في "لقاء العقبة" .. ما خفي كان أعظم

مشاركة
ملك الأردن يستقبل وفد فلسطين في لقاء العقبة ملك الأردن يستقبل وفد فلسطين في لقاء العقبة
رام الله - حياة واشنطن 04:39 ص، 27 فبراير 2023

"ليس كل ما يُعرف يُقال" .. هذا هو المبدأ الحاكم للقاءات الأمنية ذات الطابع الاقليمي مثل لقاء "العقبة" الخماسي الذي استضافته الأردن أمس، برعاية أمريكية وحضور مصري وفلسطيني وإسرائيلي، فما أعلن في البيان الرسمي للقاء ما هو إلا قمة الجليد، وما خفي كان أعظم.
وكشف الصحفي الإسرائيلي الشهير باراك رافيد، بعضا مما خفي، إذ قال إن جنرالا أمريكيا طرح على الطاولة في العقبة برنامج حول كيفية مساعدة السلطة الفلسطينية في استعادة السيطرة على جميع مناطق الضفة الغربية وخاصة جنين ونابلس.
وربما أشار رافيد بذلك إلى الخطة التي وضعتها الولايات المتحدة، والتي تتضمن ٥ بنود، لإعادة سيطرة الأجهزة الأمنية الفلسطينية على جنين ونابلس، والتي أعدها الجنرال مايك فنزل، منسق الشؤون الأمنية في السفارة الأمريكية في إسرائيل.
وتتضمن الخطة مشاركة أمريكية في التنسيق الأمني، من خلال ممثلين كبار، سيحضرون اجتماعات المستويات العليا بين السلطة الفلسطينية والإسرائيليين لعدة شهور، على أن يرسل الطرفان تقارير منتظمة للأمريكيين حول التقدم في القضايا الأمنية العالقة بين الطرفين، وتدريب قوات خاصة فلسطينية مكونة من 5 آلاف عنصر أمني، يعملون حاليا في جهاز الأمن الوطني، وسيكون تدريبهم في قواعد تدريبية على الأراضي الأردنية، حيث سيخضعون لبرنامج تدريبي خاص بإشراف أمريكي، وبعد انتهاء تدريبهم سيُنقلون إلى نابلس وجنين، وسيعملون تحت إمرة غرفة عمليات، وسيتم دخول القوات الفلسطنيية الجديدة إلى جنين ونابلس بالتزامن مع تقليص كبير لنشاط الجيش الإسرائيلي فيهما، على أن تُشرف أمريكا على نقاط الاحتكاك، خاصة في شمال الضفة الغربية وربما جنوب الخليل، إضافة إلى مشاركة فرق غربية في عمليات المراقبة، وكل ذلك يتم بعد تغير توجهات السلطة الفلسطينية في التعاطي مع "المقاتلين الفلسطينيين"، وتغيير النهج الذي تعاملت به السلطة الفلسطينية في المرحلة الماضية معهم.
ويبدو أن السلطة الفلسطينية ستمضي في تلك الخطة خشية الانهيار، إذ قالت مصادر أمريكية إنه "في حال انتهاء التنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل فإن السلطة ستنهار فورا".
وكان البيان الرسمي لاجتماع العقبة، أكد ضرورة خفض التصعيد في الأراضي الفلسطينية، ومنع المزيد من العنف، ووقف الاستيطان والبؤر الاستيطانية من 4 - 6 أشهر، وأكد الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي التزامهما بكافة الاتفاقات السابقة بينهما، والعمل على تحقيق السلام العادل والدائم.
وأكدت الأطراف الخمسة، أهمية الحفاظ على الوضع التاريخي القائم في الأماكن المقدسة في القدس قولاً وعملاً دون تغيير، وشددوا في هذا الصدد على الوصاية الهاشمية.
وشددت الحكومة الإسرائيلية والسلطة الفلسطينية، على استعدادهما المشترك والتزامهما بالعمل الفوري لوقف الإجراءات الأحادية الجانب لمدة 3-6 أشهر، ويشمل ذلك التزامًا إسرائيليًا بوقف مناقشة إقامة أي وحدات استيطانية جديدة لمدة 4 أشهر، ووقف إقرار أي بؤر استيطانية جديدة لمدة 6 أشهر.