بحث وزيرا الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان جلسة، والسوري فيصل المقداد في جدة، تحقيق تسوية بسوريا تُعيدها لمحيطها العربي، وكذلك سبل إيجاد حل سياسي يحافظ على وحدة سوريا.
وأكد بيان مشترك سعودية سوري، أهمية حل الصعوبات الإنسانية بسوريا، وإيجاد الوسائل المناسبة لإيصال المساعدات الإنسانية.
وعقدا الوزيران لقاء هو الأول منذ 11 عاما، في جدة أمس، ما يُمهد لاستعادة سوريا مقعدها في الجامعة العربية، وهو التوجه الذي تتبناه الامارات وتدعمه مصر، ويبدو أن السعودية انخرطت فيه أيضا
وشدد البيان السعودي السوري على دعم الدولة السورية لبسط سيطرتها وإنهاء تواجد الميليشيات المسلحة، وكذلك تعزيز التعاون بشأن مكافحة تهريب المخدرات، ورحب الجانبان ببدء إجراءات استئناف الخدمات القنصلية والرحلات الجوية بين سوريا والسعودية.
من جانبه، أعرب وزير خارجية سوريا عن تقديره لجهود السعودية لإنهاء الأزمة السورية، وثمن جهود السعودية على تقديمها المساعدات الإنسانية لمتضرري الزلزال.
وذكر البيان السعودي السوري، أن "جلسة المباحثات بين الجانبين، جرى خلالها مناقشة الجهود المبذولة للتوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية يحافظ على وحدة سوريا، وأمنها، واستقرارها، وهويتها العربية، وسلامة أراضيها، بما يحقق الخير لشعبها الشقيق"، موضحا أن الجانبين اتفقا على "أهمية حل الصعوبات الإنسانية، وتوفير البيئة المناسبة لوصول المساعدات لجميع المناطق في سوريا، وتهيئة الظروف اللازمة لعودة اللاجئين والنازحين السوريين إلى مناطقهم، وإنهاء معاناتهم، وتمكينهم من العودة بأمان إلى وطنهم، واتخاذ المزيد من الإجراءات التي من شأنها المساهمة في استقرار الأوضاع في كامل الأراضي السورية".
وأكد الجانبان على أهمية تعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب بكافة أشكاله وتنظيماته، وتعزيز التعاون بشأن مكافحة تهريب المخدرات والاتجار بها، وعلى ضرورة دعم مؤسسات الدولة السورية، لبسط سيطرتها على أراضيها لإنهاء تواجد الميليشيات المسلحة فيها، والتدخلات الخارجية في الشأن الداخلي السوري.
كما بحث الجانبان الخطوات اللازمة لتحقيق تسوية سياسية شاملة للأزمة السورية تنهي كافة تداعياتها، وتحقق المصالحة الوطنية، وتساهم في عودة سوريا إلى محيطها العربي، واستئناف دورها الطبيعي في الوطن العربي.
وكانت مصادر مُطلعة أكدت اعتزام السعودية توجيه الدعوة للرئيس السوري بشار الأسد، لحضور القمة العربية المقرر عقدها في 19 مايو المقبل.
وذكرت مصادر صحفية غربية أن وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، سيتوجه إلى دمشق، في الأسابيع المقبلة، لتسليم الأسد دعوة رسمية لحضور القمة العربية.
وخطت أبو ظبي خطوة في اتجاه دمشق، باستقبال حافل للرئيس السوري بشار الأسد في الامارات قبل أيام، بعدما كان حط في مسقط وأجرى مباحثات مع سلطان عمان هيثم بن طارق، كما تحسنت العلاقات بين سوريا ومصر، واتصل الرئيس عبد الفتاح السيسي، بالأسد الشهر الماضي، مُعزيا في ضحايا الزلزال الذي ضربها، كما زار وزير الخارجية المصري سامح شكري، دمشق الشهر الماضي، وبزيارة المقداد لجدة، التحقت الرياض بهذا المسار.
لكن الدوحة أكدت أنها لا تعتزم التطبيع مع سوريا في تلك المرحلة، لافتة إلى أن عودة سوريا إلى الجامعة العربية مرتبط بـ "الإجماع العربي" حول تلك الخطوة.