسطيني.